تحقيق يلقي الضوء على مراحل تجهيزالحبوب وتصنيع البهارات

تعتبر البهارات من السلع الأساسية والضرورية المستهلكة بشكل دائم في المطاعم والفنادق والبيوت…ما يعني أهميتها المذاقية في الطعام، وهي عبارة عن مادة أو مجموعة مواد تُضاف عادة الى الطعام بكميات قليلة لإعطاءه نكهة مميزة وتُصنع من كافة أجزاء النباتات كالجذور والثمرات والأوراق .

أما التوابل فهي أيضاً تلعب دوراً رئيسياً في إضافة النكهة وتأتي من مجموعة متنوعة من النباتات الإستوائية وقطع الأشجار والبذور، والجذور، والبراعم… وعادة تتوفر بأشكال جافة كما أن بعضها يتميز بالفوائد الصحية حيث أنها مصادر جيدة لمضادات الأكسدة.

أما الحبوب فهي كذلك تمثل جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي ومصدر غني بالكربوهيدرات والطاقة والفيتامينات والألياف والبروتينات ..

للإطلاع أكثرعلى هذه السلع الغذائية لا سيماعملية استيرادها وتعقيمها وصولاً الى التغليف والتعليب، قصدنا الحاج محمد حلباوي أحد الشركاء في شركة حلباوي اخوان المتخصصة في طحن وتعبئة وتغليف الحبوب والبهارات… والمأكولات اللبنانية كالمغلي والفلافل والمهلبية والسحلب الجاهز للمستهلك  .. بالإضافة الى الصعتر والكشك والسماق والزهورات المتنوعة…وهي من الشركات التي حازت على ثقة المستهلك اللبناني والعربي والأجنبي نظراً لجودة منتجاتها واعتمادها معايير الجودة العالمية.

فماذا أفادنا الحاج حلباوي عن هذا القطاع؟

  بداية،عدٌد الحاج حلباوي البلدان التي يتم منهااستيراد مختلف السلع المذكورة فقال أنه يستورد الحمص من المكسيك والفاصوليا من الأرجنتين ومن كندا يأتي بأصناف العدس  ومن انكلترا الفول ومن الهند الفلفل والبهارات على أنواعها،والقرفة من سريلانكا ومن الصين الثوم والبصل المجفف، ومن سوريا الكمون واليانسون والمحلب.

وأشار الى أنه يطلب عيٌنة التي عادة تكون مرفقة بشهادة صحية من بلد المنشأ تتناسب والمواصفات المطلوبة.فعندما تأتي البضائع على المرفىء تؤخذ عينة منها وتُرسل الى مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية(مختبر- الفنار) ليصار الى تحليلها، وعند الحصول على النتيجة تُقارن العينتين أي المرسلة سابقاً مع شهادتها الصحية والأخرى المحللة في لبنان للتأكد من سلامة المنتج. فإذا جاءت نتيجة المنتج المستورد مطابقاً لمواصفات العينتين يتم شراؤه أي المنتج أما إذا لم تأتي مطابقة فيرفض المنتج وعلى مسؤولية المورٌد..

وفيما يخص عملية تجهيز الحبوب لتصبح جاهزة للإستهلاك والتسويق أضاف أن تحضيرالحبوب يمر بعدة مراحل، فهي تُدخل أولاً الى غرفة التعقيم المجهزة بآلات للتهوءة من المواد المعقمة.بعد ذلك تنتقل الى مرحلة الغربلة الأوتوماتيكية ثم التنقية اليدوية من قبل عمال المعمل حتى تصبح خالية من أية شوائب، عندها تُدخل الى مكنات التعبئة الآلية لتصل الى مرحلة التصنيع النهائية الممثلة بالتغليف.

أما بالنسبة للبهارات فيُصار الى طحنها حتى تصبح ناعمة بعد اللإنتهاء من مرحلتي التعقيم والغربلة، ثم تُغربل مرة أخرى لإزالة القشور وبعدها تدخل غرفة التعقيم مرة أخرى ومن ثم يتم توضيبها وتغليفها بأحدث الآلات الأوتوماتيكية.

وقد أشار الحاج حلباوي أن جميع المنتوجات تُصدٌر الى جميع أنحاء العالم مثل البرازيل، الباراغوي أفريقيا، كندا،لندن،المانيا والسويد عن طريق كبار التجار اللبنانيين والجاليات العربية المقيمة في تلك الدول.

كما أكد أن هناك اقبال خاص من الدول العربية والأجنبية على بعض الأصناف التي تنتجها الشركة كالصعتر والسماق البلدي اللبناني وبعض أنواع البهارات التي تنافس البهارات المستوردة من الهند من حيث الجودة والنكهات الخاصة والخلطات المميزة لشركة حلباوي اخوان.

أما على الصعيد المحلي فأفاد بأن المنتوجات توزع عبر مندوبين في التعاونيات وتجار الجملة.

ولدى سؤالنا له عن الحلول المقترحة للحد من العراقيل التي تعترضه في مجال عمله ، قال أنه يقترح على كل من يتعاطى تصنيع البهارات والحبوب أن يكون حائزاً على شهادة صناعية من وزارة الصناعة لتقليص الفساد الذي ينعكس سلباً على الإقتصاد العام.كذلك طالب بتسهيل معاملات استلام البضائع المستوردة من الخارج في المرفىء كي لا يضطر المستورد الى إضافة تكلفة على المستورد والمستهلك إذ أنه أحياناً تُستبقى بين 15 وال 20 يوماً ما ينتج عن ذلك أعباء مادية مضاعفة.

كما أن عدم الإرشاد للمزراع اللبناني والتكلفة العالية لليد العاملة ومزاحمة البضائع الدخيلة على انتاجنا المحلي اللبناني من العوامل المؤثرة سلباً على قطاعنا.

وفي الختام طالب المسؤولين تشديد الرقابة على التغليف للحد من الضرر الناتج عن اهمال مواصفات الجودة المطلوبة.