إعلامي متميّز جدير بالتقدير والإحترام، آمن بأهدافه وبرصيد سنين خبرته العشرين، فاستقى الحكمة والمعرفة ليتربع على عرش استمرارية الأهداف. من عالم الرياضة، وبارود الملاعب، إلى عالم الإعلام والبرامج انتقل طوني بارود حاملاً في سجلّه الشخصي نجاحات متتالية أشعلت بارودها لتوقد حاضره ومستقبله المهني ثباتاً.
أثبت عن براعة عالية في تقديم البرامج ذات الطابع المرح والمسلّي، فأثنى الجميع على قدرة تحكّمه بالمواقف وسرعة بديهيته الملفتة. لم يفصله وهج الشهرة عن داخله المشحون بالإنسانية وذاته الطيبة، فأعكس مرآة روحه على من حوله ليرسم البسمة على ثغر المشاهد ويزرع الفرح في قلوب من أعاقهم القدر على التفاعل الفكري والجسدي مع محيطهم عبر احتضانه للعديد من المؤسسات الإنسانية.
في CUBE المطعم الذي أسّسه بغية التحصّن من خيبات الزمن، التقينا، فدار بيننا حوارٌ صريحٌ، تمحور حول البدايات والأعمال ونضج التجربة في برنامجه “أحلى جلسة”
حوار ليندا زين الدين
· لماذا، لغاية اليوم، ما زال اسم طوني بارود مقترناً بانطباع الناس أنك البارود الذي أشعل ملاعب كرة السلة في مواسم المباريات الكبرى؟
ولد هذا الإنطباع نتيجة للإنطلاقة القوية التي بدأت في مجال الرياضة، خاصة أن الأحداث الرياضية الكبرى التي واكبتها إعلامياً، إن كمقدّم للبرامج أو كمعلق تلفزيوني مهّدت لإظهار مقدرتي على إدخال عامل الحماسة والإثارة إلى قلوب الجمهور من خلال أسلوب التشويق الذي اتبعته لتقريب عالم الرياضة إلى اللبنانيين.
· هل ما زلت مهتماً بها أم أن الرياضة أصبحت وراءك؟
كلا، لم أعد مهتماً، أتابع على الصعيد الشخصي فقط لأنني سلكت طريق الإنتاج والبرامج وهذا المنحى الذي اتخذته يؤمّن لي استقراراً مهنياً، لأن الرياضة في لبنان لم تعد تحظى بنسبة عالية من المشاهدين، والمباريات الموسمية أصبحت موضة ينطفئ وهجها مع انتهاء اللعبة.
- · من مقدّم ومعلّق رياضي في ميادين الملاعب، إلى إعلامي مخضرم في ملاعب المؤسسة اللبنانية للإرسال، أين يكمن العامل المشترك بين العملين؟
أعتقد أن شخصيتي الودودة والطيبة هي العامل المشترك، فأسلوبي الخاص في طرح المواضيع وقولبة الخبر وتجميله بحسّ مرح بسيط، مسّ ذوق المشاهد وجذبه، والدليل أنني برعت في كلتا المجالين.
- · هل تؤمن بأن صعود السلّم يكون درجة درجة؟
أكيد، فيما يخصّني بنيت نفسي بنفسي، لم يساعدني أحد في مسيرتي المهنية. شخصيتي هي نعمة من عند الله وصورتي الإعلامية، ابتكرتها بنفسي ونجاحي هذا جاء وليد سنوات طويلة من الخبرة والجهد والتمرّس. وحرصت دوماً أن لا أطلب مساعدة من أحد كي لا أدفع ثمنها لاحقاً.
· يشهد الإعلام المرئي اليوم تنافساً شرساً بين مؤسساته. هل تعتبر أن الـ LBC ما زالت محافظة على موقعها الريادي في ظل هذه الأجواء؟
صحيح أن المنافسة قوية إنما الـ LBC تستند إلى مخزون مثقل بالخبرات والإنجازات والبرامج الناجحة، واسمها ما زال لامعاً منذ انطلاقتها لغاية الآن فالمشاهد رافقها في مختلف الظروف وقد أثبت عن جدارتها ومصداقيتها لذا اعتبرها أنها ما زالت في الطليعة.
- · ما تعليقك على موضوع صرف إدارة المحطة لرموزها الإعلامية السابقة. وماذا تقول لزملائك الذين صُرفوا؟
بالنسبة لموضوع الصرف فهذا من شأن المؤسسة ولا أستطيع التعليق عليه. أما لزملائي الذين صرفوا فأقول لهم أثبتمّ عن كفاءتكم في الـ LBC وخارجها وكل واحد منكم أصبح نجماً بحدّ ذاته (الله يوفقكم)
· إلى أي مدى تضمن استمراريتك في الـ LBC؟ وهل بتّ محسوباً على هذه القناة؟
أضمن استمراريتي في عملي من خلال المواظبة على تقديم الأفضل إنما ليس بالضرورة في الـ LBC ولا أعلم ماذا ينتظرني بالرغم من ارتياحي في التعامل معها. لست محسوباً على أحد، غير أن الشيخ بيار الضاهر وزوجته لا يعتمدان سياسة المسايرة ويعطيان لكل ذي حق حقه من خلال تقييمهما لأداء وكفاءة المقدّم.
· “أحلى جلسة” برنامج مرح يضمّ عدة ضيوف”. هل تجد صعوبة في عملية ضبط إيقاع الحلقة كي تبقى محافظة على هويتها الترفيهية؟
لم أجد صعوبة لأن هذا البرنامج يشبهني ويجسّد شخصيتي لذا من السهل عليّ التحكم بقواعده والحفاظ على الجو المناسب لسرد “الخبرية” بشكل مقتضب وفكاهي في آن. وكل هذه العملية برأيي تحكمها خبرة 20 عاماً من الممارسة الفعلية على الساحة الإعلامية.
· تقول في إحدى مقابلاتك أن هذا البرنامج يشكل لك ساحة حرة للتعبير عن شخصيتك. أهذا يعني أنك بعيد عن تقديم البرامج ذات الطابع الجدّي؟
“أحلى جلسة” حصيلة تجربة طويلة. بالفعل هو ملعبي الخاص، لأنني غير مقيّد بقوانين معينة وأستطيع استحداث بعض الفقرات وخلق عناصر للمفاجأة، وترجمة صورتي كما هي بأسلوب صادق، وقد أمّن لي استقراراً لجهة تقديم البرامج واستمراريته. الهدف أن نبتكر أعمال غيرمتداولة كثيراً على الشاشات لنضفي شيئاً جديداً بعيداً عن المشادات الكلامية والحوارات المتشجنة. أما بالنسبة للبرامج الجدية، فأميل إلى طرح مواضيع إنسانية الهدف منها إيصال رسالة حق للمجتمع تضيء على قدرات كل إنسان بغضّ النظر إن كان معاقاً أو سليماً.
· من هم الضيوف الذين تركوا أثراً طيباً في نفسك؟
كثر، أذكر منهم مع حفظ الألقاب: جورج خباز، ماريو باسيل، هيفا، فيفي عبده، زاهي وهبة، ميشال قزي، منير الحافي.
· تحتضن عدة جمعيات إنسانية واجتماعية، هل ترغب يوماً بتأسيس جمعية خاصة بتوقيع طوني بارود؟
أفضّل أن أبقى متواصلاً مع مختلف أنواع الجمعيات الإنسانية التي أدعمها معنوياً كالينبوع، وسيزوبل، Resto du Coeur… خاصة وأنّ المعوق يحتاج إلى رعاية تُعنى بحالته النفسية والجسدية معاً. وأنا أعمل من خلال هذه الجمعيات على تفعيل قدرات ذوي الحاجات الخاصة، ليتمكنوا من الإندماج مع فئات المجتمع الأخرى.
· خضت مجال الأعمال عبر افتتاح مطعم CUBE لأنك تعتبر أن العمل الإعلامي لا يؤمن استقراراً مادياً على المدى الطويل؟
خضت هذه التجربة من أجل تأسيس عمل خاص بي وتطويره لاحقاً عبر تأسيس عدة فروع تكون بمثابة الخميرة التي تعود بمردود مادي على عائلتي. وفكرة افتتاح مطعم بالذات استهوتني كوني قريب جداً من الناس وأتفاعل معهم وهو أيضاً مقصد للقاء الأصدقاء والأحبة.
- · تشكّل وزوجتك ثنائياً ناجحاً، هل يدعم كل واحد منكم خطوات الآخر، أم لديك كزوج تحفظات على خيارات زوجتك المهنية؟
نحن ندعم بعضنا البعض ونعمل على تفهّم متطلبات مهنتنا لأن علاقتنا الزوجية متينة جداً ومبنية على الصدق والحوار والتفاهم، وليس لديّ تحفظات تُذكر.
· ماذا تعني لك :
– بلدتك مشغرة؟ البداية والنهاية
– الشيخوخة ؟ وسام على صدرنا
– الإعاقة؟ الصدق
– العائلة؟ الملجأ الأمين
- · ماذا تقول لـ :
– طوني بارود؟ حافظ على الإلتزام
– كريستينا؟ آمل لا يفرقنا شيء في الوجود
– بيار الضاهر؟ شكراً
– ولديك ديا ماريا وأنجيلو؟ “الله ياخد من عمري ويعطيهم”