الأميرالمهندس فؤاد شهاب: ” علينا أن نؤمن بالدولة وليس بالسلطة “

 

 يحمل الأمير فؤاد شهاب على كتفيه ارثاً ثقيلاً يمتد شامخاً عبر التاريخ الى عهد الإمارة التي كان ينعم فيها لبنان بالطمأنينة والأمان، وإلى عهد قريب أرسى فيه رائد من رواد الشهابية دعائم الدولة الحديثة حاملاً لواء جيشنا الباسل الأبيٌ وروحانية مبادئه السليمة القويمة عنينا به الرئيس فؤاد شهاب.

وهل ننسى جده اللواء عادل شهاب قائد الجيش ووزير الدفاع الذي تبع فؤاد خطواته منذ أن تفتح على الحياة فكانت أحلى أمانيه أن يتجند في المؤسسة العسكرية خادماً لمبادئها العظيمة. زد على ذلك عمه العميد عامر شهاب مدير المخابرات خلال مدة تولي العماد ميشال عون رئاسة الوزراء بين عام 1988 و1990.

فؤاد شهاب كما يرغب أن نناديه بعيداً عن الألقاب والوجاهة هو شاب متواضع عصري الهوا شهابي الإنتماء. احترف السياسة من غير أن يبتذلها محافظاً على صلابة في الرأي من غير تطرف أو تجريح. عقله لا يصمت، ضميره صارخ، مندفع يأبى الإستسلام للإخفاقات الظرفية وهو اليوم في طريقه لإيصال صوت الشباب المنتفض على واقعه الى الندوة البرلمانية.

آثرنا للقائه وعدنا بهذا الحوار.

حوار ليندا زين الدين

(أُجري هذا الحوار قبل التمديد للمجلس النيابي)

ما زلت تتهيأ لخوض المعركة الإنتخابية النيابية. ما أبرز التحديات التي تعتري مسيرتك؟

 في الحقيقة قد تكون التحديات أولا” من مرشحي الأحزاب الأخرى، وتندرج هذه المنافسة ضمن اللعبة الإنتخابية المعترف بها كما تكون أيضا  بالمنافسة الداخلية داخل حزب التيارالوطني بين زملائي المرشحين مثل ما يجري في كل الأحزاب الديمقراطية في العالم ،فنحن نؤمن جميعاً بالمشاركة الحقٌة والديمقراطية التي حثٌنا العماد عون على ممارستها وتطبيق مبادئها،إضافة الى أننا جميعاً من أصحاب الكفاءات والخبرة السياسية.

– هل يخالجك الشك حول قبولك مرشحاً في لائحة التيار لا سيما أن الناس تعرف أنك مقرب جداً من الجنرال؟

علاقتي بشخص العماد عون تتخطى رغبة تمثيلي على لائحته  فهي أعمق بكثير، وأعتقد أن أدائي الحزبي والسياسي وتحركي الميداني وجهودي المبذولة في سبيل خدمة أبناء وطني بالإضافة الى علاقاتي العامة  كل تلك المعطيات سوف تحدد موقفه من ترشيحي أو عدم ترشيحي على اللائحة.

في حال لم يحالفك الحظ إلى أين ستتٌجه؟

 سأتابع حملتي الخدماتية وتحركي الإنساني- الإجتماعي من حيث انطلقت،أي من صفوف الشباب ووجع الناس للوقوف عند تفاصيل متطلباتهم المعيشية والتنموية لالتماس واقعهم الميداني الذي يرزح تحت وطأة الإهمال والحرمان المزمن. فالمهم ليس موقع المسؤولية فقط انما الأندفاع والوفاء والعمل ضمن قناعة اجتماعية سياسية توفر لمجتمعنا نمط حياة يليق بالأنسان.

– ما موقفك من الإقطاعية المستترة وهل اسمك يرمز لها؟ 

أرفض الإقطاعية بمختلف أوجهها. تلك الإقطاعية انعكست تداعياتها  على النسيج المجتمعي العالمي عامة واللبناني خاصة لذلك نحن هنا للتغيير والتحديث.

الرئيس فؤاد شهاب ترك وراءه مدرسة سياسية مبنية على الوطنية واللاطائفية . وأنا على هذا النهج سائر وأسعى ورفاقي الى إحداث انتفاضة إصلاحية لبناء الوطن المرتجى وتحرير لقمة العيش.

– من المعروف أنك  ناشط إجتماعي ورياضي بامتياز الى جانب مسؤولياتك السياسية وتتٌخذ منبر الشباب منبرك الرسمي لحثٌهم على نهضة جديدة. هل التمست تجاوباً ملفتاً من قبلهم في هذا السياق؟

لا شك أن الشباب هم نبض المجتمع والمحرك الأكبر للرأي العام وهم على أهبٌة تامة لإبداء رؤيتهم التطلعية المبتكرة لتطويرالنمط السياسي على مختلف الأصعدة. ولأني منهم ولهم كرست نفسي للدفاع عن قضيتهم لذا أبذل قصارى جهدي لمعايشة همومهم ومعاناتهم بهدف اجتراح الحلول لمشاكلهم وتبديد هواجسهم .وأنا على تواصل مستمر مع تلك الفئة العمرية لإشراكهم في وضع خطة عمل نوعية لتطلعاتنا المستقبلية ركيزتها الحوار والتوافق بين كافة الأطياف من خلال إقامة لقاءات دورية ثقافية و إجتماعية ورياضية . وهنا أود الإشارة الى أنني  رئيس مجلس أمناء نادي الشبيبة في الشياح وفرن الشباك ومن مشجعي ممارسة الرياضة على مختلف أنواعها لأنها تنمٌي الروح الرياضية وتحثٌ الشباب على المثابرة وتحمٌل المسؤولية وسأسعى بالوسائل المتاحة تحقيق الأهداف في سبيل تأمين مستقبل واعد للبنان واللبنانيين.

وبالمناسبة أدعو هؤلاء الشباب أخذ العِبر من تجارب الكبار الذين أرخو بصمتهم النضالية في العديد من الميادين والإستفادة من خبرتهم وتعاليمهم القيٌمة.

– نشرت بعض الصحف عن الخطوة الجريئة التي قمت بها تجاه المؤسسة العسكرية هل لك أن تشرح لنا باختصار هذه البادرة؟

على الصعيد الوطني وإيماناً منٌي بإحياء الروح الوطنية قمت بتسليم لائحة بأسماء حوالي مئة وخمسين متطوعاً من مختلف مناطق ساحل قضاء بعبدا هم على أهبٌة تامة لمساندة الجيش في المجالات كافة بدءاً من الفوج اللوجستي وصولا الى الجبهات الأمامية اذا احتاج الأمر.
إن دعم الجيش أمانة في أعناقنا بعدما استشهد من أجل لبنان العديد من الجنود البواسل، وفي هذه الأوقات الصعبة وطننا وجيشنا بحاجة لحضورنا للحفاظ على أمنه وصون سيادته.
وأني أدعو الحكومة ومجلس النواب والكتل السياسية لإعداد خطة و”استراتيجية تسويق سياسية” محلياً ودولياً  بغية مساندة الجيش اللبناني في شتٌى النواحي العسكرية.

– ما أبرزالنقاط التي تتبنٌاها في العملية الإصلاحية ؟

 تطبيق اللامركزية الإدارية أي تحقيق العدالة بالمساواة والموضوعية و تكافئ الفرص بين جميع المواطنين فلا يعود الفرد منٌا تبعياً وفق مشيئة الإقطاع التقليدي- إقامة ثورة إصلاحية فكرية، تغييرية تقضي على التخلف الإجتماعي وترتقي إلى مصاف المجتمعات المتحضٌرة التي تُحترم فيها متطلبات وجود الإنسان وليس حقوقه فحسب لكي نكون إناس نليق بوطن الرسالة ويليق لبنان بنا شعباً متلاقياً- توفير الخدمات والحاجات الملحة بدءاً من رغيف الخبز وحبة الدواء وضمان الشيخوخة وصولا الى تطبيق المحاسبة – نصرة المقهورين والمهمشين… وما أحوجنا اليوم إلى أن نتضافر جميعاً لتجسيد هذه الأهداف السامية ونتعاضد سويٌاً للعمل كفريق واحد بهدف إحياء لبنان الدولة المؤسساتية، السيٌد الحر، المستقل.

– ماذا ورثت عن آل شهاب؟

الوفاء للمؤسسة العسكرية وما تحمل للوطن من مبادىء الشرف والتضحية والإباء التي تتضمن تفعيل العمل المؤسساتي تفعيلاً صحيحاً.

– ماذا تقول للشباب الذين نقموا على واقعهم ويئسوا من التكيٌف الروتيني؟

أقول لهم أن يتفائلوا بالخير دوماً ويواصلوا تقدٌمهم توطيداً للجمهورية وترسيخاً لمفهوم الحياة الموحدة فيما بينهم. أنتم المستقبل وأمل الإصلاح في المجتمعات والأوطان. يجب عليكم أن تؤمنوا بالدولة وليس بالسلطة وأن تتحدوا بغض النظر عن إنتماءاتهم السياسية والطائفية لاستنباط برنامج عمل حول كيفية إدارة المؤسسات وتنظيمها.

– أية شخصية تتمني أن تقتبسها؟

شيغيفارا، لأنه قاوم الإحتلال والإستبداد وثار على الظلم وناصر المستضعفين وطالب بحقوقهم المغتصبة، واستطاع مع العديد من الرفقاء الشباب تبني قضية وجودية آمنوا بها ودافعوا عنها وفقاً لمنهجية عقائدية واحدة.

– من أين يمكن لعملية الإنعاش أن تنطلق في بناء دولة حديثة؟

لبناء دولة حديثة لا بدٌ من تحديث القوانين وتنظيم دوائر الدولة بحيث ترتفع نسبة المحاسبة وتنعدم نسبة المحسوبية والهدر والفساد مما يؤدي الى الشفافية. وللوصول إلى هذه النتيجة علينا تطبيق اللامركزية الإدارية التي تُعيد توزيع المسؤوليات والسلطة وبالتالي تعزز الرقابة والمساءلة وتفعٌل ديمقراطية الإدارة المحلية.

فاللامركزية الإدارية باتت حاجة ملحٌة لبنيان الدولة ككل وتعزيز المشاركة المحلية لجميع الفئات على تنوعها. ففي تطبيقها يُرسخ الإنماء المتوازن لأنه ركن أساسي من استقرارالنظام كونه يرفع الغبن ويصلح التفاوت الإجتماعي والثقافي والإقتصادي بين المناطق بحيث تتمثل جميع إدارات الدولة في الأقضية تسهيلاً لمعاملات المواطنين…والجدير ذكره، أن هذا التفاوت قد يلعب دوراًكبيرا في تأجيج الصراع الطبقي في أي وقت ما لم تُبادر الدولة إلى تثبيت الإنماء المتوازن وإيجاد فُرص العمل أمام الجميع.

وفي الواقع هذه اللامركزية هي مطلب رئيسي يقع في صلب مسيرتي السياسي.

كيف توفق بين الشهابية و العونية؟

الشهابية مدرسة بناء المؤسسات والعونية حالة شعبية تغييرية إصلاحية

– علامَ تندم؟

أندم على عدم تمكني من دخول المؤسسة العسكرية،إذ كنتُ منذ صغري أطمح أن التحق بصفوفها لأساهم في الدفاع عن الوطن وصون كرامته واستقلاله، الا أن ظروف في13 تشرين 1990 لم تكن مؤاتية بالنسبة لي لتحقيق هذا الحلم.

– ماذا يعني لك:

الموت؟ إنه مرحلة من مراحل حياة الإنسان. لا أهابه بل أخشى أسباب الوصول إليه.

المال؟وسيلة لتسهيل العيش وتحسين ربما نمط الحياة … ومساعدة الآخرين في حال توفره.

كيف تتعاطى مع الخصم؟

 أتعاطى معه بالأسلوب عينه الذي يتعاطى به معي معتمداً الحكمة  فالخصم حلقة من حلقات اللعبة السياسية والإجتماعية انما أتحاشى أي صدام مع الغير حتى لا تكون لي عداوة مع أحد….

من ينافسك؟

(مبتسماً) لا أحد ينافسني فالتنافس لعبة ديمقراطية أعرف دوماً كيف أتقنها.