ولدت في عائلة عريقة بلبنانيتها، متجذرة بوطنيتها الأصيلة، راسخة بمعتقداتها السياسية. خاضنت معترك العمل الإنمائي بكل عزم وثبات، فغدت شعلة ارادة وتصميم لا تعرف ديناميكيتها الكلل او الملل.
صاحبة شخصية هادئة وحازمة في آن، عفوية الحضور، نيرة الفكر وموزونة الكلام. ابنة رجل رفع عالياً بنيان هذا الوطن في كل المراحل والعهود وتمسك بسيادته واستقلاله مدافعا عن الوجود المسيحي ودوره التاريخي في الشرق.
هي خير خلف لخير سلف، صنعتها سنوات التجربة والتمرٌس كما لحظات السعادة والألم، فانطبعت مكنونات روحها بشفافية غزت سكينة أعماقها.
انها المرأة النموذج، رئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي، السيدة ميرنا المر ابو شرف السخيٌة بعطاءاتها التي جندتها في سبيل خدمة المتنيين واستقرارهم على الصعد كافة من خلال جهود حثيثة بذلتها وما زالت وفاءً لهم وللوطن.
– كيف تعرف ميرنا المر بنفسها؟وكيف تصف شخصيتها؟
من حيث المبدأ، ليس مستحباً أن يتكلم الإنسان عن ذاته، إنما أستطيع اختصار نفسي بثلاث سمات أساسية طبعت شخصيتي ورسٌخت ملامح طبيعتي وهي: الصراحة، الوفاء والعمل بصمت.
– لِمَ أنتِ مقلٌة في اطلالاتك الإعلامية؟
أُؤمن أن الأعمال التي تترجم على أرض الواقع والمثابرة في سبيل المصلحة العامة، هي التي تُضيء عليٌ وتعبر عن امتدادي مع الآخرين، لذا أعتبر أن العمل كجندي مجهول خير من إقامة الضجة الإعلامية، وعلى الرغم من ذلك، فحين أجد أنه لا بدٌ من الاطلالة، لا أتوانى عن ذلك.
– كيف تقيمين علاقتك بوالدك دولة الرئيس ميشال المر؟
هي علاقة خاصة ومميزة جداً، يكللها تناغم روحي وانسجام فكري وترابط عاطفي، ونحن متقاربان الى أبعد الحدود. أما في الحياة العملية والشأن العام، فنُجمع على اتخاذ القرارات الصائبة شكلاً ومضموناً، والتي تصب في خانة خدمة الأطراف كافة.
– هل تحنين الى مرحلة الطفولة؟
لهذه المرحلة أبعادها في نفسي،وحكاياتها متغلغلة في حنايا روحي،تدغدغ مخيلتي وأحلامي وتبعث في داخلي الفرح والتجدد، لا سيما وأن منزل جدٌي في بتغرين احتضن معظم ذكرياتي الوردية، لذا، فحنيني لا ينضب لتلك الفترة ومتجذرة في أعماقي.
أما بتغرين الحبيبة، فهي تعني لي الجذور المتأصلة والحنين الدائم والملجأ الأمين الذي أنطلق منه بتواصلي اليومي والمستمر مع الناس ومعايشة همومهم.
– لكل انسان نقاط ضعف معينة، فكيف تخفينها؟
بالصمت.
– كيف تصفين؟
ميشال المر: مثلي الأعلى.
غابي المر: العائلة قبل كل شيء.
غسان تويني: حمل صليبه بصبر وصمت.
جبران تويني: حقق حلمه بالإستشهاد من أجل لبنان، لكن نايلة وميشال وجبران الصغير بحاجة إليه ويفتقدون وجوده بينهم.
مروان حمادة: لم يبق سواه للبنان من عائلة تويني وحمادة.
مالك مكتبي:(مازحة) نأمل أن تستمر المصاهرة الشيعية- الأرتوذكسية.
– ماذا تغير فيك بعد استشهاد جبران التويني؟
تغيرت نظرتي الى الحياة وعلمتني تجربة الفراق عدم التوقف عند التفاصيل الصغيرة التي لا معنى لها.
– صفي لنا علاقتك بإبنتيكِ:
علاقة صداقة وتفاهم وتفهٌم.
– ماذا أضاف اليكِ مجيء حفيدك؟
مجيئ جبران الصغير بثٌ الأمل في نفوسنا وأدخل جديداً وفرحاً الى حياتنا وباتت السعادة تغمرنا كلما ناديناه “جبران”.
– كيف تميزين بين الصديق والمتزلف؟
أنا حذرة حتى إثبات العكس.
– هل أصدقاؤك كثيرون ومن هُم؟
كلا، ليسوا كثراً، وأعتقد أن المسافات لا تلغي الصداقات، وجومانا تويني من أبرز صديقاتي.
– ماذا يعني لكِ؟
الموت: العبور.
المرض: الأكثر ألماً.
الحب: شعلة الحياة.
السلطة: لا شيء.
– بمن تتمنين أن تلتقي لو عاد الزمن بكِ الى الوراء؟
خالتي صولانج التي فارقت الحياة منذ زمن بعيد.
– لمس الحزن جوارحك مرات عديدة، في أي مرة استسلمتِ له؟
لحظة علمت بحادثة شقيقتي لينا.
– بين حنين الأمس وتطلعات الغد، هل ما زالت في أعماقك أحلام راقدة؟
طبعاً وعلى كل المستويات.
تركيبة لبنان السياسية تعاني مرض الطائفية.
– تترأسين مجلس بلدية بتغرين واتحاد بلديات المتن الشمالي. ماذا بعد؟
هدفي الأول والأخير يكمن في خدمة الوطن من أي موقع كان.
-لو لم تكن جسور الوصول مهيأة أمامك، هل كنت لتخوضي هذا المجال؟
لست أدري.
– هل تعتبرين مسؤوليتك في القطاع الإنمائي واجباً أم تفاعلاً؟
هي واجب لأنني وفية لأهلي أبناء المتن الأحباء وأهتم لمتطلباتهم وظروفهم، وتفاعل أيضاً لأنني أعتبر العطاء فرحاً كبيراً لا سيما ان كان حقيقياً وصادقاً وغير مشروط ونابعاً من شعور وديٌ تجاه المتنيين الذين أعيش معهم بشكل يومي.
– ما العقبات التي تصادفينها في الإتحاد؟
تتمحور العقبات حول عملية التوفيق بين تسريع انجاز المعاملات والإلتزام بالقوانين المرعية الإجراء، فالمواطن يعتبر نفسه أحياناً مغبوناً حين يصطدم بالقوانين وضوابطه ويتعرقل مشروعه بسبب الروتين الإداري المعتمد في الإدارات الرسمية. من هنا، أسعى جاهدة لإرضاءه والحفاظ على مصلحته وتسهيل مشاريعه ضمن الإطار القانوني، وهذا أمر مضن للغاية.
– أي رئيس بلدية هوالأقرب اليك؟
الرئيس الكفوء والمثابر، الذي يتخطى المصالح الخاصة الضيقة والأغراض السياسية.
– برأيك، أي رئيس ترك بصمة في المسيرة الإنمائية؟
هناك العديد من الرؤوساء الذين تركوا بصمات مشرفة من خلال انجازاتهم الإنمائية والتنموية، وإذا لا بدٌ من ذكر البعض، فأختار الشيخ فرحات أبو جودة والرئيس أنطوان نقولا شختورة، رحمهما الله.
– لو لم تكن المعطيات السياسية مؤثرة في وصول بعض الرؤوساء، فهل كنت تعاونت مع طاقم مختلف؟
هؤلاء الرؤوساء اختارتهم أصوات الناخبين لخدمة بلدتهم وإعلاء شأنها، لذلك هذا الإنتخاب أتعامل معه على أنه قرار المواطن، فالبلديات هي أرقى معاني الديمقراطية كونها سلطة محلية منبثقة من سلطة الشعب وإرادته.
– هل تؤمنين أن تركيبة لبنان السياسية تشكو فعلاً من خلل كلٌي؟
نعم، تشكو من خلل متأصل كون الطائفية تطغى على المواطنية. لكن لا بدٌ من إيجاد الحلول المناسبة للقضاء على النزاعات المتوارثة من عهد الى عهد، وأجد من الضروري البت في تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة في أسرع وقت ممكن.
– هل تعتبرين أن الطبقة السياسية هي التي ولٌدت هذا الخلل؟
على الرغم من تفكك التركيبة السياسية في لبنان، فليس من الضروري أن تكون هي المسؤولة عن هذا الخلل.
– من يتحكم بقرارات ميرنا المر؟
ميرنا المر.
لا أعتبر نفسي صاحبة إمتيازات فلكل منا درب جلجلته
– اقتحمتِ ميداناً صعباً يهيمن عليه الذكور، فهل ساعدتكِ مكانة آل المر في خوض هذا التحدٌي؟
لا شك أن عالم الذكور صعب،غير أن عالم النساء أصعب وأدق، وما ساعدني على تخطي الصعاب وإثبات نفسي هي الميزات الي اكتسبتها من شخصية والدي وصوابية نظرته للأمور، وليس مكانة آل المر بحدٌ ذاتها.
– ألم تتعبك هموم أهل المتن والبحث الدائم عن تلبية حاجاتهم؟
أبداً، بل على العكس، فالتعب النفسي يتغلب عليٌ عندما أعجز عن خدمتهم والبت في قضاياهم بسرعة.
– كيف تفاعلتِ مع تكريمكِ مؤخراً من قبل رئيس بلدية الدكوانة؟
بشكل عام، لاأحبذ التكريم ولكنني تأثرت جداً بما حصل، علماً أن بلديتي المنصورية وأنطلياس شاركتا بلدية الدكوانة في إعداده. وفي الواقع، لم يكن هذا التكريم لي وحدي وإنما لجميع البلديات المنضوية في الإتحاد لأن العمل ضمنه يعزز إمكانية إرساء أنماء أوسع وأشمل.
– من منطلق أن كل من يعمل يُخطيء، برأيك أين أخفق ميشال المر وأين أضاف امتيازاً للوطن؟
ما من إنسان معصوم عن الخطأ، إنما لا أجد أن والدي أخطأ في شيء بل أمضى معظم حياته في التضحية في سبيل خدمة وطنه بشكل عام والمتن بشكل خاص سياسياً وإنمائياً واجتماعياً وثقافياً وصحياً…
– كيف تصفين؟
ميشال سليملن: هاديء.
سعد الحريري: لبنان أولاً.
ميشال عون: مناضلاً.
سمير جعجع: صلب.
نبيه برٌي: رجل دولة.
– لو لم تكوني ميرنا المر فمن كنتِ؟
عازفة بيانو.
– أترين نفسكِ إمرأة محظوظة ومختلفة عن سائر النساء نظراً للإمتيازات التي تتمتعين بها؟
أبداً لست كذلك فلكل إنسان جلجلة يتكبد مشقات دربها. ولا أتمنى لأحد أن يذوق طعم الأحزان والمآسي التي حاصرتني وحفرت بداخلي آثاراً مؤلمة، ولولا إيماني العميق بالله لما تمكنت من تجاوز المحطات السوداوية التي خيمت على حياتي في الفترات العصيبة.
– ظاهرياً تبدين إمرأة قوية وحاسمة، ماذا عن الداخل؟
من الداخل أنا إمرأة أكثر قوة لأنني أتسلح بالإيمان المطلق وأستمد قوتي هذه من يسوع المسيح مخلصي.
– هل استطاعت المرأة برأيك أن تحقق المساواة التي طالبت بها لسنوات؟
كلا، لم تحقق المساواة المنشودة، بدليل الكوتة النسائية التي قللت من شأن المرأة وحجمتها وعززت دور الرجل وسلطته. وهذا القانون هو بحد ذاته إهانة لها ولكيانها. لذا أرى أنها لم تتمكن حتى الآن التحرر من القيود التي همٌشت استقلاليتها في مجمل المفاصل الحياتية والمجتمعية.
– هل أنتِ مع؟
منح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها؟
بالتأكيد.
الزواج من طائفة مختلفة؟
أنظر الى طبيعة العلاقة التي تجمع الشريكين بعيداً عن الخلفية الدينية.
– ما رأيك بكل من؟
جيلبيرت زوين: لا أعرفها عن كثب، إنما أشعر أنها طيبة.
ستريدا جعجع:أحترم شجاعتها ونضالها في سبيل زوجها.
منى الهراوي: نجحت في العمل الإجتماعي.
ليلى الصلح حمادة: كرست حياتها للخدمة العامة دون تفرقة.
بهية الحريري: أتأثر لرؤيتها أختاً حزينة تسعى لإكمال مسيرة شقيقها الشهيد.