النائب ناجي غاريوس: “ما زلت مناضلاً في التيار كما بدأت”

 

إنسان مثقل بحنين الماضي وحب الوطن،عاش تجارب الإنسلاخ التي ما زالت آثارها تخدش ذكرياته الدفينة القابعة خلف مشهدية الحرب الأهلية اللبنانية.

استهوته السياسة فدخل معتركها متسلحاً بمبادئه التي لا تتزعزع حول طموحه الهادف لبناء دولة مدنية وحول وطنية لم تنتزعها منه الاهتزازات الظرفية المتعاقبة .

يؤمن بأن لبنان وطن التلاقي والعيش المشترك لذا نراه ماضياً دوماً بمساعيه الحثيثة للتوفيق والتوافق مع كافة الأطياف بغية تحقيق الهدف المنشود.

صلب، يتمتع بجرأة أدبية نادرة، لا يتوان عن قول الحقيقة وإن أتى صداها مدوياً.

هو صديق الوطن بآلامه وانتكاساته والساعي نحو تغيير جديد. هو الجار الوفي لكنيسة مار مخايل،عضو تكتل التغيير والإصلاح، الطبيب النائب ناجي غاريوس.

اليوم يستذكر معنا محطات تجربته الحياتية بدردشة عفوية لموقع صدى اون لاين.

– ناجي غاريوس كيف تعرٌفنا بنفسك؟

أنا طبيب متخصٌص في الجراحة النسائية والتوليد والعقم،ترأست سابقاً قسم الجراحة النسائية والتوليد في مستشفى قلب يسوع كما إني عضو في الرابطة المارونية في لجنة الإنتشار وعضو في لجنة الصحة ولجنة الشباب والرياضة في المجلس النيابي. اليوم أنا عضومؤسس  في تكتل التغيير والإصلاح ونائب في البرلمان.

ولدت في بلدة الشياح ونشأت في كنف أرضها الطيبة مدٌة 28 سنة الى أن دقٌت الحرب ناقوسها عام 1975.فهجٌرت وعائلتي منها تاركاً ورائي ذكريات حميمة عن كنيسة شافعة وأجراساً تدقٌ للمجهول والمجهولين…لم أكن أتوقع هذا المصير القسري الذي كان يتربٌص لنا في وطننا الآمن الذي احتضن طفولتي وأحلامها، فقد ادت الحرب الأهلية في بداياتها المشؤمة الى اقتلاعنا من جذورنا وأجبرتنا على ترحيلنا من مكان الى مكان آخرلنجد أنفسنا في ضياع تفرضه أساليب حياة أُجبرنا على تقبلها والتعايش معها. لذلك ولغاية اليوم أحن لذكريات الأمس الدفينة في مخيلتي المكتنزة أحداث الماضي البعيد.

– هل كنت تتوقٌع لنفسك المسار السياسي الذي سلكته؟ وما الثوابت التي أثٌرت بك لاختيار هذا التوجٌه؟

ليس من مهجٌر يستطيع تقرير مصيره أو توجٌهه إنما طبيعة علاقتي بالعماد ميشال عون ومعرفتي الوثيقة به أثٌرا في خياراتي ما أدٌى بي الى اتباع نهجه…لقد تعرٌفت الى الجنرال عون عام 1976 حين كان ما زال ضابطاً وكنا نتبادل الآراء  ونتباحث حول المستجدٌات الأمنية والأوضاع التي آلت اليها البلاد ما أدى الى خلق تجاوب فكري وتقارب روحي فيما بيننا. وارتكزت قضيتنا على مبدء أساسي واحد ألا وهو ضرورة إقامة دولة مدنية. وهكذا رافقتُ مسيرته بمراحلها المتعددة إلى أن بدأت مسيرة العونيين وإنشاء التيار فتابعت التواصل مع الأفرقاء في كافة المناطق مطيحاً بالإغراءات التي واجهتني في ظل أجواء عصيبة وعقبات لا تُعد ولا تُحصى.

اليوم أنا فخور بإنتمائي للتيار الوطني الحرالذي لطالما آمنت بقناعاته ونهجه.

– هل أنت راضٍ كلياً عن خيارات التيار؟

نعم لأنها أثبتت أنها صائبة والدليل على ذلك موقف الرئيس سعد الحريري حين صرٌح بعد اجتماعه بالعماد ميشال عون عام 2005 أنه اتفق وإياه على 95 بالمئة من القضايا أي على بناء دولة مدنية ما يؤكد على أن طرحنا محق.

– كيف تصف علاقتك بالعماد ميشال عون؟

ممتازة على الصعيد العائلي والحزبي والفكري والإنساني.

– برأيك كيف يتمكن السياسي  المنتمي الى حزب ما فرض موقف معارض لقناعة الحزب المنتمي إليه؟

فيما يخصٌ التيار نقوم بإجتماعات دورية أسبوعية للبحث والتحاور في مجمل الملفات التي نتناولها وإبداء الرأي في القرارات التي تُتخذ للتأكد من صوابيتها ومعرفة أبعادها.

– هل تجرأت يوماً أن تبدي رأياً مغايراً قد يولد امتعاض الجنرال؟

نعم في الكثير من الأحيان والجنرال يتفهم الموقف ويوافقني الرأي لاحقاً،ليس من مشكلة لديه في تقبل أي اقتراح معاكس كونه منفتح على أي طرح ينقذ البلد من التطاحن الطائفي أو السياسي .

– مَن مِن الشخصيات البرلمانية تربطك بها صداقة؟

جميع نواب منطقة بعبدا، عاطف مجدلاني،غازي زعيتر، وآخرون كُثر.

– هل تخاف:

 * الإشاعات؟ كلا ولا أرد عليها فهي بالنتيجة تُدعى إشاعات.

*الفشل؟ أتوخٌاه لكنني لا أخافه.

* الموت؟ كلا لأننا جميعنا سائرون إليه.

– هل أنت راضٍ عن نفسك؟

ليس كثيراً، فمن يرضى عن نفسه مئة بالمئة لا يتمكن من تحسين آدائه لإحقاق مزيد من التقدم والنجاح.

– ما هي تراتبيتك داخل التيار؟

…ما زلت مناضلاً كما بدأت.  

– تنادي دوماً بإقامة دولة مدنية، بنظرك ما الذي يعيق إقامتها؟

بكل صراحة ان العائق الذي يعيق إقامتها هو عدم مشاركة المسيحيين لغاية الآن في صنع  القرار أي الحكم لا على الصعيد الرئاسي ولا النيابي ولا الوزاري.

المطلوب اليوم مشاركتهم في اتخاذ القرارات المصيرية للتوصل إلى بناء دولة مدنية قائمة بكل مقوماتها مع احتفاظ كل فرد بحرية ممارسة معتقداته الدينية…والشروع بالنهوض من الكبوة والسير قدماً لترسيخ قواعدها.

– لو عيٌنت وزيراً للصحة ما الإجراء الذي من الممكن أن تتخذه؟

سأُبادر بتحديد النظام الصحي في لبنان لأن مهمة وزارة الصحة الرئيسية تكمن في تحديد النظام الصحي وليس في تسديد فواتير الأدوية والمستشفيات، هذه المهمة منوطة بمؤسسات أخرى خبيرة بالموازنات والقضايا الحسابية.

– كيف تصف؟

*سماحة السيد حسن نصر الله: إنسان.

*سمير جعجع؟ إنه يلعب دوراً أكبر من دوره.

* البطريرك بشارة الراعي؟ كان الله في عونه.

*نبيه برٌي؟ سياسي محنٌك.

*وليد جنبلاط؟ متعاون بإيجابية ملفتة.

                                                                                        حوار ليندا زين الدين