احتفلت الجمعية اللبنانية لتكريم الاب بالعيد خلال قداس احتفالي ترأسه رئيس انطش جبيل الاب سيمون عبود في كاتدرائية مار يوحنا مرقص، عاونه فيه الاب هاني مطر وخدمته جوقة “كوليت اكاديمي” الموسيقية، في حضور رئيسة الجمعية نوال أبي شديد والاعضاء وحشد من المؤمنين .
العظة
بعد الانجيل المقدس، ألقى عبود عظة قال فيها: “نجتمع اليوم، حول مائدة عرش الحمل، بدعوة من الجمعية اللبنانية لتكريم الأب، لنحني الجبين أمام نبي الصمت ونبي الخضوع ونبي الإصغاء والسماع في عيده. فيا أبا، أنت الصمت المدوي في ضمير الإنسانية التائه المتفلت، أو ربما المائت، عله يوقظه من سبات غيبوية القيم والأخلاق والمبادئ. وانت الخضوع لارادة الخالق، ليس عن جهل أو انتحار في المجهول، وإنما عن ثقة بتدبير وتصميم، وجد قبل ان يصور في الرحم ، وأنت الاصغاء لهمسات، يتردد صداها متطلبات، توجب عليك التضحية والجهد والقرار ، فعذرا يا أب في عيدك ومغفرة، لأننا في زمن، يتجاهل الإبن فيه حكمة أبيه وعنفوانه، لينصاع إلى كبرياء زعيم في إذلاله”.
وأردف: “كثرت الألقاب في عيدك، وجفت الضمائر في تحسس معاناتك. ولو كان لعزة النفس وساما، فأنت بالوسام جدير. ومن قال أن حنان الأمومة لا يضاهيه أمان الأبوة؟ من غيرك درع العناء يصد سهام القلق والهم عن العائلة، أو برفير التعب يشعرها نسمة الراحة، أو تاج الحكمة يلقنها مخافة الله، أو صولجان القرار يفهمها معنى الرجولة”.
وقال: “ما أحوجنا في هذه الأيام الى آباء يجيدون معنى الأبوة والرجولة، وحراسة المبادئ ودماسة الأخلاق وريادة العلم والثقافة، الا أن رياح الفقر والبؤس الإجتماعي تعاكس سفن الوضع المعيشي فغدت المصالح الشخصية والأنانية والنرجسية متحكمة بأعناق كرامة الإنسان في وطن يتغنى باطلال الديموقراطية والتحرر”.
وسأل: “كم من أب عاجز عن تأمين مستلزمات العيش، يواجه مصيره الممزوج بالذل، بعزة نفس وكرامة، وكم من أب فقد وظيفته فغدى رهينة اليأس وفريسة الجوع والبطالة، وكم وللأسف غاب عن ضمير الأبناء آباء علموهم معنى الحياة وأورثوهم غلاتها، انتهى بهم الأمر في دور العجزة”، داعيا الى “عدم اليأس لأنه يوجد أب في السماء يعرف كيف يعطي الطعام في حينه”.
وختم معايدا باسمه وباسم الجمعية الأباء “الذين علمونا الصلاة واحترام الشخص البشري، وليكن الله مثال الأبوة المضحية حتى الصليب، علامة رجاء لكل أب تحوله دون فقدان الثقة، في أبوة الآب التي تحول الشك الى يقين، والشر الى خير، والليل الكالح الى فجر منير”.
أبي شديد
وبعد القداس، أقيم احتفال في باحة الدير من وحي المناسبة على أنغام فرقة “كوليت أكاديمي” الموسيقية، ألقت خلاله أبي شديد كلمة اعتبرت فيها انه “رغم الجوع والقهر والحرمان والاوضاع المتردية التي يعيشها لبنان يبقى الامل ببزوغ فجر جديد يحمل الامان والسلام لجميع اللبنانيين”.
واذ هنأت جميع الاباء بعيدهم، شددت على “أهمية التضامن والوحدة في سبيل عائلة متضامنة ووطن ينعم فيه أهله بالطمأنينة والحرية والكرامة. نقول اليوم لا للانقسام المدمر ونعم للوحدة العائلية الوطنية المقدسة، ومتى حققنا النعم تصبح حياتنا مع أحفادنا أعياد أبوة وأمومة وفرح على الدوام، تحية العيد لكل أب أيقن أن الابوة رسالة فمارسها بمحبة وتضحية وإخلاص، ولكي يستجيب الرب نوجه لكم الدعوة للمشاركة بالصلاة على نية أبينا لبنان ولحرية شعبه، راجين الرب أن يلهم أبناءه المدنيين والعسكريين والسياسيين والروحيين حسن القيادة للوصول بوطننا وشعبه المقهور الى بر الامان والسلام ويقصر جلجلتنا ويبعد عنا أصحاب النفوس الملوثة والعقول المدنسة التي تريد اسقاط لبنان”.