بقلم ليندا زين الدين
بات من البديهي أن تشارك المرأة في صنع القرار, سياسياً كان أم اجتماعياً, بعد أن أثبتت من خلال انجازاتها في الحقلين قدراتها التي نافست بها الرجل. بعض المجالس البلدية عرفت كيفية الاستفادة من قدرات المرأة في العمل الخدماتي والانمائي, فأشركتها فيه, وقدّمت لها صلاحيّات عدّة تخوّلها “تفجير” انجازات مهمّة في بلدتها.
مسؤوليات وواجبات يحملها رئيس البلدية وأعضاؤها متى تمّ انتخابهم, وتصبح البلدة التي في أمانتهم جوهرة عليهم الحفاظ عليها والعمل فيها لزيادة بريقها. وفي المجالس البلدية أعضاءٌ منهم من هو نشيط للغاية ومنهم من هو أقلّ نشاطاً وهذا أمر اعتدنا أن نجده في البلديات, ولكن أن نرى إمرأة عضو في البلدية تتنقّل في شوارع بلدتها كالنحلة المثابرة لا تهدأ ولا يرتاح لها بال قبل أداءكامل واجباتها والاشراف عليها شخصياً, فهذا أمر غير اعتيادي في لبنان.
سعدى حليمة عضو في بلدية عاليه تقود فريقاً من اثنين وستين موظّفاً, أثبتت أنّ للمرأة قدرة في تحمّل المسؤوليات تجاه بلدتها من خلال تقديم الخدمات اللازمة لها مع الاصرار على متابعة الأشغال شخصياً. فهي لا تكتفي بدراسة المشاكل وطرح الحلول اللازمة لها والعمل والتنظير من بعيد إنّما تقصد التواجد على الأرض بين أهالي عاليه وسكّانها ومراقبة الخطوات الانمائية عن قرب. فتسير على الطريق حاملة جهازها اللاسلكي وتوزّع الأدوار على العمّال قبل أن تبدأ بجولتها في المنطقة. تتأكّد حليمة من انطلاق شاحنات جمع النفايات, تتوجّه الى المنطقة الصناعية للكشف على مشكلة الصرف الصحّي وتحرص على أن لا يضع بائعو الخضار بضائعهم على الطرقات ولا يرشّون المياه على المنعطفات أثناء مرور السيارات. تعرف كلّ شاردة وواردة في عاليه وهي قادرة على تقديم التفاصيل عن واقع العمل البلدي في ما يتعلّق بالبنى التحتية وملف النفايات وتنظيم حركة السير وغيرها…
هذه السيدة مثال يحتذى به في بلد مسؤولوه غير مبالين وبلدياته مبنية على محسوبيات سياسية ومالية, قليلون منهم أصحاب ضمائر حية.
فمتى تقدّر المرأة في مجتمعنا بشكل فعليّ وتنال كافة حقوقها التي سُلبت منها لمجرّد أنها أنثى تعيش في واقع طغت عليه الذكورية؟ وكيف يتمّ تشجيعها وتحفيزها على الانخراط في الشؤون الاجتماعية والسياسية إذا لم تكافأ أقلّه على تضحياتها وجهوده.