كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: إنه السيناريو اللبناني من دون منافس، فللمرة الأولى منذ عام يرى اللبنانيون مشاهد غير مألوفة على أبواب المستشفيات. لا مكان لمرضى كورونا والمحظوظ منهم عولج بسيارته أو على الطريق. ورغم بلوغ هذا الخط الصحي الخطير، كان المشهد الآخر لا يقلّ خطورة، حيث وصل الاستهتار حد ارتياد الشواطئ للسباحة، والكورنيش البحري في المدن الساحلية للمشي، ورفض قرار الإقفال ومنع التجول… أما النتيجة فحتما ستكون كارثة لن ترحم أحدا في الأيام القليلة المقبلة.
ومع استمرار الارتفاع في أعداد المصابين بكورونا، شددت مصادر وزارة الصحة عبر جريدة الأنباء الإلكترونية على أنه من “غير المسموح اللعب بأرواح الناس من قبل المستشفيات”، طالبة من تلك التي لم يعد لديها قدرة استيعابية على إدخال المرضى أن “تؤمن لهم اجراءات العلاج الأولية والتنسيق لتأمين أمكنة لهم في مستشفيات أخرى”.
المصادر الصحية كشفت عن وجود 1260 سرير في غرف العناية، لكن 400 فقط منها مجهزة تجهيزا كاملا للكورونا، والمشكلة بارتفاع عدد الاصابات وحاجة 40 في المئة من المصابين للعناية الفائقة، في حين ان كلفة تجهيز كل غرفة هي 60 ألف و350 دولار أميركي.
وأمام الواقع الخطير الذي وصل اليه لبنان، ناشد رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي حكومة تصريف الأعمال إعلان حالة طوارئ صحية في البلاد وإلزام كل المستشفيات الحكومية والخاصة باستقبال جميع المرضى تحت طائلة المسؤولية استنادا الى المرسوم الاشتراعي الصادر في العام 1983 الذي ينص على ضرورة فتح المستشفيات.
عراجي اشار في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية الى أنه في كل يوم يدخل الى المستشفى ما بين 50 الى 60 مريض على اقسام كورونا، وأن ما ينقص لبنان من الأسرّة في الوقت الحالي يتراوح ما بين 400 الى 500 سرير، أما عدد المستشفيات التي ما زالت ممتنعة عن استقبال مرضى كورونا فهي 67 مستشفى، مستغربا عدم اتخاذ اجراءات مسلكية بحقهم، مضيفا “لكن يبدو ان كل مستشفى تابعة لجهة سياسية معينة وهذه مسؤولية وزارة الصحة والدولة، وعليهم ان يشرحوا للرأي العام الاسباب التي تحول دون محاسبتهم”.
وقال عراجي: “لو فتحت هذه المستشفيات اقساما لكورونا واستقبل كل منها 10 مصابين فقط لحُلّت المشكلة، لكن مع الأسف نحن في بلد لا زلنا نتقاتل على جنس الملائكة”، مستهجنا بلوغ الاستخفاف لدى الناس درجة النزول الى البحر وإقامة الحفلات والتجمعات وكأن الأمر لا يعنيهم أبداً.
وقال عراجي: “نحن في بلد يتقن لغة الاستهتار والاستلشاق في صحة ابنائه، ربما لأن المسؤولين عوّدوا الناس على ذلك او ربما اوصلهم اليأس الى هذه النتائج”. وطالب عراجي بلجنة طوارئ صحية لأنها الحل الوحيد للأزمة في الوقت الحاضر.
وفي ظل الارتفاع التصاعدي لاصابات كورونا، ينتظر اللبنانيون وصول لقاح “فايزر” المتوقع في شباط، وقد أشار طبيب الأمراض الجرثومية البروفيسور بيار أبي حنا لجريدة الأنباء الالكترونية الى انه تبلغ من وزارة الصحة أن اللقاح سيصل الى لبنان في الأول من شباط، لكنه قد يستغرق 15 يوما لتوزيعه على المستشفيات وتحديد الفئات العمرية التي ستتناوله في البداية، معنى ذلك اننا قد ننتظر طيلة شهر شباط للحصول على النتيجة المرجوة منه.
ووصف ابي حنا الوضع الصحي بالمأساوي، عازيا السبب الى تراخي الدولة وعدم اقفال البلد بمناسبة الاعياد، ما أوصل البلد الى هذا المنحى الخطير، مؤكدا ان لقاح “فايزر” فعال، مناشدا اللبنانيين عدم الأخذ بالشائعات التي تضخها مواقع التواصل الاجتماعي لأنها كلها دعايات مغرضة، قائلا: “حتما سنكون كلبنانيين ابتداء من أذار المقبل أمام صفحة صحية جديدة”.
على صعيد اخر، وفي الشأن الحكومي، لا معلومات عن زيارة قريبة للرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا بانتظار تعليق رئيس الجمهورية ميشال عون على مسودة تشكيل الحكومة التي سلّمها الحريري له.
وكشفت مصادر “تيار المستقبل” عبر جريدة الأنباء الالكترونية عن اجتماع لكتلة المستقبل سيعقد عن بعد يوم الثلاثاء لتوضيح الأمور المتعلقة بالملف الحكومي، و”يكتسب هذا الاجتماع أهمية بطبيعة الحال كونه يأتي بعد يومين على المؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم”.