الى الذين لم يدركوا بعد خطورة وباء فيروس كورونا الذي بات يهدد حياتنا يوما بعد يوم، الخطر يدهمنا يوما بعد يوم والمستشفيات أصبحت ممتلئة حتى وصلت نسبة الاشغال فيها من مرضى كورونا الى مئة في المئة، في ظل أزمة في المستلزمات الطبية إضافة الى إنهاك الجسم الطبي والتمريضي، رحمة بأنفسكم وبالمستشفيات وبالاطباء والممرضين أحموا أنفسكم ومجتمعكم من هذا الفيروس اللعين الذي اودى بحياة 1,866 وإصابة 249,258 شخصا حتى الساعة.
وللوقوف عند أدق التفاصيل المتعلقة بموضوع كورونا نظرا لخطورته وتأثيراته السلبية على المواطنين والقطاع الطبي والاستشفائي، إستمزجت “الوكالة الوطنية للاعلام” آراء اختصاصيين في هذا القطاع، محاولة نقل صورة واقعية وللاسف مأسوية عن الوضع الذي وصلنا إليه، متوجهين في البداية الى الذين لم يدركوا بعد خطورة هذا الوباء.
يقول نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون في اتصال ل “الوطنية” أن “وضع المستشفيات صعب جدا في ظل ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا واصبحت الغرف ممتلئة وكذلك الطوارئ وقد وصلت نسبة الاشغال في المستشفيات الى مئة في المئة، وهذا ينتج منه مشاكل عديدة أهمها صعوبة الاهتمام بالمرضى الباقين وصعوبة فصلهم عن مرضى كورونا، ومن الناحية اللوجستية باتت عملية استقبال المرضى صعبة جدا إضافة الى خطورة انتشار الوباء في ظل اجتياح مرضى كورونا للمستشفيات”، موضحا أن “المستشفيات تحاول جهدها كي توازن بين المرضى العاديين ومرضى كورونا، ولكن هذا ليس سهلا”.
بالنسبة للمستلزمات الطبية، قال أنها “موجودة لكن المشكلة في سعرها”، مشيرا الى أن “تجار المستلزمات الطبية يقولون أن مصرف لبنان لا يؤمن الدعم بالشكل الذي كان يؤمنه من قبل ولهذا السبب ارتفعت أسعارها بشكل كبير، وهناك صعوبة لدى المستشفيات في تسديد ثمنها في ظل الضائقة المالية، خصوصا وأن المستوردين غالبا ما يطلبون تسديد قيمتها عند التسليم، وهذا صعب جدا فالمستشفيات تعاني من ضائقة مالية وبالتالي من الصعب عليها التسديد عند التسليم لا بل من المستحيل، وطالب الدولة بأن تدعم المستشفيات الخاصة من الناحية المالية وان تسدد مستحقاتها بشكل كاف حتى نتمكن من الاستمرار”، وناشد المواطنين “التزام الاجراءات اللازمة للوقاية من هذا الوباء لأنهم لن يجدوا مكانا في المستشفيات في حال أصيبوا بالفيروس”، وأسف أنه “ما زال هناك أناس لا يلتزمون الاجراءات ولا يدركون خطورة الامر”، وشدد على أن “المستلزمات الطبية موجودة في المخازن عند التجار، لكن بسبب ارتفاع أسعارها وصعوبة الدفع يتعذر على المستشفيات تأمينها”.
ضومط
وقالت نقيبة الممرضات والممرضين الدكتورة ميرنا ضومط، أن “الحالة الوبائية التي وصل اليها لبنان لم تكن مفاجئة للنقابة، لاننا كنا قد نبهنا من خطورة هذه المرحلة منذ أشهر، ونبهت الشعب أن الايام المقبلة، ستكون أكثر خطرا وفيروس كورونا سيبقى معنا طيلة العام2021، لذلك فافضل شيء كي نساعد بعضنا البعض التزام ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين”.
وأضافت: “منذ بدء الجائحة حتى الان أرقام المصابين بكورونا تزيد يوما بعد يوم، فهناك 1500 إصابة في صفوف الممرضات والممرضين جزء منهم ما زال في المستشفيات وجزء ما زال محجورا وجزء تعافى إضافة الى 4 شهداء”.
وأشارت الى أن “الكلام عن أن المستشفيات لا تستطيع زيادة الاسرة الخاصة بكورونا، لان عدد الممرضات والممرضين غير كاف صحيح، لان المستشفيات للاسف طردت الكثير منهم، والقليل الذي بقي منه من تعب ومنه من ترك العمل ومنه من هاجر”، مشيرة الى أن “عدد المهاجرين حتى الان 600 ممرضة و ممرض والاعداد مرشحة للازدياد”، وشددت على أن “المطلوب إعادة فتح باب التوظيفات لهم والعمل على المحافظة عليهم من خلال اعطائهم الحوافز، لان الرواتب منخفضة لا تحفزهم على البقاء في الوطن وفي المهنة خصوصا وأنهم في المواجهة وفي الخط الامامي، فهم كل يوم يذهبون الى المعركة ويعرضون أنفسهم لخطر الاصابة بالفيروس ونقله الى عائلاتهم، فالعسكر في أيام الحروب من المفترض تحصينهم، ونحن الان في حرب صحية وعسكرنا الممرضات والممرضين والاطباء، فهم بحاجة الى تعزيزات وان يميزوا عن غيرهم كي يستطيعوا الاستمرار في مواجهة هذه الحربأ وإلا لن يبقى أمامهم الا الهجرة، وهذا خطير جدا لان هذه الطواقم البشرية لن تعود الى الوطن خصوصا وأن كل العالم بحاجة الى ممرضات وممرضين في ظل تفاقم هذه الجائحة”، ولفتت الى أنهم “أصدروا كنقابة عدة بيانات تحذر من هذا الوضع، وتطالب باستبقاء الممرضات والممرضين وإعطائهم حوافز وإعادة فتح باب التوظيف”، مشيرة الى أن “هناك 1200 متخرج يجب إستيعابهم في سوق العمل وإلا سيصبحون مشروع هجرة”.
عاصي
وأشارت نقيبة مستوردي المستلزمات الطبية سلمى عاصي الى أن “مشكلة المستلزمات عمرها أكثر من سنة حيث بدأت الصعوبة في تحويل الاموال من الشهر السادس العام 2019، وفي أيلول من العام نفسه أصدر حاكم مصرف لبنان آلية الدعم للدواء والطحين والمازوت، لكن لم يشملنا الا في الشهر الاول من العام الماضي، وعندها كان لدينا فواتير مؤخرة ونحن نعاني بتسديدها مع الشركات في الخارج”.
أضافت: “في الشهر الرابع من العام الماضي، صدر قرار عن مصرف لبنان بالغاء كل الفواتير التي تعود ل 300 يوم أي اضطررنا لدفع جزء من الفواتير على سعر السوق، ومن حينها بدأت مشاكلنا من ناحية تحويل الاموال، والموردون لم يعد لديهم الثقة بلبنان، وبالتالي لم تعد الشركات تستطيع استيراد المستلزمات اللازمة، هذا إضافة الى أن مصرف لبنان لم يدعم المعدات ولا قطع الغيار”، ورأت أن “الحل بان تتحول الفواتير منذ خمسة أشهر وأن يتخذ القرار دون مفعول رجعي كما حصل مع المعقمات كما يجب ان يكون هناك مهلة محددة للتحاويل”.
أما بالنسبة للمستلزمات الخاصة بفيروس كورونا، قالت: “هناك قسمان الاول: الكمامة المستخدمة في المستشفيات والقفازات والمريول، وهي غير مدعومة من مصرف لبنان ولذلك ارتفع سعرها كثيرا.
والقسم الثاني: الاوكسيجين الذي فقد في السوق خلال الاسبوعين الماضيين، والسبب أن الماكينات التي تصنع الاوكسيجين غير مدعومة بالاضافة الى تهافت المواطنين للحصول عليها حيث 70 في المئة منها ذهبت للمواطنين الذين ليسوا بحاجة اليها و 30 في المئة ذهبت للمرضى”، ولفتت الى أنه بدءا من الاسبوع المقبل سيبدأ وصول كميات وسيتم تسليم السوق الاوكسيجين، وناشدت الدولة أن “تضع كل جهودها لتأمين المستلزمات الطبية والادوية، وأن يكون هذا الموضوع أولوية لديها، وطلبت من المواطنين الذين ليسوا بحاجة للاوكسيجين أن يدعوها للمرضى ذات الحالات الصعبة.