علما الشعب الحدودية تنفض عنها غبار الإهمال

علما الشعب، قرية وادعة من قرى الشريط الحدودي المحاذي لفلسطين المحتلة. تقع في قضاء صور التابع لمحافظة جنوب لبنان.

 

تمتد على مساحة 20 كلم مربع، ومن علوها الذي يقدر بين 350 م و450 م تنظر بشوقها الى بحر لبنان الهادر والى شاطئه الذهبي الجميل، بجمال طبيعتها الأخاذة وعراقة تاريخها، وبموقعها المهم يكتمل المشهد الرائع الذي هي عليه.

تبعد عن بيروت 110 كلم، أما سكانها فيصل عددهم الى 1000 نسمة شتاءً و 1007 نسمة صيفاً. تحدها من الغرب الناقورة، من الشرق الضهيرة، من الجنوب فلسطين ومن الشمال دير حرفا.

اتصفت بقهرها للحصار، وبقدرتها الفائقة على العناد والمقاومة. عذوبة مائها وخصب تربتها وشجاعة أبنائها ميزات تغنّت بها على مر العصور.

التين، الزيتون، والكرمة كانت مصدر لقمة العيش لأهلها، أعطتهم أرضها الخصبة بسخاء إذ قدّموا وأظهروا محبتهم وشدة ارتباطهم بها.

استشرى الإهمال والحرمان في البلدة بعدما افتقدت ولسنوات طويلة لمشاريع الدولة الخدماتية والإنمائية على الصعد كافة، ما ترك أثراً سلبياً على جميع القطاعات وعلى المجتمع. لكن ذلك لم يحبط عزيمة أهلها وتطلعهم الدائم نحو العيش فيها على الرغم من فقدان أبسط الحوافز التي تدفعهم للإقامة في بلدتهم.

يترأس المجلس البلدي، الأستاذ سامي توفيق فرح الذي يرعى شؤون أبناء البلدة ويسعى لخدمتهم في سبيل تأمين أكبر عدد من المشاريع المتنوعة وتنفيذ ما هو أولوية، آخذا على عاتقه تنفيذ برنامجه  بحسب الإمكانيات المتاحة.

فرح حائز على إجازة في علم الفيزياء، وله مؤلفات تزيد عن ثلاثة عشر كتاباً.

ولأن الدمج بين مجالات التنمية أمر حيوي بالغ الأهمية وائم ما بين الشأن العام ومواصفات العمل التنموي. فانطلاقاً من أهمية العمل الإنساني القائم على تعزيز الخدمة الرعائية، ولقناعة فرح بأن العمل على البشر أهم من العمل على الحجر، قام بمساهمات مادية لمساعدة المرضى ورفع عنهم أعباء الفاتورة الصحية باعتبار أن الكثيرين يمرون بأوضاع مادية وإجتماعية صعبة ومريرة.

كذلك، جرى إستعادة مستوصف البلدة وتأهيله وتوفير أعمال الصيانة اللازمة، بالإضافة الى التجهيزات المطلوبة، وذلك في سبيل تأمين رعاية صحية جيدة للأهالي، مع العلم أن الطابق العلوي منه سيخصص للمركز البلدي. كما أخذ على عاتقه تقديم الدعم المادي أيضاً للطلاب الناجحين في الإمتحانات الرسمية، لا سيما المتفوقين منهم لتحفيزهم على المثابرة وحصد نتائج مشرّفة.

ولأن الحدائق هي مظهر من مظاهر البهجة والفرح، عمل على تحسين حدائق البلدة وجعلها تزهو بالألوان وجهّزها بكثير من العاب الأطفال والمركبات المتنوعة التي تهدف الى تلبية احتياجاتهم.   

لم يترك فرح شأناً إلا وأعطاه أهميته فأبدى اهتماماً بالشأن الرياضي من خلال تجهيز النادي الرياضي بالمعدات التقنية الضرورية، بالإضافة الى بناء سقف ملعب الميني فوتبول.

أيضاً، ولأن إنارة الشوارع حاجة ملحة، قام بتأهيل شبكة الكهرباء بدعم من الكتيبة الفرنسية وتصليح الأعطال التي تطرأ عليها. وفي سياق متصل، تمكنت البلدية من شراء كابلات ولمبات بدعم من وزارة الشؤون الإجتماعية. وبسبب ضعف الكهرباء في لبنان تم شراء مولد كهربائي لتوزيع طاقته على الأحياء.

الى ذلك، ومنعاً لاستفحال الشح في فصل الصيف، قام بحفر بئر إرتوازي وتجهيزه بمضخة وبمولد كهربائي لتوصيل المياه الى الخزان الذي يوزع المياه على الأهالي.

وبما أن الطرقات عنصر من العناصرالحيوية المهمة في حياة المواطن وشريان التواصل فيما بينهم، عمل على تزفيت بعضها حسب إمكانيات البلدية المادية المتاحة حرصاً على توفير شبكة طرقات لائقة في علما الشعب مما فتح آفاقا كبيرة أمام البلدة وأهلها.

والملفت أن البلدية تمكّنت من المحافظة على بيئة صحية نظيفة من خلال إقامة التنظيفات الدورية كل صباح ونقل النفايات الموجودة داخل المستوعبات الى معمل معالجة النفايات في بلدة عين بعال.

يسعى المجلس البلدي اليوم وبشكل دؤوب، الى تأمين مشاريع مستقبلية تروي غليل الأهالي ووضع خطط مناسبة تتلائم وأولويات واقع المنطقة، كشق طرق زراعية من أجل الوصول الى الأراضي واستثمارها زراعياً لتحقيق إنماء ريفي، الى جانب إمكانية استثمارها إقتصادياً لتسهيل وتسريع عملية البناء والإعمار في كل أنحاء البلدة دون روادع طبيعية تحد من وصول الناس الى أرزاقهم ومنازلهم في المستقبل ما يخلق حافزاً منطقياً لديهم للبقاء والتجذر في أرضهم.

ويشدّد الأستاذ فرح، على ضرورة تغيير الذهنية النمطية السائدة في مفهوم العمل البلدي عبر تنظيم دورات تدريبية شاملة تزيد رؤساء البلديات معرفة وتصقل مهارة الموظفين، إنطلاقاً من إيمانه بأن التنمية البشرية هي أساس كل تنمية، والتركيز عليها مهم جداً في مختلف المناحي الحياتية.