عاشت بعبدا أوج فترتها في عهد المتصرفية العثمانية حيث عرفت ازدهاراً كبيراً خاصة وأنها كانت مركزالحكومة وعاصمة الجبل لمدة أربع وخمسين عاماً حتى انتهاء زمن الانتداب وقيام دولة لبنان الكبير، لذا حققت نمواً عمرانياً ملفتاً في مجالي البناء والثقافة.
تقع هذه البلدة التي تزخر بالحضارة والعمران في محافظة جبل لبنان- قضاء بعبدا. تحيط بها بلدات، الحازمية، الجمهور، بطشاي، الحدث، الشياح، وفرن الشباك. ترتفع عن سطح البحرمن 150 متراً الى 250 متراً، مناخها متوسط الاعتدال صيفاً وبارد في الشتاء.
تضم آثار قديمة كعين بعبدا التي تعرف بقلعة أبو رشيد، قناطر رومانية في سحيما، مدافن أثرية ودير مار أنطونيوس الذي شيٌد عام 1745وهو الأقدم في المنطقة.
كما تتميز بأبنيتها الفخمة وأحراجها التي تكسوها أشجار السنديان والصنوبر، الأمر الذي دفع لذا عدداً من النواب والرؤساء الى امتلاك الفيلات الباهظة فيها.
تضم بعبدا، السراي الحكومي الذي شيٌد منذ القرن الثامن عشر، وهي من أهم البلدات التي تشكل المركز الأساس لعدد من الإدارات الرسمية ، التربوية، العقارية ونقابة المحامين. لهذا يقصدها المواطنون من كل مناطق جبل لبنان لإنجاز معاملاتهم الرسمية. كما تحتضن 12 سفارة أجنبية وهي: البرازيل، الغابون، أندونيسيا، الأردن، بولندا، رومانيا، سيريلانكا، التشيك، كوريا الجنوبية، ايطاليا، العراق، وبولونيا. بالإضافة الى مستشفيات حكومية وخاصة نذكر منها: مستشفى بعبدا الحكومي، مستشفى قلب يسوع، مستشفى السان شارل…الى ذلك تضم البلدة عدداً كبيراً من المدارس الرسمية والخاصة والكنائس.
أما مرافقها الاقتصادية، فهي أيضاً عديدة ومتنوعة. ففي بعبدا مؤسسات صناعية، زراعية، مصرفية، تجارية وهندسية، ناهيك عن الجمعيات الخيرية، الجمعيات الدينية والأندية الرياضية.
يترأس مجلس بلدية بعبدا – اللويزة اليوم، المحامي الأستاذ أنطوان الياس الحلو، وهو حائز على إجازة في الحقوق من جامعة الحكمة. تدرج في مكتب المحامي والوزير وجدي الملاط، حيث استقى بداية تجربته الحقوقية وانطلق بعدها لممارسة المهنة في مكتبه الخاص.
أستاذ جامعي، أتى من كندا حيث كان يعلم قانون التحكيم التجاري الدولي والبيع الدولي.
والده شغل منصب رئيس بلدية بعبدا- اللويزة لمدة 22 سنة في السبعينيات والثمانينيات، ما جعل الحلو شغوفاً بمسيرة والده الإنمائية والخدماتية.
من الملفت أن أنطوان الحلو، شخصية متصالحة مع ذاتها، وضعت الأهداف الصائبة في مصلحة تطوير المنطقة من خلال خطة استراتيجية واضحة، شملت جوانب عدة.
وهو أيضاً صاحب كلمة وموقف. تراه مفعم بالأمل كونه على يقين تام بأن من يريد الوصول الى ما يصبو اليه، عليه الإصرار لذا لا يتورع مع زملائه الأعضاء الذين يعملون معه يداً واحدة عن بذل كل ما في وسعهم لأجل إعمار بلدتهم والمطالبة بحقوقها المسلوبة من قبل بلدية مجاورة.
انتخب رئيساً بعد أن كانت البلدية السابقة قد حُلٌت وباتت بإدارة المحافظ فكان عليه أن يجمع الشمل أولاً، ويعيد التوازن الى البيت الداخلي ثانياً، وهذا ما فعله.
سلسلة من المشاريع أنجزها بالتعاون مع أعضاء المجلس البلدي، نذكر منها، استكمال تمديدات شبكة الصرف الصحي في “ريحانية بعبدا” وهو من المشاريع الحيوية والمهمة لبلدة حرمت هذه الخدمة لسنوات طويلة، تأهيل المداخل الواقعة في النطاق البلدي وجميع الطرق الرئيسية التي تصل الى بلدة بعبدا، كمدخل بعبدا طريق وزارة الدفاع، مدخل بعبدا- الحدث، تعبيد الطرق وإنشاء الأرصفة والقواطع الوسطية، إنارة شارع بكامله على الطاقة الشمسية ما أتاح لهواة المشي ممارسة هوايتهم حتى ساعات متأخرة من الليل.وتعتبر هذه الخطوة جزء من مشروع يقضي باعتماد الإنارة في كل الشوارع والأحياء على الطاقة البديلة، إنشاء مواقف سيارات بغية تجنب عشوائية توزع السيارات المركونة على جوانب الطرقات.
وحفاظاً على ما تبقى من مساحات خضراء، جرى تقديم مشروع الى المجلس الأعلى للخدمة المدنية مفاده وضع بعبدا ومناطقها قيد الدرس بهدف إعادة النظر بعامل الاستثمار وإيجاد منحى عادل يسمح بالإنماء من جهة، ويسمح بالمحافظة على المناطق الخضراء المتبقية والتي أعطت لبعبدا رونقها الطبيعي من جهة أخرى.
وتجدر الإشارة، الى أن دراسة ضغط الحركة المرورية مستمرة تمهيداً لتأهيل الطرق واستيعاب هذا الضغط المتزايد بسبب سوء ادارة الدولة لتنظيم المواصلات العمومية.
أما في ما يتعلق بموضوع النفايات،فلم يتم إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة حتى الآن، والبلدية بدأت بعملية الفرز من المصدر لكن لا توجد أية معامل لإعادة التدوير.
الى ذلك، لا يزال الحلو يتابع قضية استرداد أراضي بعبدا التي تم السطو عليها وسلب مواردها منذ أكثر من عقدين من قبل بلدية مجاورة.
وككل عام تقيم البلدية احتفالات غنائية، ثقافية، ترفيهية متنوعة بهدف تفعيل السياحة كمهرجان بعبدا الغنائي الثقافي الذي جسد وجه لبنان الحقيقي وأعاد المنطقة الى الخريطة السياحية من جديد.أسماء لامعة أحيت هذا المهرجان انسجمت مع الأهداف التي من خلالها تعمل البلدية لإبراز الطابع الحضاري الراقي .