محفوظ في ذكرى استشهاد الحريري: شخصية مميزة لا تغيب بفعل الموت او الاغتيال

أصدر رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوظ بيانا لمناسبة الذكرى الـ 16 على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، جاء فيه:

“في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اول ما يتبادر الى الذهن هو حضوره الطاغي وحضور الوطن الصغير في المعادلة الدولية والاقليمية، وبفعل سياساته العاقلة استطاع ان يمنح لبنان مكانة مميزة لكونه كان ينجح في تحييد المؤثرات الخارجية من النفاذ الى الداخل اللبناني، كما كان يوازي بين القوى الاقليمية والدولية من دون ان يكون محسوبا على اي منها. فالاساس لديه هو المصلحة اللبنانية كما انه لم يكن محايدا في الصراع العربي الاسرائيلي.

وكان الرئيس الحريري جاذبا للرساميل العربية وغير العربية الى البنوك اللبنانية، وجعل من بيروت مركز التجارة العربية وأرسى معادلات للتضامن العربي باعتبار ان الخلافات العربية العربية تندرج في سياق التعارضات الثانوية التي لا ينبغي ان تؤسس الى شرخ في العلاقات بين الدول العربية، وكان بهذا المعنى وسيطا ناجحا بين الملوك والرؤساء فكبر به الوطن الصغير الى مساحات ابعد من حدوده.

معه كان العالم العربي يحتكم الى معادلة الرياض القاهرة دمشق، وبعده انتهت المعادلة الى تناحر العواصم وضياع الدور.

واذا كان نجح قبل ان يكون رئيس حكومة كرجل اعمال وفر التعليم على نفقته الخاصة لالاف اللبنانيين من كل المكونات في الخارج ونجح ايضا كرئيس حكومة ورجل دولة بأن يكون عابرا للطوائف والحدود ويحسب له الف حساب كونه نجح في توليف معادلة صائبة بين لبنان المقيم ولبنان المغترب وفي توظيف العامل العربي لحساب لبنان في العلاقات الدولية.

وهكذا نجح في ان يكون شخصية مميزة لا تغيب بفعل الموت او الاغتيال وبحيث يستذكره يوميا جميع اللبنانيين بمقارنة ما كنا عليه معه من حضور وعنفوان ودور وما نحن عليه حاليا من خوف على المستقبل وفقر مدقع واشتباكات سياسية عبثية وعجز عن ايجاد المخارج واستدعاء للتدخلات الخارجية.

رفيق الحريري هذا الغائب المقيم بيننا: دل هؤلاء السياسيين على خشبة الخلاص. رحمة الله عليك اذ كنت رحمة لاولاد الفقراء حيث علمتهم وزودتهم بسلاح المعرفة، ولم يكن المقياس طائفيا او مناطقيا بل كان المقياس المعرفة والحاجة والجانب الانساني وتوفير القدرة لمن عاكسته ظروف الحياة.

هل تعرف بماذا تختلف عن باقي الزعماء؟ سخرت المال لخدمة الناس فيما هم عبدوه وراكموه ويريدون المزيد منه ويتحولون الى عبيد له على ما يستنتج ابن خلدون”.