بلدة بر الياس، بوابة مفتوحة لكل ضيف وزائر، يعرفها القاصي والداني ويمر بها العابر. هي إحدى بلدات قضاء زحلة في محافظة البقاع. تتوسط المسافة بين بيروت ودمشق، كما تتوسط المسافة ما بين شمالي البقاع وجنوبه.
بحكم موقعها على الطريق الدولية، شهدت حركة تجارية نشطة بين لبنان وسوريا مما ساهم في جعلها مركزاً لفروع من المؤسسات التجارية والمالية والصناعية.
يمكن الوصول اليها عبر طريق الشام- بيروت، وعبر طرق داخلية متعددة من كافة الإتجاهات. تقدّر مساحة أراضي بر الياس الشاسعة نحو 35000 دونم، منها حوالي 7000 دونم سكني والباقي زراعي. أما عدد سكانها المسجّلين فيبلغ حوالي 35000 نسمة من أصلهم قرابة 10000 ناخب.
ترتفع عن سطح البحر 900 م، وعلى مسافة 51 كلم عن بيروت عبر طريق الشام- شتورا، تمتدّ على جانبي الخط الدولي بين بيروت ودمشق بواجهة تزيد على 4 كلم ويمتدّ سهلها الأخضر مسافات مترامية تصل الى عنجر شرقاً، وزحلة غرباً، وكفرزبد والدلهمية شمالاً والمرج من جهة الجنوب. تشتهر بزراعة القمح، البصل، البطاطا، التفاح، الخضار والحبوب.
وُجدت في بعض نواحي البلدة آثار حجارة أبنية قديمة وبعض البقايا الخزفية وسواها ما يدل على أن برّ الياس قد عرفت أنشطة لشعوب قديمة سكنتها قبل مجتمعها الحالي. غير أنه لم يظهر ما يفيد عن أنها كانت أكثر من أرض زراعية. ومن أهم الأماكن التي لا تزال شاهداً على تاريخها: تل بر الياس، تل السرحون، تل أبو حجارة، الجبيلي، مسجد بر الياس، وكنيسة بر الياس.
يمرّ في بلدة بر الياس نهر الليطاني الذي يعتبر النهر الأطول والأكبر في لبنان والذي يخترق سهل البقاع من شماله الى جنوبه. هذا النهر كان يتميز بمياهه العذبة وبتنوّعه البيولوجي كما أن ضفافه كانت مقصدا لطالبي الراحة والاستجمام. أما اليوم، فلم يعد شرياناً يضج بالحياة إذ تتعرض مياهه للعديد من الملوّثات كتلك الناتجة عن المصانع وكذلك النيترات والفوسفات، أما الملوث الرئيسي يبقى الصرف الصحي المنزلي. وقد أدى هذا التلوث الى إختفاء المروج الخضراء وتهجير محيطه السكني والتجاري، وحوّل البلدات التي يمر بها الى بلدات موبؤوة نتيجة ما يسببه من أمراض سرطانية وعوارض صحية، فالملوثات والنفايات حولّت النهر الى مجرور من المياه السوداء الآسنة.
يتكوّن مجلس بلدية برّ الياس من 18 عضواً، يترأسه الأستاذ مواس محمد عراجي، الذي برز إسمه في طليعة الأسماء التي تفوّقت في الشأن العام والإنمائي. فعراجي يعتبر من الرجال الأوفياء لبلداتهم، الذين يمتازون بالحكمة والعطاء. يختذل بشخصه المحبّب أصالة أبناء برّ الياس. نذر نفسه لخدمة المواطنين دون تفرقة وهو يسهر على مصالح الأهالي والنازحين السوريين الذين يتوزعون في مخيمات منتظمة ويرعاهم رعاية الأب لأبنائه، كما أن مساعداته الإجتماعية والإنسانية لا تتوقف، وباب مكتبه مفتوح دائماً لاستقبالهم والاستماع الى شكواهم ومطاليبهم.
يدرك عراجي أن العمل الخدماتي هو عمل مضنٍ بحيث تقع على عاتق المجلس البلدي ورئيسه مسؤوليات جسام، الى جانب الواجبات العديدة تجاه المواطنين من تأمين مستلزماتهم وحاجاتهم، كما يتحسب للتحدّيات الكبيرة التي تنتظره. لكن بتصميمه ومثابرته تخطّى الحواجز والعقبات على الرغم من العوامل التي أثّرت سلباً على العمل البلدي وأبرزها: تدنّي نسبة جباية الضريبة على القيمة التأجيرية، عدم حصول البلدية على كل مخصّصاتها من الصندوق البلدي في وزارة الداخلية والبلديات، الى جانب الروتين الإداري في الإدارات الرسمية التي تحدّ من إنجاز المعاملات بالسرعة المطلوبة.
فمنذ أن تسلّم مهامه عام 1998 ولغاية تاريخه، لم يتوان عن الاهتمام بكافة قضايا المواطن اليومية الملحّة، ومعالجتها بالشكل المطلوب والصحيح بعد أن كان العمل البلدي مشلولاً لعقود من الزمن. فلم يكن هناك لا بلدية ولا إنماء، هكذا تعايشت البلدة مع الحرمان لمدة طويلة متّكلة على جهود الأبناء في إكمال مسيرة الآباء دون رعاية من الدولة أو مساندة من جهة مسؤولة. هكذا بقيت هذه البلدة البقاعية مفتقدة الى المشاريع التنموية والخدماتية التي طال انتظارها الى أن جاء مجلس متجانس متضامن لخدمة المصلحة العامة، والتي كانت أولوياته، وضع دراسة تقوم على أسس واضحه لتلبية احتياجات البلدة وأهلها. فباشر بالتعاون مع أعضاء المجلس البلدي بتجهيز المستندات الرسمية وأرشفة ما يمكن من السجلات التي تمكنّهم من القيام بالأعمال بطريقة حديثة ومنظمة تبعاً للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء.
وعلى صعيد الأشغال، نفّذت البلدية سلسلة أعمال إنمائية عمرانية تحكي المواطن في يومياته، كاستحداث شبكة الصرف الصحي وشبكة الإنارة التي اكتملت بكل البلدة مع كل ما يلزم من تجهيزات.
في مجال آخر، تمّ شق طرقات جديدة وتزفيتها. كذلك، تمّ تجميل طرقات برّ الياس القديمة بالباطون المطبّع الذي يحمل طابع البلدة القديمة. أيضاً، أقامت البلدية أقنية لتصريف مياه الشتاء، وبهذا الخصوص تقوم فرق الصيانة التابعة للبلدية بتنظيفها بشكل دوري منعاً من ترسّب الأتربة والأوساخ في مجاريها.
بالإضافة الى حملات رش مبيدات متواصلة في مختلف الأحياء والشوارع، ورفع الأتربة والحشائش عن جوانب الطرقات.
وفي وقت تعصف أزمة النفايات بمختلف البلدات اللبنانية، هذه الأزمة التي باتت تشكل خطراً على البيئة والإنسان على حدٍّ سواء من خلال الاختلال الذي يحدث في النظام البيئي بفعل دخول عناصر غريبة اليه، قامت البلدية بإنشاء معمل لفرز النفايات ومعالجتها على مساحة 53 ألف متر مربع وبكلفة 4 ملايين و400 ألف يورو بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويستطيع المعمل معالجة 150 طناً من النفايات يومياً، كما يخدم ثلاث بلدات بقاعية هي: المرج وقب الياس وبّر الياس. والجدير ذكره، أن هذه البلدات تستضيف نسبة عالية من النازحين السوريين الذين يبلغ عددهم ما يقارب 200000 نسمة، فيما عدد المقيمين اللبنانيين 130000 نسمة وهذا ما ساهم في زيادة كمية النفايات من 80 طناً في اليوم الواحد الى 150 طناً.
استغرق تجهيزالمعمل عامين بالإضافة الى مطمر صحّي على مساحة تبلغ نحو 67000 متر في بلدة برّ الياس. علماً أنه وفّر على البلدية أموالاً طائلة كانت تتكبّدها شهرياً تتراوح ما بين 17000 و20000 دولار. على صعيد آخر، أخذت البلدية على عاتقها تقديم الدعم الى المدارس الرسمية والأندية ومراكز قوى الأمن والدفاع المدني.