بين ثلاثة جبال عالية، تحيطها من الشرق والجنوب والغرب، تقع بلدة كامد اللوز في الناحية الشرقية من البقاع الغربي وتستقر في موقع وسط بين هذه الجبال التي تستمدّ منها القوة والشموخ.
هذا الموقع الجغرافي المتّكىء على الجبل الغربي والذي يمتدّ جنوباً حتى تخوم فلسطين، كان يعتبر ملتقىً للحضارات من مصر الى بلاد الشام ومن فنيقيا الى بلاد فارس، وما زال تلّها الأثري يختصر تاريخاً يعود لما يقارب 3500 سنة قبل الميلاد.
يحدّ كامد اللوز من الشمال، بلدة السلطان يعقوب، ومن الشمال الغربي، بلدة غزّة، ومن الغرب، بلدة جب جنين، ومن الجنوب، بلدة البيري، ومن الشرق بلدة غزّة ونبع الفالوج، وهي المعبر الأساسي بين قضاءي البقاع الغربي وراشيا. تبعد عن مركز القضاء الشتوي” “جب جنين” ثلاثة” كيلومترات فقط حتى أن منازلها أصبحت حالياّ ملاصقة لمنازل بلدة جب جنين، وتبعد عن مركز القضاء الصيفي ” صغبين” حوالي 20 كلم، كما تبعد عن مركز المحافظة ” مدينة زحلة” حوالي 36 كلم. وعن العاصمة بيروت 71 كلم. تتبع إدارياً قضاء البقاع الغربي الذي انفصل عن زحلة سنة 1952. وترتفع عن سطح البحر 950 م. يقدر عدد سكانها بحوالي 15000 نسمة. ويمكن الوصول إليهاعبر الطرقات التالية:
– طريق قب الياس- عميق- عانا- كفريا- جب جنين- كامد اللوز.
– طريق المرج- حوش الحريمة- غزة- كامد اللوز.
– طريق المصنع- الصويري- المنارة-عزة- كامد اللوز.
تبلغ مساحة أراضيها حوالي 16528 دُنم. جميع أبناء البلدة من الطائفة الإسلامية- المذهب السني. كامد اللوز، بلدة تاريخية بامتياز، ترك الإنسان القديم فيها أشياء كثيرة من مقتنياته ومن وسائل معيشته، توجد في أماكن مختلفة من أرجاء البلدة، خصوصاً في محلة التل حيث عثرعلى مجموعة رسائل من تل العمارنة في مصر، وعلى هيكل العبادة والقصر الملكي، وعلى مجموعة من التماثيل البرونزية والذهبية التي تمثل الآلهة، إضافة الى آلاف القطع الصغيرة والعقود والأختام الفينقية وأزرار العاج. ولا تزال معظم آثارها مطمورة حتى يومنا هذا، إضافة الى ذلك، ترك لنا القدماء كتابات ونقوشاً في أماكن مختلفة من جبال البلدة، حيث يوجد في شرق كامد اللوز وجنوبها قبور صخرية بشكل غرف صغيرة منحوتة في الصخور، بعضها بيزنطي أو روماني وبعضها الآخر هيلليني. كما يحيط بها مجموعة من المغاور والكهوف، بعضها كان يستخدم كمقابر وربما بيوت للإنسان القديم الذي سكن في موقع كامد اللوز. يوجد في البلدة مسجد قديم أقيم منذ ما يزيد عن 150 عاماً فضلاً عن العديد من المزارات وهذا يشجّع السياحة الدينية.
تضم بعض الصناعات، وهي صناعة الأجبان والألبان نظراً لتربية الأبقار والأغنام، صناعة النجارة، وهي صناعة قديمة بدأ بها الأهالي لحاجتهم في بناء البيوت ولاحقاً للأثاث المنزلي فضلاً عن صناعة الحديد والألمنيوم أيضا وصناعة الخبز.
كانت الزراعة وسيلة العيش الوحيدة قديماً فيها، ومع التطور الحاصل في البلدة لم يزل نسبة كبيرة من أهل القرية يعملون في الزراعة بسبب توفر الأراضي الزراعية والمياه والأيدي العاملة. ومن الزراعات المتوفرة: القمح، البطاطا، البصل، البندورة، الخس، الخيار… ومعظمها يروى من الآبار الارتوازية، بالإضافة الى أشجار اللوز، الزيتون والفواكه كالتفاح، الإجاص ودوالي العنب.
عرفت كامدة اللوز الهجرة منذ أواخرالقرن التاسع عشر، واستمرّت بوتيرة متسارعة حتى أوائل سنوات الإنتداب إذ هاجر العديد من أبنائها وكان شبابها يواجهون أوضاعاً صعبة قبل أن تبتسم لهم الحظوظ. وفي الأعوام التي تلت الحرب العالمية الثانية، هاجرت مجموعة كبيرة من الشباب الى البرازيل وكوبا، ثم تكثفت الهجرة سنة 1950 ولم تنقطع منذ ذلك التاريخ، حتى أصبح في البرازيل وحدها ما يقارب عدد سكان البلدة المقيمين.
وفي بداية السبعينات، فُتح باب الهجرة الى كولومبيا. كذلك عرفت كامد اللوز بعض مظاهر الهجرة الداخلية، بسبب أوضاع صعبة ترتّبت عن خلافات بين أبناء البلدة، وكان معظم الذين يهاجرون يحملون معهم أسماء عائلاتهم الى القرى المجاورة التي يستقرّون فيها. وقد أسهم المغتربون في إنماء القرية وإعمار منازلها وتمويل العديد من مشاريعها.
أراد المجلس البلدي الخروج عن مألوف الماضي والتركيز على كل ما يعلي شأن المنطقة ويغنيها بدافع شعوره بالمسؤولية وحرصه على تطور المحيط وازدهاره وتكريم أبنائه الأفاضل. فعمد بكل جهده على قهر تحدي أعداء النجاح والاستسلام بكل ما يمليه الضمير الحي والحنكة المنظمة والرؤية الشبابية الواعدة.
فكانت تجربته رائدة بالممارسة اليومية الحية، غنيّة بمواردها وحصادها، فيها تحسّس هموم وآمال المواطن فعمل لأجله بكل فعالية بغية التخفيف من معاناته من خلال العمل المدروس. سعى بكل الإمكانات المتاحة لديه الى تخطيط المشاريع والتواصل مع مغتربي البلدة ومع الجهات الرسمية والهيئات المانحة لدعم المساعي وتنفيذ الدراسات المطروحة. وها هي كامد اللوز اليوم تستعيد حيويتها وتزدهر بفضل تطلعات أعضاء المجلس البلدي المستقبلية الهادفة. وحرصاً على تأمين شبكة طرقات لائقة بالبلدة، قامت البلدية بتزفيت العديد من الطرقات الداخلية، فضلاً عن تأهيل وتزفيت طرق جديدة. فباتت اليوم كامد اللوز تحوي شبكة من الطرق تشمل كافة أحياء البلدة. بالإضافة، الى شق طرقات جبلية بطول 13 كلم ومدّها بالديفينول. وفي سياق متّصل، تمّ أيضا، توسيع الطرقات في أماكن عديدة بحيث شملت معظم الأحياء حيث يلزم وبات المرور ميسّراً في جميع طرقات البلدة تقريباً، فضلاً عن إقامة الحيطان الدعم والتصاوين حيث تدعو الحاجة، وتأمين مياه الشرب للمواطنين من خلال أربعة آبار ارتوازية تغذّي الشبكة العامة حيث باتت تصل المياه الى معظم بيوت البلدة.
ولحماية المنطقة الأثرية تمّ إنشاء سور من الباطون. وانطلاقاً من ضرورة الحفاظ على بيئة سليمة، تقوم البلدية وبشكل دائم بصيانة شبكات المياه والعبّارات والمجاري وفتحها لإزالة الأتربة والأوساخ وكل ما يعيق عملها. وللتأكد من نظافة مياه الشرب، تقوم أيضاً بإجراء فحص دوري لها. كذلك تمّ إنشاء أقنية مياه الشتاء بطول ما يقارب ال 2000 م، وتسعى لإقامة المزيد منها.
وتشجيعاً للبناء والعمران في المنطقة الجبلية، وللحفاظ على الأراضي الزراعية، تمّ شق الطرقات ورصّها بالبحص بهدف تسهيل الوصول إليها والى الأراضي المحيطة بالبلدة تمهيداً لتزفيتها لاحقاً. من ناحية أخرى، تعمل البلدية على صيانة الشبكة العامة للكهرباء، وتحرص على تأمين إنارة 24/24 خاصة على الطريق العام ومساجد والحديقة العامة، كما تمّ تركيب محطات جديدة في أحياء البلدة . فضلاًعن قيام البلدية بتغيير اللمبات على الطريق العام، وتركيب لمبات توفير للطاقة وتركيب ديجنترات للحماية وتسهيلاً لأعمال الصيانة.
الى ذلك، نظّمت البلدية العلاقة بين أصحاب المولّدات والأهالي من خلال اتفاق الزم أصحاب الموّلدات بالتقيّيد بتسعيرة وزارة الإقتصاد كما تعمل على تحديد السعر المطلوب شهرياً وتسعى في المرحلة القادمة الى تطبيق قرارات وزارة الإقتصاد بما يتعلق بتركيب العدادات.
أما على الصعيد البيئي، تولي البلدية اهتماماً ملحوظاً، بنظافة الشوارع والطرقات، حيث تردم النفايات في مكب خارج النطاق البلدي. وفي سياق متصل، تم البدء بمشروع الفرز من المصدر بالتعاون مع جمعية “التعلم من العمل”.
وانطلاقاً من أن مسؤولية البلدية عن السلامة الغذائية مجزّئة بين العديد من السلطات المختصّة، تقوم اللجنة الصحيّة بحملات رقابة على المنشآت الغذائية والملاحم والمطاعم للتأكد من سلامة الغذاء، وذلك حفاظاً على صحة المواطنين.
وحالياً، يقوم رئيس البلدية وعلى نفقته الخاصة بإنشاء قاعة للتعازي على مساحة 350م من أرض البلدية وتأمين لها كافة المستلزمات الضرورية. وبما أن كامد اللوز من أبرز المناطق الأثرية، تُبذل الجهود من أجل إقامة متحف توثيقي لأثارات البلدة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والبعثة الألمانية التي بدورها ستقوم بالحفريات في الموقع. وسيضم المتحف صوراً ومراجع عن تاريخ الموقع وأهميّته فضلاً عن قطع تمثّل المراحل التاريخية له ومعظمها مكتشف في كامد اللوز.
وبعد إتمام هذا المشروع سيصار الى إدراجه على قائمة وزارة السياحة بحيث ستصبح المنطقة مقصداً عالمياً للسياح والباحثين.
ولأن المنتزهات هي مظهر من مظاهر الحضارة البيئية، قامت البلدية بتنفيذ مشروع المنتزه السياحي المجّاني، الذي تبلغ مساحته 20000 م.م على أرض تملكها البلدية، والذي بات مقصداً لكل من يسعى للتخلص من ضغط الحياة المستمر. وزوّارها اليوم، يرون فيها متنفساً للكبار والصغار على السواء، فالألوان الزاهية والطبيعية التي ترسم ملامح المنتزه تؤنس العين، فتهدأ النفس وتستكين. كما جهّزت هذه المنتزهات بمقاعد وسلل للنفايات، وأنشىء لها عدد من جدران الدعم مع سياج من حديد وأُضيئت بعدد من الفوانيس المميزة والجذّابة ، وتم زرعها بشتى أنواع الشتول والأزهار والأشجار الباسقة. ومما زادها جمالاً ورونقاً وجود البركة المائية الطبيعية حيث جعلت منها واحة غنّاء للطيور والأسماك.
تضم المنتزهات، مدينة العاب خُصصت لترفيه الأولاد، مصلّى للرجال والنساء، محلات تجارية، مطاعم ومقاهي. والجدير ذكره، أن البلدية تسهرعلى سلامة الزوار وأمنهم بشكل دائم.
كذلك، دأبت البلدية على تفعيل مختلف أنواع النشاطات من خلال تشجيع الطلاب على ارتياد المكتبة العامة التي تشرف عليها بالشراكة مع وزارة الثقافة بحيث تزودها الوزارة بالكتب على دفعات خلال العام، ودعم المدارس والأنشطة الثقافية، الإجتماعية والرياضية. إضافة الى ذلك، تجهد البلدية لإيجاد مركز تدريب مهني دائم ينمي قدرات الشباب ويساعدهم على تأمين فرص عمل. فضلاً عن إيجاد مشاريع ذات طابع إقتصادي وبيئي.
وبما أن القدرة تحتاج الى بريق كان لا بدّ من الإضاءة عليه بتكريم يرغبه كل طالب يسعى الى تأمين مستقبله ، بادر المجلس البلدي لرعاية الحفل التكريمي الذي يقيمه نادي كامد اللوز سنوياً للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية والجامعية إيماناً منه بأن هذه الخطوة تُعد أحد الحوافز للإستمرار والتقدم. وفي هذا الخصوص أيضاً، يتم تكريم معلمين من أبناء البلدة أسهموا في خدمة العلم.
ومنذ إنطلاقة البلدية بعملها على أرض الواقع، باشرت بتقديم الدعم المادي لمستوصف البلدة الذي يؤمّن الخدمات الصحيّة للمواطنين بأسعار ميسّرة ورمزية على مدار السنة، وتشمل خدماته: التصوير الشعاعي، مختبر دم، ومعاينات بعدة اختصاصات.
وبالرغم من قلة التمويل تسعى البلدية مع المغتربين من أبنائها وبالتواصل مع الوزارات واللجان الرسمية، وبالسعي لدى المظمات الدولية، وبالتكاتف مع جهات متعددة، تعمل البلدية على إنجاز مشاريع عديدة ومتنوعة تليق بأهل كامد اللوز الكرام، نذكر منها: تأهيل متحف البلدة- تحسين مكتبة الشهيد جمال ساطي وتزويدها بالكتب بشكل مستمر- تغيير شبكة المياه داخل البلدة مع إقامة خزان للمياه- إستكمال مشروع الصرف الصحي- إنشاء لجنة من تجار كامد اللوز تمهيداً لإقامة شهر التسوق الذي سوف تتخلله مهرجانات وعروضات فنيّة مختلفة- ربط البلدية بشبكات التواصل الإجتماعي والسعي مع بلدات وبلديات أجنبية مشابهة.
يبقى لنا أن نتمنى للمجلس البلدي المزيد من التقدم والإزدهار.