لدية خربة روحا تنجز أعمالاً على مستوى البنى التحتية وتزيد من المساحات الخضراء عبرحملة تحريج مكثّفة

ترتمي بلدة خربة روحا التابعة لقضاء راشيا على سفح جبل يتدرج ببطء ليلامس السهل، الذي تسللت الى ربوعه وأحيائه حداثة البنيان محتلة منطقة مركزية بالنسبة للبلدات المحيطة بها. من أعاليها البالغة 1150م تراقص الغيم وتتغاوى بخضرتها بعدما اكتسبت نعمة الطبيعة الخلابة.

تبعد عن العاصمة بيروت 75كلم، وعن مركز القضاء راشيا 10 كلم، وتمتد أراضيها على مساحة 37،14 كلم مربع. تحيط بها شرقاً، بلدة عين عرب. غرباً، بلدتي البيرة والرفيد. جنوباً، بلدات كفردنيس، ضهر الأحمر والمحيدثة. وشمالاً، بلدتي مدوخا ومزرعة عزّة. يبلغ عدد المقيمين فيها حوالي 6500 نسمة كما وتُعد ثاني بلدات راشيا بالنسبة لعدد السكان. أما عدد المسجلين على لوائح الشطب فيقدر ب 24000 نسمة، بينما يصل عدد أبناء البلدة في الإغتراب الى 50000مغترب، يتوزع القسم الأكبر منهم في كندا، البرازيل، الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الخليج. يوجد فيها سبعة مساجد، ثلاث جمعيات، مدرسة رسمية مختلطة، مدرسة خاصة، مدرستان داخليتان، مدرسة خاصة ومعهد رسمي، ويقوم أحد متمولي البلدة بإنشاء مدرسة نموذجية تواكب المتطلبات التربوية العصرية.

  تمتاز خربة روحا بقدمها، فقد كانت عبارة عن عدة بلدات قديمة تتمركز على مرتفعات مختلفة في جبل البلدة ومحيطها وسميت هذه المواقع والمرتفعات بتسميات عديدة منها: خرايب الإحسان، رويص، قلع جناح، ثعيلب، تلة أبو عمر،…كما تتباهى بسهولها الخضراء التي تزرع بالحبوب والبصل وبعض اشجار الزيتون والكرمة والتين لذلك لا تغيب الخضرة عن أراضيها، فضلاً عن التوسع العمراني الذي شهدته البلدة المتجلي بانتشار الأبنية وقصور المغتربين الفخمة.

تحتضن آثاراً تدل على حقبات تاريخية مختلفة ومعالم أثرية طبيعية كالمغاور والكهوف في حارة الكفيري، ووادي المطاحن وآبار وينابيع مائية تعود للعهد العثماني ، إضافة الى مسجدها القديم الذي شُيّد أوائل القرن التاسع عشر ورمم في أوائل القرن العشرين ومساجد قديمة أخرى. يعتمد الأهالي في معيشتهم على أموال الإغتراب بالدرجة الأولى، وعلى تربية المواشي والزراعات البعلية وبعض المصالح التجارية.

تعتبر خربة روحا محرومة من شتى أنواع الخدمات، فالدولة المغيبة عن أرض البقاع وأهله لم تستثني” خربة روحا” التي انتفضت وما عجزت عن القيامة بفضل سعي أبنائها ومجلسها البلدي غير آبهة بتجاهل الدولة لإنمائها وتطورها. هي التي قاست من الإهمال وحرمت من أدنى متطلبات العيش الكريم طويلاً. وما زاد الوضع سوءاً وفود النازحين السوريين إليها، فمع الإرتفاع التدريجي لعددهم تردّى وضع البلدة التي كانت تعاني من مشكلات كبيرة في ما يتعلق بالبنية التحتية والقدرة الإستيعابية والخدماتية لناحية تأمين المياه والكهرباء،… خصوصاً في ظل غياب المبادرات الدولية والفردية الجدّية لمساعدة هؤلاء النازحين وتجنيب المنطقة بشكل خاص ولبنان بشكل عام تداعيات هذه القضية التي تحولت الى قنبلة موقوتة توشك على الإنفجار.

 تأسست أول بلدية في خربة روحاعام 1962، ويترأس المجلس البلدي الحالي الأستاذ محمود حسين أبو علي الطسّي الذي عمل على جمع ضوابط الإدارة وقيم الإنسان.

وانطلاقاً مما لمس وعايش عمل الطسّي جاهداً مع أعضاء المجلس البلدي على تنفيذ مشاريع كثيرة ومختلفة متّكلاً على الإمكانات المتوفرة لديه ودعم الأيادي البيضاء التي ساهمت في إنماء المحيط، ومعالجة قضاياه الملحة، كما ركّزعلى كل ما يعلي شأن البلدة ويُغنيها من واقع شعوره بالمسؤولية التي منحها إياه المواطنون. ولأنه من البديهي تأمين موقع لائق للبلدية لتسهيل العمل الإداري، انتقل المجلس الى مبنى عائد لمدرسة قديمة حيث قام بتأهيله وتجهيزه واعتماده مركزاً بلدياً الذي منه انطلق الأعضاء لتسيير أمور المواطنين، علماً، أن البلدية تعمل على إنشاء مركز صحي ومركز آخر للأسعاف والدفاع المدني.

أيضاً، تم توفير المياه العصب الحيوي لكل حياة والشريان النابض في إحياء المدن والقرى، إذعمد الطسي الى حفر بئر لزيادة منسوب مياه الشفه على نفقة البلدية التي تتولى إدارة المشروع وصيانته. أما لأقنية تصريف مياه الأمطار فحكاية أخرى. فما إن كان الخير يغدق بالنعم حتى تفيض الطرقات بالأوحال، لذا تم إنشاء أقنية المياه منعاً لتجمعها وتفشي النقمة بين الناس. ومن جهة الإنارة، فقد تم إنشاء شبكة كهرباء للمولد الكهربائي الذي أمنته البلدية بجهدها الخاص بغية توفير الإنارة نظراً لما عانته خربة روحا من انقطاع حاد للكهرباء وصل الى16 ساعة في اليوم، ونشير الى أن البلدة تعاني أيضاً من نقص بالمحطات الكهربائية وأعمدة الإنارة العامة علماً أن البلدية تقدمت بشكوى مراراً الى وزارة الطاقة والى جميع الجهات المعنية لكنها لم تلق أي تجاوب. والجدير ذكره، أنها تطمح الى تحويل الإنارة الى طاقة شمسية بالتعاون مع الجهات الأوروبية المانحة.

وبما أن وضع البلدة الإنمائي لا يختلف عن غيره من القرى والبلدات البقاعية المنسية في براثن الإهمال، أخذ المجلس البلدي على عاتقه القيام ببعض المشاريع النوعية كتزفيت بعض الطرقات وتأهيل البعض الآخر، فضلاً عن توسيع الطرقات الداخلية وتحسينها. وبالتعاون مع جمعية عبد الرحيم مراد تم شق طرقات زراعية وشق طرقات تربط البلدة بجبلها وجوارها على حدّ سواء. إضافة الى ذلك، ووعياً منه لأهمية دور الأرصفة في السلامة العامة، قام المجلس بإنشاء الأرصفة وحيطان دعم وأخرى تجميلية ما أضفى على الطرقات جمالاً، لا سيما في ظل النظافة المتبعة دائماً، إضافة الى تركيب كانيرات على مداخل البلدة وفي الساحة العامة ومفارق الطرقات حفاظاً على أمن وسلامة المقيمين والسكان.

وللحدّ من التصحر، لا بدّ من التفاتة نحو البيئة فكانت اهتمامات المجلس البلدي بها من الأساسيات، حيث وضع نصب عينيه زيادة المساحات الخضراء أولاً، وتوسيع البقعة الخضراء ثانياً، فغرس العديد من الأشجارالحرجية على مساحات شاسعة من أراضي البلدة، إضافة الى غرس أشجار الزينة التي توزعت على جوانب الطرقات وفي محيط المدرسة الرسمية وبالقرب من ملعب ال ميني فوتبول وبجوار المنتزه الذي ستقوم البلدية بتأهيله وإعادة تفعيله. كذلك، تم الإعتناء بالشوارع من خلال القيام بالخدمات التنظيفية بشكل دوري من إزالة الأوساخ  والردم والأعشاب، وتأمين حاويات للنفايات وآليات لنقلها ويجري التنسيق مع منظمة ال”يو أن دي بي” للغاية.

أما في الإطار الرياضي، فقد تم إنشاء فريق رياضي تابع للبلدية التي بدورها قامت بتقديم كل الأحتياجات الرياضية اللازمة له، كما تم تأهيل ملعب كرة القدم وتجهيزه بكافة المستلزمات، وفي سياق متصل، تسعى البلدية الى إقامة ملعب كرة سلة وبناء مدرجات لملعب كرة القدم. ولأن الثقافة ركن من أركان الحياة، اهتم المجلس البلدي بإقامة الندوات التثقيفية والتوعوية في التفاتة منه لتعزيز دور الثقافة عند طالبيه، لا سيما وأن حاملي لواء المعرفة اليوم هم أنفسهم وجه البلدة الحضاري. وفي الإطار عينه، يعمل على إنشاء مكتبة عامة ومركز آخر للدراسات التثقيفية في إحدى أقسام المبنى البلدي.