بلدة الفرديس خطوات تنموية في وجه الحرمان المزمن

الفرديس، بلدة قديمة العهد وكذلك منازلها، بما فيها كنيستها المبنية من حجارة ضخمة منقوش عليها الصليب وغيره من الرسومات التي يعود تاريخها لعهود غابرة. تحتضن مواقع أثرية ومعالم تاريخية، ومنها بقايا قصر قديم في محلة وعرة القصر،

وآخر في محلة الشقعة حيث جرت معركة سوق الخان الشهيرة بين الأميرعلي بن الأمير فخر الدين الثاني، وخصمه كجك أحمد، قائد الحملة العثمانية، ومنذ ذاك الحين بات الجسر الذي يربط منطقتي حاصبيا ومرجعيون بالعرقوب عبر ضفتي الحاصباني، يعرف بجسر الشقعة. ومن المواقع الأثرية أيضاً ما يعرف بالكوة، وهو عبارة عن نفق كبيربعمق عشرات الأمتار. كما يوجد فيها مقام ديني وهو مقام النبي شعيب، الذي يعتبر مقصداً للمؤمنين.

هي بلدة هادئة وصغيرة في قضاء حاصبيا، تشكل البوابة الغربية لمنطقة العرقوب. تحيطها غابات الصنوبر والسنديان وبساتين الزيتون من كل جانب وصوب. تحدها شرقاً، بلدة الهبارية. غرباً، بلدة إبل السقي. شمالاً، بلدتي، عين جرفا وحاصبيا. وجنوباً، بلدة راشيا الفخار. يخترقها من الشرق حتى الجنوب نهر شبعا، أحد روافد الحاصباني. أكثر ما يميزها أنها بلدة زراعية وفيها الكثير من بساتين الزيتون. تبعد عن العاصمة بيروت 112كلم، وتعلو عن سطح البحر 600م. لا يتجاوز عدد سكانها الألف نسمة، ينتخب منهم بحسب لوائح الشطب المسجلة في سجلات النفوس 450 ناخب، جميعهم من الطائفة الدرزية، بعد أن هجرها مسيحيوها في الأربعينات الى بلاد الإغتراب، ومعظم أبنائها يعتاشون من القطاع الزراعي أو العمل الوظيفي في مؤسسات الدولة.

للبلدة تاريخ حافل بالتضحيات والمواقف البطولية، وحكايتها مع المعاناة مزمنة، فقد دمرت بيوتها أكثر من مرة، وتعرضت للإهمال والحرمان لعدة عقود من قبل الدولة، لكن إرادة أهاليها بالتشبث بأرضهم وتصميمهم على الصمود في وجه المحتل الإسرائيلي كانت أقوى من الواقع المعاش.

تمكّن رئيس بلدية الفرديس الشيخ بسام فارس سليقة، الذي انتخب عام 2016على رأس مجلس يضم 9 أعضاء من تحريك العجلة الإنمائية في البلدة والإعتماد على جهوده وجهود الأعضاء المنتخبين لمواجهة الواقع المرير ومجابهة الصعوبات التي تعترض مسيرة التنمية وتجاوزها. وقد تم تنفيذ مشاريع عديدة بحسب الأولويات بهدف تأمين مقومات العيش الأساسية، نذكر منها:

– إستحداث شبكة جديدة للصرف الصحي مع إقامة أعمدة كهرباء للمنازل التي تم بناؤها حديثاً.

– إنشاء أقنية مياه لري المزروعات بطول 2500م، بتمويل من مجلس الإنماء والإعمار.

– شق طرقات جديدة وتعبيدها.

– إنشاء موقف للسيارات على مساحة 1000م.م للحدّ من فوضى انتشار السيارات على جوانب الطرقات.

– شراء أرض وتحويلها الى مكب لنفايات البلدة.

– إقامة قاعة لإحياء المناسبات والإحتفالات وللغاية تم استكمالها ببناء خيمة قرميد  والعمل جارعلى وضع اللمسات الأخيرة من مستلزمات وتجهيزات.

– الحصول على بيك أب من قبل مجلس الإنماء والإعمار.

– تأهيل المستوصف الصحي. وتأمين أطباء لمعاينة المرضى، والهدف الرئيسي منه مساعدة المرضى وتخفيف العبء المالي والفاتورة الصحية عن كاهل المواطن، والملفت أن المستوصف بتقدم مستمر وباتت خدماته تتّسع، ولم يقتصر عمله على استقبال المرضى بل تعداه الى مجالات أخرى شملت توزيع الأدوية بشكل مجاني.

– إنشاء ملعب كرة قدم مغلق ( ميني فوتبول) على مساحة 42م طول، و22م عرض بتمويل من مجلس الجنوب ومتابعة الوزير أنور الخليل.

– الحصول على مولد كهربائي، مع كافة مستلزمات الإنارة و287 لمبة من مؤسسة رينيه معوض.

– إقامة دورات حول كيفية إعداد (المونة) بالطرق العلمية الصحيحة بهدف تنمية مهارات ربّات البيوت من جهة، وإحياء العادات القديمة التي تدل على الأصالة القروية من جهة أخرى.

– إقامة دورات فنية متخصّصة شاملة في المكياج لمن يرغب في الإحتراف في مجال التجميل. ويعمل المجلس البلدي على وضع الدراسات اللازمة لدفعة جديدة من المشاريع كإنشاء غرفة لمشروع تكريرمياه من المصدر الرئيسي وإنشاء حيطان دعم للنهر الذي يمر في البلدة، إضافة الى استكمال قاعة الأفراح وغيرها من المشاريع الملحّة.