اتحاد بلديات قلعة الاستقلال ينجز مشاريع تنموية مثمرة بالتعاون مع المنظمات الأوروبية المانحة

 

هو اتحاد بلديات قلعة الاستقلال، اتفق على تسميته نسبة لقلعة راشيا التي شهدت على حكاية وطن. انضوت اليه عند إنشائه عشر بلديات، حضن مطالبها وخصها بالتفاتة غراء،

فبات الإتحاد البلدي الحلقة الأقوى ومرساة النجاة المحتم الذي يجمع ما بين البلديات الطامحة للتقدم والتطور وإيقاظ  الدولة الغائبة عن الكثير من الإحتياجات الضرورية والضاغطة. وفي الإنتخابات الأخيرة، عقدت بلدتي ينطا وعيتا الفخارالعزم على الإسراع  في الإنضمام إليه تحت راية وعنوان موحدين ” في الإتحاد قوة”، فأصبحت خربة روحا، دير العشائر، عيتا الفخار، عين عرب، كفردينيس، المحيدثة، مدوخا، البيرة، حلوى، الرفيد، ينطا، بكّا، القوة التي تشكلت معطية الإتحاد تأشيرة الإنطلاق.

أُنشئ الإتحاد عام 2012 وانتخب آنذاك الأستاذ أحمد ذبيان رئيساً له، وقد تم التوافق على تأسيسه بهدف العمل على تحسين أوضاع الحياة الإنمائية، الإقتصادية، والإجتماعية للقرى المنضمة إليه والوصول بها الى مصاف البلدات المزدهرة الهانئة في ظل تقدم وتطور العصر.

 ساهم ذبيان في تأسيسه وبناه التنظيمية والإدارية والتجهيزات كما سعى الى تحقيق بعض الإنجازات أهمها، اقرار تمويل مشاريع مشتركة بين قرى الإتحاد وتحسين خدمات الكهرباء والمياه والمواصلات. عام 2014 استلم الأستاذ عصام الياس الهادي الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس، رئاسة الإتحاد. ومع وصول الهادي الى سدّة الرئاسة، وبفضل صوابية رؤيته وحكمته الرشيدة، تفعل العمل الانمائي بكافة اوجهه، ولم يهمل مسار التنمية البشرية لمصلحة تنمية الحجر، إنطلاقاً من أن الإنسان صانع الحضارات والسبب الرئيسي في ارتقاء المجتمعات. فأرسى ورشة من الدورات التدريبية في مختلف مجالات التنمية. نذكر منها: دورات تدريبية على الحاسوب الآلي ، أُقيمت على يد مدرّبين متخصصين في صناعة موظفين قادرين على الإستجابة السريعة للتغييرات والقدرة على اكتساب المعرفة ومواكبة الحياة العملية بشكل عصري وبالتالي خلق بيئة تفاعلية بين المتدرّبين. دورة في مجال تربية النحل، بغية زيادة إنتاج العسل ومحاربة أمراض النحل بالتعاون مع جمعية آفاق. دورات زراعية لإعداد المزارع النموذجي من خلال ممارسة أساليب زراعية سليمة وحديثة، تُحسّن الجودة وتزيد الأنتاج المحلي.

وبما أن ربّة المنزل تجد صعوبة في توفير المال وسط  محاولاتها الجاهدة لتلبية احتياجات أبنائها في ظل الركود الإقتصادي الراهن، نظّم الإتحاد دورة لنساء المنطقة تحت عنوان”إدارة مالية منزلية” بالتعاون مع منظمة “ميرسيكورب” التي تُعنى بمعالجة القضايا الإنسانية ومساعدة الناس على تحسين شروط عيشهم، من أجل رفع ثقافة المرأة ووعيها المالي وإجراء التغييرات التي تتناسب مع وضعها الإقتصادي.

كذلك، وبالتعاون مع منظمات خاصّة، قام الإتحاد بورش عمل بيئية تضمّنت تجذيب أشجار المنطقة حرصاً على نموّها بصورة صحيّة وطبيعية، تنظيف عام للأقنية والمجاري الشتوية تلافياً لأي طاريء ينتج عن انسدادها، تنظيف عام للشوارع والطرقات إنطلاقاً من أن مظاهر النظافة تدل على حسّ السلوك الحضاري وعلى مستوى الذوق والوعي.

من جهة أخرى، سعى الإتحاد الى وضع خطة ترمي أهدافها الى دعم الأنشطة الإجتماعية والصحيّة وكل الجهود التي تهدف الى النهوض بالمؤسسات الصحّية والإجتماعية كونها تكتسي أهمية محورية في المجال الإنساني.

 ولأن الأندية الرياضية تهتم بالشباب وبصقل مهاراتهم ومواهبهم وقدراتهم البدنية، ولها دور في البناء الرياضي باعتبارها تمثّل اللبنة الأساسية والقاعدة التي لا غنى عنها في العمل الرياضي، بادر الهادي الى دعمها للوصول الى مستويات متقدّمة ليس فقط على المستوى الفنّي فحسب، ولكن أيضا على الصعيد المالي والإداري والتنظيمي. وللغاية، عمل على توفير البيئة الجاذبة عبر تأمين مرافق وخدمات مواكبة للعصر.

وفي الإطار الإنمائي قام باستكمال الأعمال المتعلّقة بالبنى التحتية من أقنية ومجار مياه وتمديدات ضمن المواصفات المطلوبة بما يكفل المصلحة العامة، الى جانب تعبيد معظم الطرقات وتجهيزها بشبكة إنارة.

كما قام بتحقيق نقلة نوعية في مجال الإتصالات الخليوية في المنطقة حيث تم تركيب عامود إرسال لشركة “ألفا”عند تولي الوزير بطرس حرب وزارة الإتصالات ما أدى الى تحسين التغطية في الشبكة وسعى أيضاً الى تركيب عامود لشركة “تاتش” لكن لغاية اليوم لم ينجز بعد. وفيما تحطّمت كل الخطط البيئية الحكومية والفردية لمعالجة النفايات خاصة مع تفاقم أزمة النزوح يوماً بعد يوم، وجدت البلديات نفسها أمام حائط مسدود ما جعل إتحادي بلديات جبل الشيخ وقلعة الإستقلال بحزم أمرهما خطوات متقدّمة لمعالجة معضلة تراكم النفايات في المنطقة فدأبا على تقديم مشروع مشترك يقضي بإنشاء معمل فرز وتدوير للنفايات بتمويل من البنك الدولي بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار. لكن المشروع  لم يبصر النور إذ لاقى اعتراضاً شديداً على موقع المعمل من قبل المجتمع المدني والأهلي باعتبارأنه قد يسبب أضراراً بيئية وصحية من نوع آخر.

بعد فشل مشروع إقامة معمل النفايات طلب مجلس الإنماء والإعمار من الإتحاد طرح مشروع آخر بديل، فكان مشروع توزيع لمبات تعمل على الطاقة الشمسية.

 ومع استلام الأستاذ فوزي عبد السلام سالم رئاسة الإتحاد عام 2016، تمّ اختيار موقع بديل لإنشاء المعمل بالتعاون والتنسيق مع جمعيات دولية. تابع سالم مسيرة سلفه عصام الهادي الذي انتخب نائباً لرئيس الإتحاد وأكمل المسيرة متحدّياً الصعاب والعراقيل ماضياً في العمل أشواطاً بعيدة في حقول التنمية الإقتصادية والإجتماعية والعمرانية وغيرها من منطلق حرصه على ازدهار محيطه وتكريم أبناء منطقته وتحّسسه همومهم وآلامهم وآمالهم. فقد أطلق خطّته التنموية التي تضمّنت سلسلة من المشاريع الحيوية والتي يتم إنجاز بعضها بتمويل من الجهات الأوروبية المانحة. استهدفت الخطّة بالدرجة الأولى الشباب وركّزت على كيفية تفعيل دورهم والإستفادة من قدراتهم من خلال توفير مناخات لتوظيفهم وخلق فرص عمل لهم الى جانب تقديم أفضل الخدمات النوعية التي تصبّ في خدمة أبناء المنطقة.

 وللغاية يسعى سالم الى إنشاء معمل لتجفيف وتوضيب الإنتاج الزراعي بتمويل من منظمة ال “يو ان دي بي” التي تعنى بتطوير الحلول لمواجهة تحدّيات التنمية المحلية والعالمية. أما في ما يتعلق بالمعدات فستقوم إيطاليا بتقديم آلية لتنظيف التفاح كما فرزه وتوضيبه. والجدير ذكره، أن هذا المشروع سوف يخدم المنطقة كلها ويرفع الغبن عن القرى وأهلها.

الى ذلك، قام الإتحاد الحالي بوضع لوحات إعلانية ترشيدية على جوانب الطرقات لتوعية المواطنين على الإلتزام بنظافة الأحياء والشوارع. أيضاً، لمتابعة  تشجيع الأندية الرياضية، وحاجات المنطقة مع الجهّات المعنية أهمّها موضوع الكهرباء والمياه، الى جانب استكمال تنفيذ مشروع عين الزرقا ومشروع الصرف الصحي بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار. بموازاة ذلك، ولتنشيط الحركة العمرانية نفّذ مشاريع إنمائية في البلدات بالتعاون ما بين الإتحاد ومنظمة ال”أف زي” التي مولّت يد العاملة على أن تقوم البلديات بتمويل المواد الأولية.

وفي ما يتعلق بمسألة مستحقّات البلديات، يرى سالم أن الدولة قد تأخّرت عن تسديدها الأمر الذي انعكس سلباً على أداء البلديات كافة  وعلى دورها المحلي في ظل شحّ الأموال التي لا تزال محجوبة، وأوضح أن الإتحاد استنزف قدراته والديون تتراكم والجباية تقل مواردها وبات بحاجة الى أموال للقيام بمشاريع تعنى بالشأن الخدماتي والعام. وفي سياق متّصل، أكّد أن تواجد النازحين في المنطقة بأعداد كبيرة يشكل أعباء مضاعفة تنهك قدرة البلديات وتشلّ حركتها، داعياً تصويب مسار الأمور ورفع أعباء النازحين عن كاهل البلديات.  كما ناشد الجهات المعنية إيجاد الحلول لمشكلة المرامل والكسارات التي تنهش البيئة بشكل عشوائي، فعلى الرغم من صدور عدد من المراسيم والقوانين لتنظيم عملها إلا أن الفلتان في استغلالها زاد في لبنان في الفترة الأخيرة بسبب الرخص التي تعطى إستنسابياً من قبل عدد من الإدارات الرسمية وذلك من دون الرجوع الى وزارة البيئة، إضافة الى عدم مراقبة الرخص بعد إعطائها.