غالباً ما يرتبط الشعور بالسعادة بالرضا وراحة البال، وينعكس هذا على سلوك الإنسان وتصرفاته، ولا يأتي الشعور بالسعادة من فراغ، فعلى الرغم من أن هناك أحداثاً في الحياة تحاربه، فإنه مطلب شوهدف يسعى إليه الجميع.
ومع أن السعادة لا تُرى ولا تُلمس، فإن لها مقاييس وأسباباً علمية يمكن للإنسان أن يعمل على تحقيقها كي يشعر العقل والقلب معاً بالسعادة التي تساعد الإنسان على مواجهة مصاعب الحياة بشكل أفضل. استشاري القلب والأوعية الدموية د. جمال شعبان تحدث عن مقاييس السعادة، وحدد هرمونات السعادة في أربعة أنواع يفرزها الجسم في مواقف مختلفة، ويشرح في ما يلي كيف تعمل هذه الهرمونات:
1 – هرمون الإندروفين: أسماه د. جمال «هرمون الرياضة والضحك»، حيث يفرز الجسم الإندروفين عند ممارسة الرياضة، حتى يتغلب على الإحساس بالألم الذي يسببه التمرين، وهذا ما يفسر الشعور بالمتعة بعد ممارسة التمارين.
وأضاف أن الضحك كذلك يفرز الهرمون نفسه. وقال: «الشخص بحاجة إلى قضاء 30 ثانية على الأقل يومياً يمارس رياضة أو يشاهد أفلاماً مضحكة ومسلية حتى يحصل على الجرعة اليومية من الإندروفين».
2 – هرمون الدوبامين: أطلق عليه د. جمال «هرمون الإنجاز والشوبينغ». وأوضح أنه في رحلة الحياة كل شخص يحقق أهدافاً كثيرة، سواء كبيرة أو صغيرة. لذا، شعور الإنجاز يزيد من إفراز الدوبامين بنِسَب متفاوتة. وذكر كذلك أن الحصول على «التقدير» مقابل إنجاز حققه الإنسان في عمله أو في بيته يولد داخله شعوراً بالفخر، وبالتالي الجسم يفرز كميات مناسبة من الدوبامين الذي بدوره يرفع مستوى الشعور بالسعادة.
وفي المقابل، فإن الذين لا يلاقون التقدير مقابل إنجازاتهم يصابون بالبؤس والإحباط. ولفت إلى أن كلمة مدحٍ بسيطة أو ثناء على الزوجة بعد مجهودها في إعداد الطعام وترتيب المنزل قد يجعلها في قمة السعادة والانتعاش. والدوبامين هو المسؤول عن مشاعر السعادة عند الحصول على وظيفة جديدة، أو عند شراء شيء جديد. وهذا ما يفسر لجوء السيدات إلى التسوق عند الحزن والشعور بالضيق، لتغيير الحالة المزاجية إلى حالة من السعادة.
3 – هرمون السيروتونين: هذا الهرمون يختص بـ«العطاء والشوكولاتة والقهوة أيضاً». وشرح د. جمال طبيعة استجابة الجسم لإفراز هرمون السيروتونين، الذي يتحدد بناء على أفكار الإنسان وسلوكه نحو «العطاء»، خصوصاً عندما يقدم كل ما فيه نفع للآخرين. وهذا غالباً يتحقق عندما يصل الإنسان بنفسه إلى مرحلة يتجاوز خلالها «الأنا»، ويصبح قادراً على العطاء للآخرين بلا انتظار مقابل من البشر. وقال: «حتى مجرد بعض المشاركات التي تبدو بسيطة، مثل معلومة مفيدة أو كتابة بوست مفيد على فيسبوك أو إجابة مطلب سائل، تحفز إفراز السيروتونين، وبالتالي تزود إحساسنا بالسعادة». وأضاف كذلك تناول قطعة من الشوكولاتة أو فنجان من القهوة قد يحفز إفراز السيروتونين ويمنحك الشعور بالسعادة.
4 – هرمون الأوكسيتوسين: وهو «هرمون الحب والحميمية»، كما أسماه د. جمال، وأوضح أنه متعلّق بالقرب ممن نحب بالمصافحة أو العناق. ولذا، نصح من يضطرب مزاجه بحضن أطفاله الصغار ليشعروا جميعاً بمشاعر السعادة بسبب إفراز هرمون الأوكسيتوسين. وقدّم د. جمال شعبان وصفة يومية للسعادة تعتمد على ممارسة الرياضة أو الضحك وتحقيق إنجازات ولو صغيرة وتقديم نفع للآخرين بأي صورة ولو بسيطة، وكذلك الحرص على عناق أطفالنا وأصدقائنا لتكتمل هرمونات السعادة في أجسامنا. وأضاف أن من إعجاز المولى أنه جعل في أداء الصلوات الخمس اليومية تحقيقاً لإفراز الهرمونات الأربعة لأنها رياضة وإنجاز وعطاء وحميمية إذا تحقق الخشوع.
القبس
اختيار الموضوع: زينة عبد النور