على بعد 80 كلم من بيروت وعلى ارتفاع 1200م عن سطح البحر، تستكين بلدة كفردينس التابعة لقضاء راشيا، محافظة البقاع في وادٍ بين تلتي الشيخ الفرح وريمان.
طبيعتها أخاذة ولا تزال بعيدة كل البعد عن السموم والتلوث المنتشرين في باقي المناطق. تمتد على مساحة 800 م. م، ويقدر عدد سكانها 2700 نسمة بما فيهم المغتربين بينهم. يبلغ عدد المقيمين 1800 نسمة، معظمهم يعتاش من القطاع الزراعي والوظيفي.
تحيط كفردينس شرقاً، بلدة عين عرب. غرباً، بلدة المحيدثة. شمالًا، بلدة خربة روحا، وجنوباً، بلدة ضهر الأحمر. تشتهر بزراعة العنب والكرز وبمراعي الأبقار المنتشرة في اراضيها. يوجد فيها أثار رومانية، وبقايا خرب وقبور في موقع غرنة وفي الخلال معلاّ.
نزحت إليها 60 عائلة سورية ما أدى الى مضاعفات مأساوية ضاغطة وتأثيرات إقتصادية وإجتماعية هائلة. فالمنطقة تعاني احتقانا إجتماعيا يعود أسبابه الى عدم وجود دعم مالي كاف إضافة الى تزايد أعداد النازحين السوريين في معظم بلدات البقاع. كما أن الوضع المرير الذي يمر به النازحون دفعهم نحو السعي لإيجاد فرص العمل، وبات النازح السوري المنافس الأبرز للعامل اللبناني، ناهيك عن استنزافهم للخدمات الصحية والإجتماعية.
يترأس المجلس البلدي السيد عزت القادري الذي يعمل بخطوات ثابتة نحو تكريس دور كفردينس المحوري كبلدة متقدمة في إتحاد بلديات قلعة الإستقلال لتضيف الى جمال موقعها الجغرافي جمالاً عمرانياً. فبناءً على دراسة الإحتياجات، قامت البلدية بإنجاز مشاريع عديدة على مختلف الأصعدة والمستويات تتوافق وطموح المجلس البلدي.
وبعد دراسة مستفيضة لحاجات البلدة الأولية، قررت البلدية إقامة جدران الدعم على الطريق المؤدي الى مدخل البلدة، وذلك ضمن إطار المصلحة العامة لتحقيق الأمان والحماية للمواطنين. وشق طريق بين بلدتي ضهر الاحمر وكفردنيس بالتعاون مع بلدية ضهر الأحمر. وفي السياق عينه، تم شق طرقات زراعية وتزفيتها بغية ربط بلدة عين عرب شرقاً وبلدة خربة روحا شمالاً بالبلدة بعد أن عانت هذه البلدات من عدم توفر بنى تحتية تؤمن لها سبل الوصول الى كفردينس. أيضاً وفي إطار البنى التحتية، تم إنشاء أقنية مياه الشتاء بطول 700م وبتمويل من مجلس الجنوب.
كذلك، تم تنفيذ مشروع حفر البئر الإرتوازي الذي ساهم في مواجهة الطلب الكثيف على المياه، خصوصاً في فترة الصيف. كما تم الحصول على 100 عامود كهرباء من قبل مجلس الجنوب، و17 عامود مع لمبات تعمل على الطاقة الشمسية.
ولأن ممارسة الرياضة تنمي القدرات البدنية لدى الشباب وتبعدهم عن الآفات السيئة المنتشرة في مجتمعنا،عمد المجلس البلدي الى إنشاء ملعب ميني فوتبول وتجهيزه بمستلزمات الإنارة المطلوبة. كما تقام دورات رياضية متنوعة يشترك فيها شباب المناطق المجاورة لتعزيز الروح الرياضية التنافسية بين الجيل الصاعد.
وفي ما يتعلق بالناحية البيئية، وضمن إطار مشروع التحريج، باشر المجلس بتشجير حوالي 13000 شتلة على امتداد مساحات شاسعة تتضمن السرو، الصنوبر والزعرور، حفاظاً على الثروة الطبيعية ومنعاً للتصحر وانجراف التربة، وذلك بتمويل من جمعية التحريج الأميركية، كما التزمت البلدية بتأمين رعاية المواقع المشجرة الى جانب صيانتها وريها بشكل منتظم وحمايتها من الرعي الجائر والحرائق. في ما يتعلق بالنشاطات الإجتماعية، تقوم البلدية بدعم المدرسة الرسمية من خلال تقديم مساعدات عينية ومالية لها، والتكفل بدفع ساعات التقوية الإضافية لبعض التلامذة. مستقبلياً، يسعى المجلس البلدي الى تأهيل وتجميل ثلاث نبعات أثريات . كذلك، يجهد لتنظيم مهرجان قروي يحاكي تراث الأجداد ويغرز القيم الأصيلة ويعزز روح الإنتماء لدى أبناء المنطقة الواحدة.