صحيح أن الكثير من بلدات لبنان مختلطة، طائفياً تتجاور فيها المساجد والكنائس، إلا أن العيش الواحد وروح الإلفة والأخوة تتجلى بأبهى صورها في بلدة مجدلون في مناخ مؤآت ومسالم.
فالأهالي الذين تقاسموا نفس التناقضات، أدركوا أن التضامن والعمل معاً، أكبر ضمانة لتطهير الأذهان من فكرة التباعد والإنقسام على الذات.
تعانُق مآذن المساجد وأجراس الكنائس يرسم صورة معبرة عن التعايش بين أتباع الديانات، فالجميع ساهم في صناعة تاريخهم المشترك، وهذا ما جعل مجتمع مجدلون متماسكاً ومتناغماً .
هي إحدى بلدات قضاء بعلبك في محافظة بعلبك الهرمل، تبعد عن بيروت 64 كلم، ترتفع حوالي 1150م عن سطح البحر، وتقدر مساحتها ب 12000 دنم. بينما يقارب عدد سكانها 3500 نسمة. على الرغم من صغر مساحتها العمرانية وقلة ساكنيها، تضم معظم طوائف ومذاهب لبنان. يحدها شرقاً، بلدة الأنصار ومزرعة آل المصري. غرباً، بلدة حدث بعلبك. شمالاً، بلدتي حوش بردة وحوش تل صفيا. جنوباً، بلدة حزين. قصد معظم أبنائها عالم المهجر وساهموا إقتصادياً بمساندة الأهالي المقيمين بأحلك الظروف، كذلك شاركوا في نهوض البلدة وتنميتها على كافة المستويات. أنجبت مجدلون ثلة من الأدباء والشعراء ورجال الأعمال والقيادات العسكرية والأطباء والعلماء في مختلف المجالات. إلا أن الهجرة استنزفت عدداً كبيراً من كفاياتها.
تمتاز البلدة بخصبة أراضيها، إذ تصنّف من أولى البلدات الخمس في البقاع من حيث الإنتاج الزراعي، بحيث تشكل الزراعة مصدراً لإمداد السكان باحتياجاتهم الغذائية، كما تعمل على توفير فرص عمل للكثير منهم، وتشتهر بإنتاج أجود أنواع العنب وبزراعة البطاطا والبصل والخضار.
يرتبط تاريخها ارتباطاً وثيقاً بتاريخ مدينة بعلبك العريق، هذا ويعتبر موقعها امتداداً لمركزالمدينة الاستراتيجي بين حضارات العصور القديمة.
يسعى رئيس بلديتها السيد طلال خير الدين الى تحسين نوعية العيش فيها وتأمين الاحتياجات الضرورية للمواطنين لا سيما البنى التحتية من شق طرقات وتعبيد وتشجير الخ. وقد تمكن من كسب ثقة الأهالي من خلال الجهود الحثيثة والمساعي الإنمائية التي قام بها بالتعاون مع رئيس اتحاد بلديات بعلبك السيد نصري عثمان والتي آلت الى شق طريق عين السودا- حزين بطول 3318م وتعبيدها والجدير ذكره أن هذا الطريق يربط معظم القرى المجاورة ببعضها. والتنسيق مع عثمان جارٍ لإنجاز العديد من المشاريع الحيوية في المنطقة. فحال مجدلون كحال أغلبية البلدات البقاعية، تئن تحت وطأة الإهمال، إذ أن الحديث عن غياب الدولة في المنطقة لم يعد بالأمر الجديد ما دفع ببلديات المنطقة التنفس من رئة الجمعيات والمنظمات الدولية المانحة التي تعمل بما أمكن من مشاريع لضخ الحياة في شرايين تلك البلدات غير متّكلة على لفتة مسؤولة أو دعم رسمي.
ومن الأعمال الحيوية التي أنجزها المجلس البلدي:
– حفر بئر ارتوازي وتجهيزه بالكامل لتأمين مياه الشفة للمواطنين.
– شق طرقات زراعية في مختلف نواحي البلدة وتعبيدها( 4كلم).
– تأمين حوالي 1500 طن زفت لاستكمال تزفيت باقي الطرقات.
– طاقة شمسية لآبار مياه الشفه.
– تأمين إنارة عامة للطرقات الفرعية، والرئيسية.
– استكمال مشروع الهاتف من حيث تركيب الأعمدة ومحطات الإرسل.
– تنفيذ مشروع الملعب الرياضي.
– إنشاء قاعة إجتماعات.
– إقامة حدائق عامة.
– إنشاء محمية على مساحة 50000م.
– تشجير كامل الطرقات المؤدية الى البلدة وخارجها وكذلك تشجير الطريق المؤدي الى محمية البلدة بمختلف أنواع الشجر كالصنوبر والزنزلخت.
– إنشاء أرصفة بحدود الألف متر مع حيطان دعم.
– تجديد شبكة الكهرباء وتحديثها، تقديم أرض للنازحين السوريين لإنشاء مخيماتهم وفي السياق عينه، تواصل البلدية تعاونها مع جمعيات الأمم المتحدة بهدف توفير الدعم اللازم لهم.
– تقديم مساعدات للأوقاف والمشاركة في الاحتفالات الدينية الإسلامية والمسيحية.
ويطمح المجلس البلدي الى إنشاء مستوصف وإقامة مركز للدفاع المدني، الذي يعتبر ضرورة لإطفاء الحرائق عند نشوبها، وبالتالي تفادي وصول النيران الى المزروعات.