إنّه “إثنين الغضب”. طرقات لبنان مقطوعة من الناقورة حتّى النهر الكبير، وأوصال البلد مفكَّكة، في وقت لم يعد الحدّ الأدنى للأجور يتخطّى الـ٧٠ دولار، وهو مرشّح للإنخفاض مع ارتفاع سعر صرف الدولار.
ومنذ الصباح الباكر، عمد المحتجّون في معظم المناطق اللبنانيّة إلى قطع الطرقات إن عبر السواتر الترابية وإشعال الدواليب أو بركن السيارات في وسط الأوتوستراد، بينما نصب المتظاهرون خيماً في بعض المناطق استعداداً للأيام القادمة.
وأفادت غرفة التحكم المروري بأنّ الطرقات المقطوعة ضمن منطقة بيروت هي: مستديرة الكولا، الحمرا قرب مصرف لبنان، الصيفي، وكورنيش المزرعة.
وفي وقتٍ أقفلت معظم الطرقات العامّة بين جبيل والدورة، قام المتظاهرون ببناء جدار على أوتوستراد البالما في طرابلس، مع ترك مسرب للسماح بمرور الحالات الطارئة.
ولم تحُل تحرّكات الشارع من دون وقوع بعض الإشكالات، حيث نجح الجيش اللبناني بفتح الطرقات في أماكن وتفاوَض مع المتظاهرين في أماكن أخرى.
ووسط هذه الفوضى المستفحلة، حاول أحد المواطنين إحراق نفسه عند مفترق العباسية في صور بسبب الوضع المعيشي المتردّي الذي وصل إليه.
إلى ذلك، أقفلت معظم محطات الوقود في قضاء الكورة، ورفعت خراطيمها وامتنعت عن تعبئة البنزين.
وكانت مسيرة راجلة جابت أحياء مدينة طرابلس مروراً ببولفار فؤاد شهاب احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار، وتردي الأوضاع المعيشية، مرددين هتافات تطالب بـ “استقالة جميع المسؤولين ومحاكمتهم”.
ويُنذر المتظاهرون بمزيد من التصعيد في الساعات والأيام المقبلة.