إصابات بين متلقي اللقاح ضد كورونا. ما الأسباب؟

مع تزايد حملات التطعيم حول العالم باللقاحات المختلفة لمكافحة وباء كورونا، لا يزال كثير من الناس يصابون بمرض كوفيد-19 الناجم عن الفيروس حتى أولئك الذين حصلوا بالفعل على التطعيم.

في إسرائيل، حيث أسرع حملة تطعيم في العالم، تظهر البيانات أن 4711 شخصا أصيبوا بالفيروس بعد 7 أيام من حصولهم على الجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيونتيك.

وأنهت إسرائيل تطعيم أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 9 ملايين نسمة.
ولا يزال العلماء يدرسون أسباب إصابة الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح بالمرض، بينما أرجع البروفيسور جوناثان غيرشوني من جامعة تل أبيب هذه الظاهرة لعدة أسباب.

وقال البروفيسور غيرشوني لصحيفة “جيروزاليم بوست” إن لقاح فايزر فعال بنسبة 95 في المئة، بمعنى أن التطعيم لا يحقق فعالية مطلقة ضد المرض، وهناك فرصة ضئيلة لانتقال العدوى لا تتجاوز 5 في المئة.

وأضاف: “اللقاحات فعالة بشكل مثير للدهشة ضد الوباء، ولكن لا يوجد شيء ناجح بنسبة 100 في المئة على الإطلاق”.

وأشار غيرشوني إلى أن التحورات الجينية للفيروس هي سبب آخر للإصابة بالمرض للأشخاص الذين حصلوا على التطعيم بشكل كامل (بعد 7 أيام على الجرعة الثانية).

وطورت لقاحات فايزر-بيونتيك وموديرنا الأميركيين بناء على سلالة الفيروس التاجي الأصلية التي اكتشفت في ووهان الصينية نهاية عام 2019، لكن الفيروس تحور إلى سلالات جينية أخرى.

قال غيرشوني: “غالبية الإصابات الجديدة في إسرائيل هي من السلالة التي اكتشفت للمرة الأولى بالمملكة المتحدة”.

في حين أن هذه اللقاحات أثبتت بالفعل فعاليتها بشكل معقول ضد المتغير الجنوب إفريقي وحتى ضد السلالة البريطانية، إلا أن الفعالية تقل مع التحورات الجديدة التي تكون أكثر مقاومة للقاحات، وفقا للبروفيسور غيرشوني.

أما السبب الثالث لتلك الإصابات فيعود لاختلاف الطبيعية المناعية للأجسام بين شخص وآخر.

يتسبب المرض نفسه أو اللقاح في قيام أجسامنا بتطوير أجسام مضادة ضد الفيروس، لكن البعض يصابون بحمولة فيروسية عالية يمكن أن تخترق الحماية الموجودة وتسبب إصابة.

ومع ذلك، تعتبر الإصابة بالفيروس بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على التطعيم خفيفة للغاية كما يقول غيرشوني.

وتابع غيرشوني: “بعض الأشخاص يميلون إلى أن يكونوا أقوياء للغاية في مواجهة العدوى، ويمكن أن يكون الآخرون أكثر حساسية قليلا. عندما تتحدث عن تطعيم 5 ملايين شخص في إسرائيل، فإننا نواجه طيفا كاملا من الأشخاص بمستويات مختلفة من الكفاءة المناعية”.

وتشير البيانات إلى أن 99 شخصا في إسرائيل توفوا بسبب تأثير الإصابة بكوفيد-19 بعد حصولهم على الجرعة الثانية من اللقاح.

مخاطرة

في هذا الإطار، تخاطر إسرائيل بزيادة غير ضرورية في معدلات الإصابة بالفيروس التاجي بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على اللقاح من خلال إصدار “التصريح الأخضر” لهم بعد 7 أيام من الجرعة الثانية، بحسب صندوق “مئوحيدت” للرعاية الصحية.

يسمح “التصريح الأخضر” للأشخاص الذين حصلوا على الجرعة الثانية من اللقاح، بالاستفادة الكاملة من إعادة فتح البلاد والتي تشمل الدخول إلى المطاعم والمقاهي والحفلات وغيرها من الفعاليات التي كانت اعتيادية قبل الوباء.

وجادل الصندوق الإسرائيلي بأن تأخير الحصول على التصريح الأخضر لأسبوع إضافي أمر منطقي لتقليل أعداد الإصابات، وذلك بعد دراسة أجراها الصندوق على 100 ألف شخص حصل على اللقاح، بحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“.

ويطالب “مئوحيدت” بأن يعطى التصريح الأخضر بعد أسبوعين من الجرعة الثانية، باعتبار أن فعالية اللقاح تصل إلى 96 في المئة، وفقا للدراسة التي أجراها الصندوق.

وأفادت الصندوق أن نسبة فعالية اللقاح تبلغ 89 في المئة فقط خلال الفترة بين اليوم الـ 7 وحتى اليوم 14 من الجرعة الثانية، لكن النسبة تزداد بعد 15 يوما من الجرعة الثانية الذي يصادف أيضا اليوم 35 من الجرعة الأولى.