على السفح الغربي من جبال لبنان الشرقية، وعلى حافة سهل البقاع الخصبة و”سوريا الجوفاء” القديمة، تقع مدينة بعلبك التاريخية الذي اعتبر موقعها مركزاً استراتيجياً بين حضارات العصور القديمة، بين دجلة والفرات الى الشرق وبلاد النيل.
تعد أول مدينة تم تشييدها في التاريخ، وتمثل آثارها على هيئة أعجوبة أثرية إذ تحتوي على آثار شاهقة وأعمدة مدهشة وقد كانت مكاناً مقدساً ومركزاً للعبادة في بلاد ما بين النهرين. والجدير ذكره، أن معظم معالمها لا تزال قائمة في شموخ رغم ما شهدته من حرائق وزلازل وفياضانات وكوارث.
تضم عدداً من الهياكل والمعابد، كمعبد بعل مرقد جوبيتر، معبد باخوس، معبد فينوس، كما تحتوي على عدد من المواقع الإسلامية المهمة ومنها، مقام السيدة خولة، والجامع الكبير، وجامع النهر، وجامع الحنابلة، وجامع الصاغة،… وقد بنى الرومان قلعتها تعبيراً عن إخلاصهم لآلهتهم، إلا أن عظمتها لا تتوقف عند معابدها بل تتعداها الى حجم الأحجار والتقنيات الهندسية المستخدمة لبناء هذه النصب الحجرية الرائعة ومن أهمها حجر الحبلى وهو أكبر حجر في العالم. هذا المجمع الأثري الذي احتضن أنقاض المدينة الرومانية ضمها اليونسكو الى قائمة مواقع التراث العالمي عام 1984.
تبعد بعلبك عن العاصمة بيروت حوالي 85 كلم، ترتفع نحو 1170 مترعن سطح البحر وتمتد على مساحة تقدر ب 3742 هكتاراً. كما تشكل مركز محافظة بعلبك الهرمل. يعتقد علماء الآثار أن أصل تسميتها يعود الى عهد الفينيقيين، وذلك لأن كلمة “بعل” تعني بالفينيقية” الشمس” وكلمة”بك” تعني” مدينة”، وهكذا يكون اللقب الغالب على بعلبك”مدينة الشمس” ما هو إلا ترجمة حرفية لتسميتها الفينيقية. ولعل ما يؤكد صحة هذا القول إطلاق الرومان عليها اسم “هليوبوليس” الذي يعني أيضاً مدينة الشمس، لا سيما وأن صوراً عديدة للشمش تظهر محفورة على بعض الهياكل.
هي واحدة من أجمل المواقع الأثرية في العالم وتُعد من أهم المدن السياحية في الشرق الاوسط، تشتهر بإقامة مهرجانها الدولي السنوي الذي يقام في معبدي جوبيتر وباخوس والذي يستقطب أهم الفنانين العالميين وأشهر الأوبرات في العالم مثل أوبرا باريس وميلانو لإحياء حفلات غنائية .
أقام البعلبكيون على مدار السنين أبنيتهم السكنية والتجارية والرسمية حول قلعتهم الأثرية كما حولوا محيطها الى غوطة من البساتين التي ترويها مياه نبع رأس العين وشيدوا حولها الفنادق والمطاعم والمقاهي والمنتديات الفنية والثقافية.
يعمل رئيس بلدية بعلبك العميد المتقاعد حسين اللقيس على تنفيذ مشاريع إنمائية، تنموية وسياحية، لكنه لا ينفك عن مطالبة الدولة ووزرائها المعنيين وأجهزتها العسكرية والأمنية بأن تقوم بواجبها في حفظ الأمن في كل لبنان ومن ضمنه في بعلبك الهرمل، لأن الحالة السياسية أرخت بثقلها على الأوضاع الداخلية العامة الأمنية والإقتصادية والإجتماعية نظراً للترابط الشديد بين الاستقرار والأمن والازدهار.
ويرى أن هذا الترابط بين الإنماء والاستقرار الأمني هو من بديهيات الأمور ومن أهم الشروط وأبسطها لدفع العجلة الإقتصادية. كما يؤكد أن العلاقة بين السياحة والأمن وثيقة، كون الأمن مادة أولية رئيسية لصناعة السياحة التي تتأثر بدورها بأي خلل أو اضطراب أمني وذلك لارتباطها بشكل كبير بحركة السياح العرب والأجانب والمغتربين اللبنانيين وقدرتهم على الوصول الى لبنان والمكوث فيه والتنقل فيه بحرية.
كما يشير اللقيس الى أن المستثمرين يتأثرون بالأوضاع الأمنية في البلد الذي يرغبون الاستثمار فيه وهم في طبيعة الحال سيحجمون عن أي استثمار في بلد يشهد عدم استقرار أمني. كذلك، يعتبر أن انخفاض مستوى الخدمات وعدم فعالية التسويق السياحي وغياب نظام المعلومات الإحصائي الدقيق وتدني مستوى الثقافة السياحية في المجتمع المحلي، كلها معوقات أدت الى شلل عملية التطوير السياحي.
وعلى الرغم من الإمكانات المادية الضعيفة للبلدية تمكن اللقيس من إرساء نموٍ متواصل في كافة المجالات، إذ أن المدينة تشهد اليوم تحولاً إنمائياً جذرياً لكنها ما تزال بحاجة الى دعم الدولة لاستكمال نهضتها. ومن المشاريع التي تم تنفيذها نذكر:
– إعادة تأهيل ساحة المطران، واستحداث أرصفة جانبية على محيط المدخل المستحدث بعد اعتماد مدخلاً أساسياً للمدينة بدلاً من المدخل السابق، حيث أجرت تعديلات على خطء السير.
– شق طريق الرينغ إبتداءً من العسيرة( الدفاع المدني) وصولاً حتى طلعة عمشكي، حيث نفذت المرحلة الأولى وهي أعمال الشق والتوسيع، على أن تباشر أعمال المرحلة الثانية فور انتهاء الإجراءات المتعلقة بالمعاملات الرسمية من المديرية العامة للتنظيم المدني ووزارة الأشغال.
– مباشرة الدائرة الهندسية وبالتنسيق مع مجلس الإنماء والإعمار باعتماد الدراسات اللازمة لطريق الرينغ الخارجي الممتد من دوار عين بورضاي مروراً بمنطقة عمشكي العقارية ومن المتوقع أن تنتهي الدراسات ويبدأ العمل خلال هذا العام، أهمية هذا الطريق يكمن في وصل المناطق العقارية بين دورس – عين بورضاي- عمشكي- بعلبك.
– الإبتداء بتنفيذ مشروع المطمر الصحي والبالغ مساحته حوالي 35000م.م. وبسعة 1000000متر مكعب، وبمواصفات عالمية متطورة.
– تأهيل سرايا بعلبك وترميمه تمهيداً لانتقال مكاتب البلدية اليها، وذلك بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار.
– إعادة تأهيل القسم المتضرر من معمل فرز النفايات جراء الإعتداء الذي تعرض له بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة، وتطويره باستحداث قسم جديد.
– تنفيذ تشغيل البيوفلتر بأحدث الأنظمة المعتمدة عالمياً للقضاء على الروائح والإنبعاثات.
– تنفيذ أقنية تصريف مياه الأمطار في أحياء الشيخ حبيب/العسيرة/ الصلح/ الشيقان/الشراونة/ السوق/ الشميس، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للدراسات.
– تنفيذ أقنية لري المزروعات في بساتين وسهل بعلبك، بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب بهدف الحد من الهدر في مياه الري، الى جانب تنفيذ مشروع أقنية لري المزروعات في بساتين بعلبك قرب المسلخ- طريق الكيال، بالتعاون مع جمعية إنقاذ الطفل
– تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتجميل شارعي عبد الحليم الحجار وصالح حيدر، بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار وقد شمل المشروع تنفيذ كل شبكات البنى التحتية وأعمال أرصفة وتزفيت وتجميل واجهات وأعمال إنارة وإزالة أسلاك كهربائية.
– مراقبة شرطة البلدية شبكات الصرف الصحي للتأكد من عدم استعمالها في ري الأراضي الزراعية ،بعد أن قامت البلدية بإلغاء كل مسارب المياه الآسنة باتجاه أقنية الري.
– بناء عدة غرف كهربائية لصالح كهرباء لبنان في الأحياء التالية: المنطقة الصناعية، التل الأبيض، المدخل الشمالي، المدخل الجنوبي، محيط التعاضد، العسيرة، الشيخ حبيب، الشعب، المدينة الرياضية، حي اللقيس، وادي السيل.
– متابعة تنظيم حركة دخول وخروج ومرور السيارات عند تقاطع دورس- عين بورضاي- بعلبك- الهرمل.
– حفر بئر بواسطة الروتاري وتجهيزه لضخ مياهه الى شبكات مياه الشفة من خلال مصلحة مياه، بعلبك بالتعاون مع إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية.
– استحداث مرآب لصيانة سيارات البلدية وتجهيزه ببعض التقنيات الحديثة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة.
– صيانة شبكات الصرف الصحي التي لم تعد قادرة على استيعاب كميات المياه المبتذلة بسبب اهتراء الشبكة.
– القيام بصيانة دورية للمسلخ البلدي، بغية إبقائه ضمن المواصفات المعتمدة.
– تركيب ألواح الطاقة الشمسية بالتعاون مع اتحاد بلديات بعلبك لتشغيل البئر الإرتوازي الذي يستفيد منه المسلخ والأحياء المحيطة، وذلك بعد إعادة صب سطح المسلخ بالباطون.
– تنفيذ مشروع دوار مستشفى الحكومي لتنظيم حركة السير في المدينة، إضافة الى زراعتها بعد أن تم حفر بئر إرتوازي خاص للأحواض الزراعية.
– صب باطون لبعض الطرقات الداخلية في أحياء الصلح، النهر، السرايا، الشميس.
– تزفيت مختلف طرقات المدينة الرئيسية والداخلية، حيث بلغ طول الطرقات التي تم تزفيتها حوالي 30 كلم إضافة الى أعمال ترقيع الحفر على الطرقات الرئيسية والداخلية.
– تغيير أرصفة لمحيط بحيرة رأس العين الى جانب تنفيذ أعمال الصيانة لكل أرصفة المدينة.
– إعادة تأهيل سوق القصابين الذي شمل تغيير شبكات البنى التحتية وتغيير الأرصفة واستحداث سقف جديد من المعدن والزجاج لتغطية السوق، بالتعاون مع ال يو أن دي بي.
– تمديد شبكات الصرف الصحي بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه، وتشمل الشبكات معظم أحياء المدينة. لا سيما أطراف المدينة حيث التوسع العمراني.
– تأهيل مبنى دورات المياه وغرف الناطور وتغيير كل الأجهزة الصحية الموجودة.
– حفر بئر وتجهيز بئرين ارتوازيين في محيط منتزهات رأس العين للإستفادة بري المرجة والأحواض.
– تأهيل وتجميل بحيرة رأس العين وفق دراسة تجميلية حديثة شملت الإنارة وتركيب نوافير وفلتر.
– إعادة تأهيل سوق الخضار المركزي حيث تم صيانة التصاوين والممرات ودورات المياه وتنفيد شبكات المياه والكهرباء ودهان المباني، إضافة الى استحداث أحواض زراعية وطلاء الممرات واستحداث غرف لتركيز حاويات النفايات بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب.
– تركيب بعض المعدات الرياضية لألعاب القوى.
– تأهيل وإبراز مشروع مغر الطحين الأثري والسكني المباشر وتغيير شبكة البنى التحتية.