خمسون عاماً من العمل التطوعي لإنماء كامد اللوز والمسيرة مستمرة
نادي كامد اللوز الثقافي الرياضي الإجتماعي، مسيرة إنماء وطنية ومدرسة في العمل التطوعي. انتسب إليه العديد من أبناء البلدة صقلتهم تجربته وتخرج من صفوفه أكاديميون وضباط ومعلمون ورؤساء بلديات وعاملون في الحقل الإجتماعي
والسياسي والثقافي والتجاري، فكانوا في مجالاتهم مبدعين يفتخر بهم النادي لأنهم أبناؤه يحملون قيمه أينما حلوا، يدعمون نشاطاته ويسهمون في تطوير أدائه ويرفعون اسمه الذي هو اسم كامد اللوز.
بدأ النادي أعماله عام 1969 بعد أن تداعى مجموعة من شباب كامد اللوز الواعي والمؤمن وشكلوا هيئته التأسيسية وهم:
المرحوم أحمد ساطي، المرحوم حسين شحادي الحاح، المرحوم علي محمد الحاج، السيد عقل قاسم الغندور، الأستاذ محمد شحادي الغندور، الأستاذ محمد أحمد بكري، السيد بشير محمد الغندور، السيد مصطفى شكيب الحاج، وحددوا الغاية من تأسيسه ممارسة الرياضة وتحديداً لعبة كرة الطاولة، وجعلوا من أهدافه:
إعداد المواطن الصالح، إنماء الوعي القومي والإجتماعي والثقافي، صهر الشباب في بوتقة واحدة والقضاء على الاستغلال المعنوي والطائفي والتخلف الاجتماعي، فكانت بذلك محاولة منهم للحد من الحرمان والجهل والتخلف والصراع القبلي المطبق بهدف إحداث تطور في مجتمع كامد اللوز يقود للحداثة ومواكبة العصر، فكان أن حصلوا على العلم والخبر بتاريخ 1969/4/16، وكان ممثل النادي لدى الجهات الرسمية هو المرحوم أحمد ساطي.
انطلقت مسيرة النادي التي وجد فيها شباب البلدة ضالتهم، فبدأوا الإنتساب إليه وجرت أول عملية انتخاب للهيئة الإدارية عام 1971 معلنة بذلك بداية مسيرة الإنماء التي ما زالت مستمرة حتى تاريخه، حيث يحتفل النادي اليوم بيوبيله الذهبي بالرغم من العثرات والمطبات والصعاب التي تجاوزها كلها وخرج منها أكثر قوة وصلابة تشهد عليه إنجازاته.
يمارس النادي عمله الإداري بطريقة منظمة وهو مرتبط عملياً بوزارة الشباب والرياضة التي يقدم لها دورياً كشوفاته المالية وموازناته وقطع حساباته، وهومسجل في وزارة المالية ويجري انتخابات بشكل دوري. والجدير ذكره، أن النادي منفتح على الجميع يعتبر أهالي كامد اللوز جميعهم من أفراده ويتقبل أفكارهم ونقدهم ويسعى للإستفادة من تجاربهم من أجل التحديث والتطوير.
يترأس نادي كامد اللوز اليوم الأستاذ بسام مرعي طه، الذي ساهم ويساهم بكل ما أوتي من قوة في تطوير النادي وتفعيله من خلال إقامة النشاطات الرياضية والثقافية والتربوية الهادفة في المضمون، والمعبرة في الشكل والفعل، والتواصل مع الجهات الرسمية المعنية. همه الوحيد مصلحة البلدة العليا وخدمة مجتمعه.
نشير الى أن طه حائزعلى إجازتين في التاريخ والعلوم الإجتماعية، مؤسس مفوضية كشاف المقاصد في البقاع، مارس التدريس في مدارس المقاصد وتسلم إدارتها في مجدل العنجر، ليلا والقرعون، ناشط في الشأن العام ونائب رئيس بلدية كامد اللوز.
حقق النادي العديد من الإنجازات في مجالات كافة، وكان السند والداعم الدائم لكامد وأهلها، فعلى الصعيد الرياضي، أسس النادي فرقاً رياضية عديدة للألعاب التالية:
كرة الطاولة، كرة القدم، الجمباز، الشطرنج، كرة السلة، كرة الطائرة، وانتسب لاتحادات كرة الطاولة وكرة القدم والشطرنج وشارك في بطولاتها واستقر به الحال اليوم على كرة الطاولة، الشطرنج والميني فوتبول.
على الصعيد الإجتماعي والثقافي:كان النادي أول من أطلق فكرة تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية وتكريم المعلمين، حيث جرى حتى الآن تكريم العديد منهم إضافة الى تأمين المساعدات المادية للتلاميذ المحتاجين وللعائلات المستورة، وسعى إلى إنشاء مبنى المدرسة الرسمية التي سجلت باسمه من أجل تأجيرها، كماعمل شباب النادي على فتح المدرسة الرسمية أثناء توقفها بسبب الأحداث في فترة الحرب الأهلية، وأقام بالتعاون مع جمعية الكشاف المسلم حفلات تكريم لحجاج البيت الحرام.ولم يهمل الاهتمام بآثار البلدة وإقامة متحف محلي لاحتضانها، كما أطلق دليل كامد اللوز، وأنشأ مكتبة عامة وسعى جاهداً للتواصل مع مؤسسات شريكة لا سيما مركز خدمات الإغاثة(بيروت التراث، جمعية الأرض، مؤسسة عامل، جمعية الشبان المسيحية، جمعية الرؤية العالمية).
كذلك، أولى اهتماماً ملحوظاً بإحياء المناسبات الوطنية والإجتماعية لا سيما عيد الجيش، عيد الاستقلال،عيد الأم، عيد المقاومة والتحرير، دورة شهداء قانا، الإنسحاب الإسرائيلي، وإقامة العديد من الحفلات الفنية ومهرجانات لتكريم المغتربين. أيضاً، أنشأ قاعة يستضيف فيها معظم الأنشطة الثقافية، الإجتماعية، والدينية، كما أُقيمت في النادي أعراس شبه مجانية لأبناء البلدة. ومن النشاطات الاجتماعية الأخرى للنادي، استقبال وفد فنلندي من جمعية الشبان المسيحية في فنلندا الذي جاء الى البلدة لتفقد الأعمال التي تتم في النادي بمشاركة جمعية الشبان المسيحية اللبنانية. وبالمناسبة تم افتتاح معمل للخياطة وإقامة دورة تمريض (مساعد ممرض) بالتعاون مع الجمعية والنادي.
ومن منطلق تفعيل دور المرأة في محيطها، أقام النادي العديد من دورات التدريب المهني وكان أول من ساهم في تدريب النساء على المونة المنزلية بالتعاون مع الجامعة الأميركية. وإلى جانب اهتماماتها بالمرأة وفي سبيل الترفيه عن أولاد البلدة، قام بتنظيم صيفيات لهم بالتعاون مع جمعيات فرنسية ومحلية واستضاف مسرحيات للأطفال، وأنشأ مسبحاً بمواصفات ممتازة. ووسط التطورات العلمية التي يشهدها العالم يوماً بعد يوم، كان لا بد من إرشاد الطالب الى التخصصات الجديدة المتوفرة لكي يضمن فرصة عمل مميزة لذا استضاف النادي لقاءات حوارية مع طلاب المرحلة الثانوية في البقاع نظمتها جامعة الحريري لإطلاعهم على تلك التخصصات.
ونظراً للأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها النازحون السوريون، قام النادي بتقديم مساعدات مختلفة لهم.
على صعيد الأشغال والبيئة، نقل النادي هموم الناس، لا سيما في غياب العمل البلدي والسلطات الرسمية من أجل تأمين البنى التحتية(كهرباء، مياه، مجاري صحية، أقنية مياه) وقام بالعديد من حملات التشجير والنظافة، وسعى لإنشاء حديقة عامة (سميت آنذاك باسم الشهيد جمال ساطي). كما كان أول الساعين للتصدى لإزالة التعديات على الشبكة العامة للمياه والكهرباء. أيضاً سعى لإنشاء خزان مياه في البلدة وملعب كرة القدم الذي يحمل اليوم اسم الشهيد النقيب علي أبوعلي، وأنجز طريق بطول ألف متر تسوية تعبيد. إلى ذلك، قام بحملات عديدة لرش المبيدات وحملات تطعيم وكشف صحي مجاني بالتعاون مع مؤسسات إجتماعية صديقة.