بلدية زرعون تتبنى مفهوم التنمية البشرية لمواجهة تحديات العصر
إيماناً منه بأن التنمية البشرية تساهم في مواكبة التطور والتصدي للتحديات، وتساعد في ارتقاء مستوى تفكير الإنسان وكيفية تحقيق الأهداف ونيل الثقة، عمد رمزي ضو رئيس بلدية زرعون الى الإهتمام بالبشر أولًا ومن ثم الحجر، باعتبار أن الفرد
هو جوهر أي مشروع تنموي، بل هو سر نجاحه، وفشل أي عمل إصلاحي هو الإنسان نفسه. من هنا، كان لا بد لنا من تسليط الضوء على المبادرات التنموية التي تقوم بها البلدية الحالية، إضافة الى المشاريع العمرانية والتأهيلية الأخرى. فالإهمال الرسمي المزمن انعكس سلباً على مختلف مرافق وقطاعات بلدة زرعون، حيث افتقد الأهالي طويلاً للمشاريع الإنمائية والخدماتية والإجتماعية.
وفي خضم المعاناة الناجمة عن عجز الدولة في تحقيق الإنماء، جاء المجلس البلدي الحالي لرفع الغبن عن البلدة وإحيائها من خلال إنجاز بعض الأعمال التنموية الحيوية، والنشاطات الإجتماعية والثقافية الخلاقة التي نقلت البلدة من حال الى حال، خاصة وأن ضو أولى اهتماماً ملفتاً بتنمية الفرد في المجتمع انطلاقاً من مفهوم التنمية البشرية القائم على تعزيز المشروعات التي تصب في رعاية وتطوير القدرات الإنسانية والمعرفية.
فبناء على الرؤية الجديدة للمجلس البلدي، تم تأسيس مركز تعليمي ثقافي، بات اليوم جسرعبور الى العلم والمعرفة، تحقق من خلاله التواصل الفكري والثقافي، تقام فيه دورات لتعليم اللغة الانكليزية، كما خصص قسماً منه لتعليم الأطفال السوريين النازحين بالتعاون مع اليونيسف، إنما نظراً للامكانات المادية الضعيفة توقفت الدروس لكن المساعي جارية مع الجمعيات المانحة لاستئنافها لاحقاً. وفي السياق الثقافي عينه، أقام ضو دورة لتلقين الأطفال مباديء علم الأرقام الياباني، القائم على تعليم الطفل الحساب الذهني الفوري بدون الحاجة الى استخدام الآلة الحاسبة.
غاية هذا العلم، تحفيز وظيفة الدماغ بحيث يعزز قدرة الطفل على التحليل والتركيز، وينمي قدرته على التفكير والملاحظ أيضاً، أن الأطفال الذين يجيدون هذا الحساب يتمتعون بثقة كبيرة بأنفسهم، وقد استضاف لبنان للمرة الأولى المسابقة العالمية التاسعة للرياضيات الذهنية التي نظمتها المنظمة اليابانية (جياما) بالتعاون مع مؤسسة (غينس ماب) اللبنانية، حيث ضمت المسابقة 1300 تلميذ في الرياضيات الذهنية الذين تأهلوا بالمشاركة في المسابقات المناطقية. إضافة الى مشاركة طلاب من 13 دولة حول العالم: الهند، أوزباكستان، إيران، الإمارات، الأردن، فلسطين، الكويت، السعودية، العراق، سوريا، مصر ولبنان. وحلت الطالبة جوليانا ناصر زيد من مركز زعون للثقافة والتعليم في المرتبة الرابعة.
في ما يتعلق بالأشغال، قام ضو بتمديد شبكة الصرف الصحي (2000 متر) وذلك على نفقة البلدية بالتعاون مع وزارة الطاقة. كما تم توسيع شبكة الإنارة وإضافة أعمدة كهرباء جديدة، الى جانب توسيع بعض الطرقات وتزفيتها مع إنشاء جدران تجميلية وإقامة المونسات وجدران الدعم في مختلف أنحاء البلدة. وذلك ضمن إطار المصلحة العامة لتحقيق الأمان والحماية. الى ذلك، تم تأهيل حائط الدعم الذي تصدع بسبب السيول القوية التي أدت الى الانزلاقات الصخرية وانجراف التربة خلال العاصفة التي اجتاحت لبنان العام الماضي. وحفاظاً على بيئة سليمة خالية من الشوائب، وعلى المظهر الحضاري والجمالي الخاص بالمنطقة، قامت البلدية ببناءغرف صغيرة جُمّلت بالحجر الصخري بهدف وضع مستوعبات النفايات بداخلها بدلاً من أن تبقى ظاهرة على جوانب الشوارع.
على صعيد النشاطات الترفيهية، تم تنظيم مهرجان عيد الأضحى السنوي المجاني، الذي تضمن رقصات استعراضية لشخصيات كرتونية محببة لدى الأطفال وعروض غنائية راقصة وألعاب خفة شيقة. وضم المهرجان سوق المأكولات الشعبية.
واليوم يقوم ضو بتحضيرالمبنى البلدي الجديد الذي تقدر كلفته بنحو 450 ألف دولار، وكالعادة يقف الشح المالي عائقاً أمام تحقيق المشاريع، لذا يسعى الى إيجاد التمويل اللازم للمباشرة بالبناء، مع العلم أنه تمت الحفريات بمحيط الأرض التي سيقام عليها المبنى البلدي والتي تعود ملكيتها للوقف الدرزي.
وبعد قيام رئيس البلدية بتعزيز التنمية البشرية التي ساهمت بتطوير المجتمع، توجّه بعمله الدؤوب الى تكملة تحقيقه للنهضة الإنمائية الشاملة للبنى التحتية بشق الطرقات وتأهيل الصرف الصحي وغيرها من المشاريع الهادفة الى تأمين بيئة آمنة ونظيفة.