وجاء هذا التطور بعد نبش جثمان سماح وتشريحه بناء على طلب عدد من منظمات المجتمع المدني في أعقاب دفن الجثمان دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتصريح مدير شرطة ولاية الخرطوم بعدم وجود شبهة جنائية مما أثار موجة من الشكوك والانتقادات الواسعة.

وأوضحت جبرالله أن شكوكا كبيرة صاحبت الحادثة منذ وقوعها مما أثار العديد من علامات الاستفهام حول الطريقة التي تعاملت بها الشرطة من الحادثة التي تعبر عن تحول كبير في المجتمع السوداني.

وأكدت النيابة العامة أن أسباب وفاة سماح حدثت بسبب الطلقات النارية المتعددة والطلق الناري المخترق للصدر والذي نتج عنه تهتك الرئة اليسرى والنزيف الدموي الشديد حسبما جاء في تقرير التشريح.

وكانت صدمة كبيرة عمت الشارع السوداني عقب الحادثة التي أشار ناشطون إلى أن حيثياتها تتمثل في إقدام والد الطفلة على قتلها بسبب خروجها من المنزل بعد اعتكاف استمر بضعة أيام بسبب خلاف بينهما نتج عن ترك الضحية لمدرستها الحكومية في منطقة أم درمان غرب الخرطوم، ورفض الأب طلبها بإلحاقها بمدرسة خاصة على غرار عدد من صديقاتها.

وتتناقض هذه الحيثيات مع بلاغ تلقته النيابة من عم القتيل قال فيه إن الضحية كانت تعبث بسلاح ناري يخص والدها ثم أصابت نفسها به مما أدى إلى وفاتها، مشيراً إلى أنه تم دفن الجثمان دون تشريح في نفس اليوم. 

واعتبر ناشطون أن تصريحات مدير شرطة ولاية الخرطوم بعدم وجود شبهة جنائية مؤشر خطير على محاولة طمس الحقيقة.

وأوضحت إحسان فقيري رئيسة مبادرة لا لقهر النساء أن منظمات الدفاع عن المراة بذلت مجهودات كبيرة من أجل إظهار الحقيقة، مما أدى إلى استجلاء الجريمة التي تندرج تحت طائلة العنف المنزلي الذي بدا ينتشر بسرعة.