عينبال.. إسم محفور في ذاكرة وقلوب أبناء آمنوا بها وانصهروا لأجلها

رئيس بلدية عينبال رائد موفق عبد الباقي: من الضروري العمل على التنمية الإجتماعية

عينبال، بلدة  التلاقي والعراقة، تقع في قضاء الشوف محافظة جبل لبنان وهي احدى بلدات الشوف السويجاني. احتضنت تاريخاً حافلاً بالبطولات إذ شهد واديها الكثير من الأحداث منذ القدم.

تتمتع البلدة بموقع جغرافي مميز فهي تنهض على كتف ثلاث تلال خضراء متناهية بشموخها تضفي عليها مسحة جمال طبيعي وتطل على إقليم الخروب والبحر المتوسط ما يكسبها مناخاً أقرب الى الإعتدال على مدار الفصول الأربعة.

 تعلو عن سطح البحر 850م. وتبعد عن مركز القضاء بيت الدين حوالي 7كلم وعن العاصمة بيروت 50 كلم. يقدرعدد أبنائها المسجلين 3800نسمة، قسم كبيرمنهم هاجر بحثاً عن رزقه فيما الألف الباقون في البلدة اقتنعوا برفاهية البساطة وتعلقوا بأرضهم الخصبة التي غمرتهم بخيراتها. تقدر مساحتها ب 370 هكتارمربع. يحدها من الشمال والغرب بلدة بعقلين، ومن الجنوب بلدة غريفة، ومن الشرق بلدة عترين، ومن الجنوب الشرقي مزرعة الشوف. أما اسم عينبال فيعود الى الإله السامي القديم عين بعل أي عين الإله. تضم البلدة ثلاث عائلات: آل عبد الباقي، آل أنطونيوس وآل أبو زكي. ومن المؤسسات الأهلية الموجودة فيها: رابطة آل عبد الباقي- رابطة آل ابو زكي وكنيسة مار جرجس.

تتناثر ينابيع وعيون عينبال في كل اتجاه أهمها: عين الفوقا وعلى مقربة منها عين الصهريج التي كانت قديماً مورداً للماشية على اختلاف أنواعها، وهناك عين المقطنة وجميع هذه العيون مبنية على شكل قناطر حجرية تخرج منها المياه الى برك حجرية يدعى واحدها بالصهريج تتجمع فيها لتنقل الى المنازل، وهناك العديد من العيون الأخرى الممتدة على طول انحناءة الوادي وصولاً الى منطقة نهر الهري. أيضاً، تحتوي على بعض الآثار من آبار واسعة وخرائب قديمة ومغاور وكهوف ونواويس وفيها أشجار زيتون معمرة تعود الى عهد الرومان. اشتهرت البلدة بمجال العلم فحمل العديد من أبنائها الشهادات العلمية العليا في مختلف الاختصاصات وبالأخص في مجال الهندسة. تقوم ثروتها على العيش الواحد حيث حمل أبناؤها رسالة صادقة مبنية على التفاهم والإلفة والاحترام مجسدين بذلك نموذجاً مميزاً يحتذى به.

تأسس أول مجلس بلدي فيها عام 1951 وكان برئاسة الشيخ محمد عبد الباقي. أما المجلس البلدي الحالي الذي تم انتخابه عام 2016 فيتألف من 12 عضو وهو برئاسة الأستاذ رائد عبد الباقي.

يرى عبد الباقي أن للبلدية دوراً تنموياً ولها وظيفة اجتماعية أساسية وبيئية، أي أن يكون لها دوراً فعالاً في التأهيل التربوي الصحيح للأجيال الصاعدة، لذا يعتبر أنه من الضروري العمل على التنمية الإجتماعية في ظل القضايا المصيرية والخطيرة التي تمر بها البلاد. وأنه أيضاً، لا بد  من وضع خطة متكاملة تتضمن التثقيف والتوعية بأهمية المشاركة في الحياة العامة عبر تبادل الحوار بين جميع شرائح المجتمع، وتفعيل المشاركة بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لإرساء مفهوم الإنماء وتطوير دور البلديات. الى ذلك، عرض مسألة الأعباء التي يتكبدها رئيس البلدية عوضاً عن الدولة في مجال تحسين البنى التحتية، إذ أنه وبسبب تقاعس الدولة في تأدية مسؤولياتها المتوجبة عليها ، يضطر الى تنفيذ أعمال وورش ليست من صلاحياته .

أما في ما يتعلق بالأرياف، أكد أن البلدية مسؤولة عن تنمية المناطق الريفية وخلق فرص عمل للمواطن في بلدته بتوفير وإحياء الصناعات المحلية الزراعية والحرفية والسياحية للحد من هجرته الى المدن الساحلية، لكنه اعتبر أن الصعوبات التي تواجه البلديات والإمكانات المادية المحدودة تحول دون تحقيق هذا النوع من التنمية. وفي ما خص اللامركزية الإدارية، قال:أن من شأنها تحقيق متطلبات المجتمعات والأفراد، وهي وسيلة تعطي مساحات من الحرية وعاملاً أساسياً لتحقيق التوازن الإنمائي والإصلاح الإداري كون البلديات لها دور مهم في تحقيق التقدم الإجتماعي.

وعن دور البلديات في نهضة المجتمع قال عبد الباقي: أن أهم الأدوارالتي تقوم بها البلديات هو الاهتمام بمصالح المواطن والعمل على تطوير المجتمعات الصغيرة غير المشاريع التنموية ومعالجة قضاياها إضافة الى توطيد العلاقة مع مؤسسات المجتمع الأهلي التي تشكل كياناً مهما من مكونات المجتمع المدني وتساهم في التدخل في قضايا مصيرية تهدف الى تلبية حاجات الناس.

 وحول المشاريع التي نُفذت خلال السنوات الثلاث، أوضح أن الإمكانات المادية الضعيفة للبلدية حالت دون تحقيق الآمال المرجوة والتطلعات، لكن وبغض النظر عن العراقيل، أشار الى أن المجلس البلدي قام بتنفيذ بعض الأعمال المتعلقة بالبنى التحتية، كإنشاء حيطان الدعم وتوسيع الطرقات الجانبية المؤدية الى بيوت العائلات،الى جانب إقامة حائط دعم خلف رابطة آل عبد الباقي بدعم من رئيس اللقاء الديمقراطي تيموربك جنبلاط، وأعمال أخرى تتعلق بالقطاع الزراعي المورد الأساسي للمواطنين عبر تأمين النصوب لهم كشجر الزيتون والصنوبر وتشجيع الزراعات البديلة لتنويع مصادر الدخل وتأمين موارد إضافية للأهالي.

 كما ذكرأنه تم إجراء بعض التعديلات والترميمات على المبنى البلدي من قبل المجلس البلدي الحالي بعد شراءه من المبنى البلدي من البلدية السابقة حيث أُحدثت بعض التعديلات والترميمات الداخلية.

وقد أشاد بمبادرة اتحاد بلديات الشوف السويجاني الذي أنشأ شبكة تكرير للصرف الصحي غطت بلدات عينبال، بعقلين المرج، السمقانية وعترين والتي طُورت بمسعى من النائب وليد جنبلاط من خلال مجلس الإنماء والإعمار، والتي تم استكمالها لاحقاً من قبل البلدية عبر مد شبكة الصرف الصحي. أيضاً، لفت الى الجهود الحثيثة التي بذلها الإتحاد من أجل تشغيل معمل فرز النفايات الذي أنشىء عام 2009 بتمويل من الاتحاد الأوروبي والذي يخدم تسع قرى وبقدرة معالجة تصل الى 80 طن يومياً من النفايات غير المفرزة حيث تجري عملية الفرز بمواصفات تقنية وفنية عالية. وأردف أن عملية الفرز تتم بشكل يومي وبدون انقطاع والمواد العضوية منها تتحول الى أسمدة عبر تسبيخها،…وأنه بالتوازي مع عملية تطوير المعمل يقوم الاتحاد بدراسة تفصيلية لخطوة جديدة تتوج هذا الإنجاز بتحويل النفايات الى طاقة من خلال المعالجة البيولوجية.

وعن إحياء المناسبات الرسمية وإقامة النشاطات قال: أن البلدة استضافت 90 طالباً من أصحاب العزم(ذوي الاحتياجات الخاصة) للاحتفال معهم بعيد الطفل، وعبر تقديم مسرحية لهم وتوزيع هدايا عليهم في رابطة آل عبد الباقي، وذلك تقديراً للمركز الوطني إدارة وهيئة تعليمية لما يقدمونه من تضحيات وعطاءات لتطوير المركز ولكسر الحواجز المجتمعية التي تعيق تعليم الأطفال. وككل عام تقام احتفالات بمناسبة حلول عيدي الميلاد ورأس السنة تتضمن مسرحية للأطفال، رسم على الوجه، ألعاب بهلوانية وجوائز لحضور مسرحية “لونا” ولزيارة أماكن ترفيهية، بالإضافة الى توزيع هدايا الميلاد… وعلى صعيد الصحة، قال عبد الباقي أن البلدية  نظمت حملة طبية مجانية بالتعاون مع نادي بيروت ميدوست ورابطة سيدات الجرد والشوف، شملت الحملة فحوصات طبية للقلب والشرايين، والجهاز العصبي والدماغ وأمراض جلدية وتوزيع نظارات وأدوية،…كما لفت الى مشاركة البلدية في إقامة حفلات تكريمية لعباقرة عينبال والأبطال الرياضيين والطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية والأمهات المسنات. ولعيد الجيش في عينبال نكهة خاصة، إذ يشدد عبد الباقي على إحيائه سنوياً باعتباره عيد كل لبناني أينما وجد مقيماً على أرض الوطن أو في بلاد الانتشار.