بيروت في رمضان.. أوضاع صعبة وزينة خجولة

وتشير التقديرات في لبنان، إلى أن نسبة من يعانون في الفقر فاقت 50 في المئة، وسط غياب أي مؤشرات عن تحسن وشيك في وضع الاقتصاد، لا سيما في ظل تعثر تشكيل حكومة جديدة.

وبعدما ارتفعت أسعار معظم السلع المستوردة بشكل جنوني، ومنها الأحذية الأجنبية، تعود مهنة الإسكافي إلى الواجهة في لبنان، بعدما صار شراء الجديد أمرا صعب المنال.

ويقوم الإسكافي بإصلاح الأحذية وإطالة عمرها لشهور إضافية بسبب ما بات يعانيه المواطن من ضيق ذات اليد ، ولأنه يصرف بالكاد على الطعام ومستلزمات المعيشة الضرورية اليومية التي تلتهم راتبه الشهري الهزيل.

في سوق صبرا بأحد أحياء العاصمة بيروت والمشهور بكونه ملاذ المواطن الفقير ومتوسط الحال الذي يبحث عن سلعة ضرورية يشتريها بسعر في المتناول، يجلس الشاب مهدي وراء آلة ميكانيكية قديمة لدرز وتقطيب الأحذية والحقائب.

وفي هذا السوق الشعبي الذي يمتد لمئات الأمتار في طرف الطريق الجديدة ببيروت عمرها، يصلح الشاب قطعا يصل عمرها إلى سنوات طويلة.

ورث مهدي المهنة عن والده الذي رحل عن الحياة منذ سنوات، فصارت الآلة هي المورد الوحيد للعائلة، وعليها يقع الاعتماد في تحصيل الرزق وكسب لقمة العيش.

ويحدث مهدي مفاجأة لدى من يراه، فهو عشريني يتمتع بقامة رياضية لأنه يهتم بلياقته ويمارس التمارين الرياضية في النادي القريب كأي شاب في عمره “على قد الحال”.

والمفاجأة الكبرى هي أن “المعلم مهدي” حاصل على شهادة في المحاسبة من إحدى المدارس المهنية، لكنه لجأ إلى محل والده، لأن الوظيفة لن تسد حاجيات الأسرة، في حال حصل عليها أصلا.

كورونا زادت الطين بلة

ويقول مهدي لموقع ” سكاي نيوز عربية”، “قبل وباء الكورونا كان وضعنا أفضل فموقع محلي في وسط السوق مهم واستراتيجي وأقوم بتصليح الأحذية وصيانتها وصيانة الحقائب النسائية، بالإضافة إلى بيع الأحذية الشعبية التي تناسب مستوى المدخول في هذه المنطقة “.

ويشتكي مهدي من ارتفاع كلفة أدوات المهنة من خيوط وجلود ومسامير التي تستورد جميعها بالدولار من الخارج ، وكذلك من صيانة الآلة التي يستخدمها ويوضح مهدي بالقول “لم أرفع التسعيرة على زبائني لأن وضعهم ووضع المنطقة التي نعمل في وسطها لا يحتمل الزيادة”.

ويضيف “قد يزورني بعض الزبائن بأحذيتهم الجديدة لصنع حماية لها كي ينتعلوها لفترة أطول، لأن شراء حذاء جديد من نوعية جيدة صار مكلفاً، وبالتالي، وجبت المحافظة عليه ب ” نص نعل” أو أرضية إضافية تجعله يبقى في الخدمة لأطول فترة ممكنة، خاصة إذا كان إيطالي المنشأ” كما يقول “المعلم مهدي” وكما يلقب في السوق.

ويقول مهدي بحسرة “كنا نشتغل في مواسم عديدة في رمضان والأعياد، وكنا نترقب موسم المدارس لبيع الأحذية وتصليحها وبيع وتصليح الحقائب المدرسية، ولكن للأسف جاء وباء كورونا ليزيد من صعوبة الوضع وقلة فرص العمل ونعمل ضمن هذه االٕمكانيات المتوفرة، وننتظر الفرج من رب العالمين”.

sky news arabia

اختيار الموضوع: زينة عبد النور