وجه رئيس المجلس القاري الأفريقي القنصل حسن يحفوفي رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء جاء فيها:
،دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسّان دياب المحترم
بعد التحيّة
إسمحوا لي في البداية أصالةً عن نفسي ونيابةً عن الجاليات اللبنانيّة في أفريقيا أن أحيّي جهودكم الحثيثة في إدارة الأزمة التي كنّا ومازلنا نعوّل عليها، وأنّ نشدّ على أيديكم فيما أنتم فاعلون في حماية الوطن من عدوّ خفيّ عجزت دول “عظمى” عن مجاراته.
دولة الرئيس، وبعد تولّيكم دفة الحكم، أعطيتم أملاً جديداً للجاليات اللبنانيّة في الخارج وخاصّةً في أفريقيا،حيث أصبحنا مؤمنين بأنّ لبنان سيعود، وأنّ دولة القانون هي التي ستنتصر..
فلكم منّا ومن نمثّل من المغتربين في أفريقيا كلّ التحيّة والتقدير.
وبعد،
وقد بدأ فيروس كورونا بغزو القارة السمراء، فبدأت معه إشكالات عديدة ومخاطر تطلّ على العائلات اللبنانيّة في مختلف البلدان هنالك،
لذلك يهمّنا أن نلفت عنايتكم إلى النقاط التالي ذكرها:
1- إن العدد التقريبي للبنانيين في أفريقيا الراغبين بالعودة إلى لبنان هو حوالي 10,000 شخص من أصل أكثر من حوالي 350,000 مواطن لبناني متواجد في القارة الأفريقية (حوالي ال3% من مجموع اللبنانيين في أفريقيا)،
والقيام ب 4 رحلات الى القارة الأفريقية أسبوعيّاً (أي نقل حوالي 400 مسافر أسبوعيّاً)، قد يتطلّب إنتظار آلاف اللبنانيين لأشهر طويلة ليُصار إلى إعادتهم الى لبنان، مما قد يعرّض الكثير منهم الى الخطر،
ناهيكم عن مشاكل أفضليّة العودة “Priority List”، خصوصاً وأن أغلب من سجّلوا أسمائهم هم من العائلات والأطفال وكبار السن والمرضى.
2- نظراً لإقفال المدن وإعلان حالات الطوارئ، يُخشى في بعض البلدان الأفريقيّة أن يبدأ الوضع الأمني بالخروج عن السيطرة، وقد أُفدنا من أغلب الجاليات اللبنانيّة بأنّ حالة من الذعر تسود العائلات اللبنانيّة المتواجدة هنالك حيث أصبح الخطر خطرين : الأوّل صحّي والثاني أمني.
3- إنّ الموقف الأخير لرئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط السيد محمد الحوت، والذي أعلن فيه عن صعوية لطيران الشرق الأوسط في نقل جميع من يرغب من اللبنانيين من مختلف البلدان،ألقى بثقله على الجاليات اللبنانيّة في الخارج حيث طالبونا مراجعة دولتكم من أجل الإستعانة بشركات طيران أخرى تساعد شركة طيران الشرق الأوسط في نقل من يرغب (كما حصل مع كلّ من السلطات الإيطاليّة التي قامت بإجلاء رعاياها من القارة السمراء عبر الخطوط الجويّة الإثيوبيّة، والسلطات الأميركيّة التي قرّرت إجلاء مواطنيها من لبنان عبر الخطوط الجوّية القطريّة).
لكلّ تلك الأسباب،
فإننا نطلب من دولتكم، الضعط في إتجاه الإسراع في نقل الراغبين بالعودة الى لبنان عبر تكثيف عدد رحلات شركات طيران الشرق الأوسط الى القارة الأفريقيّة، خصوصاً وأن القدرة الإستيعابيّة لإستقبال المغتربين في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في تصاعد دائم،
أو إتخاذ القرار بالسماح لخطوط طيران أخرى بنقل المغتربين الراغبين بالعودة،
وبالمقابل، يتعهّد المجلس بمتابعة هذا الموضوع مع الجهات المختصّة من مختلف شركات الطيران فور إقراره من قبل الحكومة اللبنانيّة من أجل تأمين كافة الشر وط الصحيّة الموصى بها من قبل وزارة الصحّة العامّة، وبأسعار أرخص من تلك المُعطاة من قبل طيران الشرق الأوسط، مما يخفّف العبء المادي عن مجلس إدارتها والذي لن تتمكّن من تحمّله عن الركّاب من جهة، وعن جيب المغترب اللبناني الراغب بالعودة إلى وطنه من جهة أخرى.
فالأسعار المحدّدة من عدّة شركات طيران مرموقة تصل الى حدود النصف عن تلك التي تطلبها شركة طيران الشرق الأوسط (حوالي ال 1,000/د.أ للراكب بدل 1,800/د.أ)، علماً بأن طائرات تلك الشركات هي من الطائرات الحديثة (من نوع Dream Liner – Boeing 787).
أخيراً، لا يسعنا إلّا أن نؤكّد على ثقتنا بحكمتكم، معلنين إستعدادنا الكامل للتعاون مع مؤسسات الدولة بما ترونه مناسباً، سائلين الله أن نتخطّى هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن لتتمكّنوا من إكمال مساعيكم في بناء لبنان الذي نحلم به، حيث سيشعر المغترب اللبناني في أفريقيا بأنّ دولته تحميه، فيعطى بذلك المكانة التي يستحقّها.
ودمتم.
بكلّ إحترام
رئيس المجلس القاري الأفريقي
القنصل حسن يحفوفي