نفذ اهالي بلدة عانوت والجوار وقفة، على الطريق العام والرئيسي لاقليم الخروب، عند مثلث بلدات داريا – عانوت – مرج علي شحيم، بدعوة من شباب عانوت، وقطعوا الطريق بالسيارات ومنعوا موظفي القطاع العام من أبناء الاقليم من الوصول الى مراكز عملهم، في الوزارات والادارات ومؤسسات الدولة، وذلك احتجاجا على وفاة الطفلة جوري السيد.
وأشار الاهالي الى ان الاعتصام هو “للضغط على السلطة لانشاء غرفة للعناية الفائقة للأطفال للحالات الطارئة في اقليم الخروب وعدم تكرار ما حدث للطفلة السيد، ووضع حد للذل الذي يعانيه ابناء الوطن في الطرقات وعلى ابواب المحطات والمستشفيات وفي المحلات التجارية”، منددين بـ”الأوضاع المعيشية الصعبة التي أوصلتنا اليها الطبقة السياسية الحاكمة الفاشلة والفاسدة والتي تحاول تعميم ثقافة الموت على المواطنين بعد نهب أموالهم ومدخراتهم”.
واكد المعتصمون “الاستمرار في تحركهم السلمي والاتجاه الى التصعيد في حال استمرت الاوضاع على ما هي عليه لناحية فقدان الكهرباء والمازوت والوقوف في الطوابير امام محطات الوقود”.
وقد حضرت الى موقع الإعتصام عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية، وتواصلت مع المعتصمين الذين اكدوا ان اعتصامهم “سلمي حدادا على الطفلة الضحية، وللمطالبة بغرفة عناية فائقة في المنطقة للأطفال”.
وتحدث في الاعتصام إمام مسجد داريا الشيخ أحمد بصبوص، معربا عن أسفه “لوصول لبنان الى الهاوية”، متسائلا “ما ذنب هذه الطفلة وغيرها من الأطفال”. واتهم السلطة “بإفقار الناس وتجويعها”، ودعا الجميع الى “الوقوف صفا واحدا في هذه الاوضاع المميتة، والتي أودت بحياة طفلة بريئة”، داعيا الله “ان يغير احوال البلاد نحو الافضل”.
ثم تحدث المربي الدكتور وسيم السيد باسم شباب عانوت، فقال: “بالأمس وقفنا حدادا على وفاة الطفلة جوري السيد ولتأمين الأدوية، وطالبنا بوقفة عز. نأسف لاننا تعودنا على طوابير الذل وليس على طوابير الكرامة. نحن فقدنا الأمل والكرامة في هذا الوطن، تارة يضعوننا في طوابير ربطة الخبز، وتارة اخرى في طوابير البنزين والدواء والحليب واللحوم والمواد الغذائية”.
ودعا ابناء المنطقة الى “التحرك والانتفاضة على طوابير الذل والإهانة”، مؤكدا “الاستمرار في تنفيذ التحركات في المنطقة وصولا الى الاهداف والمطالب الأساسية، وهي: انشاء غرفة للعناية الفائقة للأطفال، تأمين النقص في الأجهزة الطبية، تأمين الأدوية والمازوت بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة والذي يصل الى 24 ساعة، الاسراع في توزيع وتأمين الدواء المزمن ومنع الاحتكار، تأمين المازوت للحالات الصحية، لافتا الى ان هناك العديد من ابناء المنطقة في دائرة الخطر ومهددين بالموت في حال توقفت اجهزة التنفس لفقدان المازوت”.
وعند الساعة التاسعة صباحا، أعلن السيد عبر مكبر الصوت عن فتح الطريق، شاكرا جميع الشبان الذين شاركوا في الاعتصام، مؤكدا “الاستمرار في التحركات حتى تنفيذ المطالب”. وأبدى اسفه الكبير “لغياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها”. وقال: “نفتح الطريق، بعد ان رفعنا صوتنا واطلقنا الصرخة. ما من احد طلب منا فتحها، وسنقوم غدا باقفالها عند الساعة الخامسة صباحا، لأن مسيرتنا مستمرة”. وقال: “لسنا قطاع طرق او “زعران”، نحن نريد ايصال صوتنا الى المسؤولين”.
MTV