رغم المشاركة الضعيفة و المتأخرة نسبيا للنساء العربيات في دورات الألعاب الأولمبية، بيد أنهن تمكن من تحقيق إنجازات تاريخية وحصد ميداليات ذهبية لبلدانهن، وبل أن بعضهن جلبن الميداليات الذهبية الوحيدة لبلادهن.
وتعد العداءة المغربية، نوال المتوكل، أول امرأة عربية وأفريقية تحقق ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، وذلك عندما شاركت بنسخة العام 1984 في أولمبياد لوس أنجلوس.
تكريم ملكي
وكانت ابنة مدينة الدار البيضاء، قد فازت بميدالية ذهبية عقب مشاركتها في سباق 400 متر حواجز، مما جعل العاهل المغربي الراحل، الحسن الثاني يصدر أمر بتسمية كل مولودة ولدت في ذلك اليوم من فوز المتوكل باسم نوال، تكريما لذلك الإنجاز التاريخي.
وانضمت المتوكل لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995، فيما أصبحت عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية عام 1998. وعينت في 27 يوليو 2008 رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012.
وفي 26 يوليو 2012 انتخبت المتوكل نائبا لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية وأفريقية تبلغ هذا المنصب.
وفي بلادها المغرب، أسند لها حقيبة وزارة الشباب والرياضة في العام 2007 عن حزب التجمع الوطني للأحرار.
وعلى الصعيد الرياضي، حققت المتوكل (59 عاما) العديد من الإنجازات منها ذهبية سباق 400 متر حواجز في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1983 بالدار البيضاء، وذهبية 400 متر عدو في دورة الألعاب الأفريقية في القاهرة في نفس العام، وذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1987 لسباق 400 متر عدو في اللاذقية بسوريا.
حسيبة بولمرقة
وفي أولمبياد العام 1992، الذي أقيم في برشلونة بإسبانيا، سارت العداءة الجزائرية حسيبة بولمرقة على خطى المتوكل، لتكون ثاني امرأة عربية تحظى بالذهب عقب فوزها بسباق 1500 متر للسيدات.
وقبل ذلك بعام كانت قد فازت بالميدالية عن ذهبية عن نفس السباق في بطولة العالم لألعاب القوى، وفي العام 1994 عادت لتفوز بالذهب بطولة كأس العالم السابعة التي أقيمت في بريطانيا بسباق 1500متر.
وفازت حسيبة بالميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في غوتبرغ بالسويد العام 1995، حيث سجلت زمنًا قدره 4,02,42 دقائق.
وفي الترتيب العالمي السنوي للاعبي ألعاب القوى، حققت حسيبة المركز الأول لسباق جري مسافة 1500 متر عام 1992 بزمن قدره 3,55,30 دقائق، والمركز الثاني للسباق نفسه عام 1991م بزمن قدره 4 دقائق.
وفي لقاء مع صحيفة “البيان” الإماراتية، كشفت حسيبة بولمرقة، 53 عاما، أن انطلاقتها في سنّ 18 عاماً تزامن مع تصاعد الفكر المتشدد في بلادها، الذي وصل لتهديدها بالقتل في حال استمرت في ممارسة الرياضة، وهو ما دفعها إلى مغادرة وطنها.
وأضافت قائلة: “كنت أمثّل الأمل للجزائريين في بداية التسعينيات، وهو أمر لم يرق للبعض، سافرت إلى فرنسا ثم ألمانيا لأتدرب بعيداً عن المتطرفين، ولكن التهديدات لاحقتني في أوروبا، فقرّرت المغادرة إلى قارة أخرى، فانتقلت إلى كوبا ثم الولايات المتحدة الأميركية، مررت بفترة صعبة للغاية وعانيت من الغربة، والمهمّ لم أرضخ ودافعت عن حلمي بكل قوة حتى أكون بطلة أولمبية وعالمية”.
غادة شعاع
وعقب انقضاء أربعة أعوام، وفي أولمبياد أتلاتنا العام 1996 جاء الدور على الرياضية السورية، غادة شعاع، لتضيف ميدالية ذهبية إلى رصيد النساء العربيات، وذلك بعد أن فازت بمسابقة السباعي في ألعاب القوى إذ سجلت وقتها 6780 نقطة، متقدِّمة بفارق كبير عن البيلاروسية ناتاشا سازانوفيتش، والبريطانية دينيز لويس، وصيفتيها، واللتين حصدتا 6563 نقطة، و 6489 على التوالي.
وبفضل ذلك الإنجاز لقبت شعاع بـ”رياضية القرن في سوريا”، علما أنها حققت عدة ميداليات عالمية في أثناء مسيرتها الرياضية، منها الميدالية الفضية في بطولة آسيا في ماليزيا عام 1991، وفضية دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1993، تبعها الفوز بالميدالية الذهبية في البطولة الآسيوية باليابان من العام 1994 وبذهبية بطولة العالم لألعاب القوى في السويد في العام التالي.
وعادت لتحرز الميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية عام 1999 في الأردن، وبرونزية ألعاب القوى في بطولة العالم في إشبيلية الإسبانية في نفس العام.
نورية مراح بنيدة
وفي أولمبياد سيدني من العام 2000، عادت الجزائرية، نورية مراح بنيدة، لتحذو حذو مواطنتها، حسيبة بولمرقة، فتفوز بالذهب في سباق 1500 متر للسيدات، وهو نفس السباق الذي تألقت فيه بولمرقة أولمبيا وعالميا.
وكانت قبل ذلك قد فازت بذهبية سباق 1500 متر ضمن منافسات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في العام 1997.
وفي دور الألعاب الأفريقية التي جرت فعالياتها في العام 1999 حققت العداءة الجزائرية ميداليتان فضيتان في سباقي 800 متر و1500 متر.
وكذلك في البطولة الأفريقية لألعاب القوى من العام 2000، تمكنت من الفوز بفضية سباق 800 متر بذهبية 1500 متر.
وفي العام الماضي هاجمت نورية اللجنة الأولمبية الجزائرية، بعدما قامت الأخيرة بعزلها من منصبها كعضو مُنتخب في الجمعية العامة.
ووصفت، نورية، 50 عاما، اللجنة الأولمبية بالعصابة التي تضرب بالقانون عرض الحائط دون حسيب أو رقيب على حد قولها، معتبرة أن عزلها من منصبها كانت بمثابة انتقام، وهي التي وقفت ضد الرئيس المُستقيل، مُصطفى بيراف، خلال الفترة الماضية.
وكانت بنيدة، قد طالبت السلطات بالتحقيق فيما تقوم به من تجاوزات منذ سنوات طويلة، وفقا لما ذكرت صحيفة “النهار” المحلية.
حبيبة الغريبي
وجاء الدور على تونس والبحرين لتتألق رياضيتين منهما بالمعدن الأصفر في أولمبياد 2012 الذي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن.
فمن بلاد قرطاج، انطلقت العداءة التونسية، حبيبة الغريبي، لتفوز بسباق 3000 متر حواجز لتجلب أول ميدالية ذهبية نسائية لبلادها، ولكن حصلت عليها في وقت لاحق.
ففي 24 مارس 2016، قامت محكمة التحكيم الرياضية بالموافقة على طلب الاتحاد الدولي لألعاب القوى ضد وكالة مكافحة المنشطات الروسية، وقررت تجريد العداءة الروسية، يوليا زاربوفا، من لقبها كبطلة العالم لألعاب القوى في 2011 وميداليتها الذهبية في الألعاب الأولمبية 2012.
وبذلك أصبحت حبيبة الغريبي بطلة العالم لألعاب القوى في 2011 وصاحبة الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية 2012.
وكانت الغريبي قد تمكنت في العام 2015 من تحطيم الرقم القياسي العالمي في سباق 3000 متر حواجز، في ملتقى موناكو الذي يندرج ضمن منافسات الدوري الماسي لألعاب القوى.
وقطعت مسافة السباق في 9 دقائق و11 ثانية و28 جزء من الثانية متقدمة على الكينيّة هيفين جيبكيمو صاحبة الرقم القياسي السابق (9 دقائق و12 ثانية و51 جزء من الثانية).
مريم جمال
وفي نفس أولمبياد لندن، استطاعت العداءة البحرينية، مريم جمال، الفوز رسميا بذهبية 1500 متر للسيدات بعدما قرر الاتحاد الدولي لألعاب القوى تجريد العداءة التركية جامزي بولوت من الميدالية الذهبية؛ بسبب المنشطات بشهر مارس من العام 2017.
وكانت جمال، 36 عاما حاليا، قد فازت وقت السباق بالميدالية البرونزية، قبل أن يجري لاحقا منحها الميدالية الفضية بعد تجريدها من العداءة الروسية، جامزي بولوت، التي ثبت تعاطيها للمنشطات.
ووفقا لصحيفة “البلاد” البحرينية فإن مريم جمال، ذات الأصول الأثيوبية، قد اعتزلت اللعب، وهي تعيش إلى جانب أسرتها دون أن تتجه الى التدريب أو العمل الإداري، لكنها تتابع مشاركات القوى البحرينية وعلى تواصل دائم مع الاتحاد.
روث جيبيت
ومع تسلم ريو دي جانيرو، شعلة الأولمبياد من لندن، فإن جمال كذلك سلمت راية الذهب إلى مواطنتها، روث جيبيت، والتي استطاعت أن تخطف الميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع في أولمبياد 2016.
وكانت جيبيت، ذات الأصول الكينية، قد شاركت لأول مرة باسم البحرين في البطولة العربية لألعاب القوى 2013 عندما حلت ثانية في سباق 3000 متر موانع بزمن قدره 9:52.47 دقيقة وهو رقم قياسي بحريني.
وبعد ذلك تطور مستوى جيبيت عند المشاركة في بطولة آسيا لألعاب القوى 2013 حيث تصدرت السباق وأنهته في المركز الأول، بعدما تفوقت على المرشحة للفوز بالسباق بطلة دورة الألعاب الآسيوية سودها سينج بأكثر من خمس عشرة ثانية حيث سجلت زمن قدره 9:40.84 دقيقة مسجلة آنذاك رقما قياسيا جديدا في البطولة.
وفي العام 2014 فازت ببطولة العالم للناشئين لألعاب القوى 2014 في عمر السابعة عشر فقط متقدمة على عدائتين كينيتين.
وبعدها حققت رقما قياسيا آسيويا قدره 9:20.55 دقيقة بفارق 13 ثانية عن الرقم القياسي العالمي في ذلك الوقت من العام 2014.