هي اسم عزز مكانته في عالم المجتمع النخبوي.
هي سيدة تعشق الحياة،مندفعة، شغوفة، مفعمة بالحب، لبقة،تبث الأمل والفرح أينما حلٌت.
هي زوجة معطاءة استحقت احترام ودعم شريكها الفخور برفيقة دربه.
هي أم متفانية تمكٌنت من الحفاظ على عائلة متماسكة متحدة.
هي امرأة صلبة آمنت بأهدافها وتطلعاتها، لم تبعدها الشهرة ووهج الأضواء عن ذاتها الطيبة ففعٌلت حضورها بصون كرامة الإنسان وكذلك بالعمل الإجتماعي الذي تعتبره من صلب انسانيتها النابضة بإحساس مرهف عميق.
هي ناشطة إجتماعية حرصت على تواصلها مع الفئات المحرومة في مجتمعنا.
وها هي اليوم تُفصح عن تجربتها الحياتية بكافة تجلياتها. وبصراحة مطلقة عبرنا معها دائرة التساؤلات، هي…هند برهوم.
– لا بد أن الكثيرين يعتبرونك مثالاً للسيدة الإجتماعية المنفتحة والراقية في تعاطيها مع الآخرين.السيدة هند برهوم من كان مثلها الأعلى في الحياة؟
لا توجد وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها(شكسبير)، فمثلي الأعلى في هذه الحياة كان ولم يزل وسيبقى امي. ولذا لم أجد الراحة الا عندما أشعر أني أفيها حقها من خلال حياتي، لأني أتمنى أن تعبق في صدري رائحة الجنة: ” فالجنة تحت أقدام الأمهات”.
– مسيرتك الحياتية حافلة بالأعمال الإجتماعية والخيرية، كيف تساهمين في مساعدة الشريحة المستضعفة من المجتمع؟ وما هي النشاطات التي تقومين بها في هذا الإطار؟
بالنسبة الي مساعدة الآخرين أو خدمة الاولاد ذوي الإحتياجات الخاصة او المسنين أوكما ذكرتها الشريحة المستضعفة واجب إنساني وأساسي في الحياة وخصوصاً للمرأة، فالله سبحانه وتعالى منحها نعمة العطاء والمساعدة، وهنا ليس المطلوب من الإنسان أن يعمل الخير فحسب بل مطلوب منه أن يعمل ما يستطيع فعله، ومن أصعب الأمور أن يتحدث المرء عن عمل يقوم به أو عن خدمة يسديها لأخيه الإنسان أو للمجتمع.
– ما هي برأيك المشاكل الأكثر حاجة للمعالجة على الصعيد الإجتماعي ولماذا؟
في اعتقادي اننا على الصعيد الإجتماعي بحاجة الى الكثير من التعاضد والتعاون والتكافل فيما بيننا في كل المجالات لأن الضائقة الإقتصادية نالت من الجميع وامتدت الى كل المجالات.أما بالنسبة الى معالجتها على الصعيد الإجتماعي فهذا يعود الى قناعة الشخص في شراء احتياجات فأنا مِن مَن يعتقد بالمثل القائل:” لا تشتر كل ما تحتاج اليه بل ما لا تقدر ان تعيش بدونه” فمن اشترى ما لا يحتاج اليه باع ما يحتاج اليه وهذه حال الكثيرين ف لبنان وللأسف.
– هل ترين أن وجود المرأة في موقع القرار لا يزال خجولا في غمرة استمرارية سيطرة المجتمع الذكوري؟
إن جاز التشبيه فالمرأة، كالعشب الناعم ينحني امام النسيم لكنه لا ينكسر للعاصفة ونحن في هذا الوطن نعيش وسط العواصف منذ أكثر من ربع قرن، فلذا على من هم في موقع القرار أن يدركوا أهميتها في مثل تلك المواقع والظروف وأن يدركوا ان لم يوافقوا الرأي مع نابليون بأن ” من تهز سرير الطفل بيمينها تهز العالم بيسارها” أن لا تحكم العالم يد تهز المهد ولكن بالتعاون معهم بالتأكيد يمكن أن تجعله أفضل.
– في ظل التحولات الفكرية واختلاف المفاهيم العصرية بين الأجيال، هل تجدين نفسك على اختلاف فكري مع أولادك ؟
في هذا الزمان والعصر ومع هذا الجيل بالتحديد مطلوب من الأهل وخصوصاً الأم أن تكون “ديبلوماسية” مع أولادها، فإذا قلنا لهم “لا” يجب أن نبرر مواقفنا، وإذا كانت هنالك مشكلة ما فليتحول الوضع الى حوار حتى لا تتحول المواقف الى تحدي، ولذا على الأم أن تكون الصديقة والرفيقة، وبالنسبة الٌي أفضٌل أن أعلمهم كيفية التصارح والتشاور والتحاور بكل حب وأن يسألوني عن جميع الأمور التي قد يجهلونها لأن تجربتي وخبرتي في الحياة يمكن أن تفيدهم وتبقى الأم نصيحتها بدون غاية، وساعتها لا يمكن لأي اختلاف أن يؤدي الى خلاف.
– الأحلام ليست مقتصرة على الطبقة الغير ميسورة في المجتمع، إنما تراود النخبة منها ما هي الأحلام التي حققتها وما هي الأحلام التي لم تحققيها لغاية الآن؟ وماذا بقي من طموحات وأحلام هند الشابة؟
وبابتسامتها الدائمة أجابت: أنا دائماً أشعر بأني ما زلت شابة، ولدي الكثير من الأحلام منها حققتها ومنها اسعى لتحقيقها، أما حلمي الأساسي والأولي في الحياة هو مقتصر على تمنياتي لزوجي وأولادي، بأن يحقق الله لي سلامتهم ونجاحاتهم وأحلامهم وبفضلهم تحولت هذه الأحلام الى واقع فهم كلما حققوا أمنية من أمانيهم أو حلم من أحلامهم شعرت بأنها أمنية أو حلم من أحلامي قد تحققت على أيديهم، أما حلمي الكبير الذي حققته هو رفيق دربي وشريك حياتي لأن الحياة بقربه غاية من الجمال والعظمة وتفوق كل ما كنت أتصوره حتى في الأحلام.
– لو خيروك بإلغاء مرحلة أليمة من مراحل حياتك، أية مرحلة تلغين ولماذا؟
بالرغم من وجودي معظم فترة الحرب خارج الأراضي اللبنانية، الا أنها أكثر المراحل ألماً في حياتي، لقد عشنا التجربة وكانت قاسية وصعبة وأليمة ونسأل الله أن لا يعيدها.
– هل وهج الحياة الإجتماعة سلبت منك حميمية التفرد بالذات؟
بالنسبة اليٌ الحياة الإجتماعية هي كزهرة في حديقتي كان قد برح بها العطش، سقيتها ولم تقل لي شكراً ولكن بعد أيام انتعشت فانتعشت معها، لذا فإني لا أرى في التفرد بالذات أكثر من أنانية، أما إذا كان التفرد هو للتفكير في كيفية إسعاد من حولي فالبيت والزوج والأولاد عندي هم مصرف السعادة والصداقات حسابات جارية تعزز ثقة الآخرين بهذا المصرف.
– تشكلين وزوجك كمال برهوم ثنائياً ناجحاً،ماذا منحك غير نعمة الاستقرار؟
التكامل أساسي في الحياة الزوجية، وبالنسبة اليٌ الزواج الناجح يمكن أن أشبهه”بمقص” لا يمكن فصل أحد الشطرين، أحد الزوجين عن الآخر،فهما يعملان مع بعضهما ولكن كل فرد أو كل شطرفي اتجاه،ويعاقبان من يتدخل بينهما فهنا أقصد طبعاً المعنى المجازي للعقاب أي اننا نتحدى الأمور والمصاعب في حياتنا. أما بالنسبة الى النعم التي منحني إياها شريك عمري فهي لا تعد ولا تحصى. وثقي أن أثمن نعمة في الدنيا أن تحظي بالحب.وقد منحني الحب وأسعدني، فهو يؤيد قول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين: ” احببت زوجتي قبل أن أتزوجها. وتزوجتها لأنني أحببتها. وما زلت حتى اللحظة أحبها، كما أحببتها قبل الزواج”.
– ماذا تقولين للوالدة؟
لو كان العالم في كفة، وأنت في كفة، لرجحت كفتك يا غالية.
– لرفيق دربك؟
إذا كان الحب نعمة من نعم الله يبعثها في قلوب المحبين، فحُبُكَ متعة حياتي، وإن عِشتُ بدونه خسرت عمري وحياتي.
– لأولادك؟
أنتم المرساة التي تشدني الى الحياة.
– لصديقاتك؟
أنتم عملة نادرة في مصرف الحياة.
– للذين أساؤو إليكِ؟
إذا أردتُ أن أكون عادلة في الحياة فيجب أن أسامح من أ ساؤوا ألي.
أخيراً وليس آخراً أتقدم بالشكر لكم، متمنية لكم دوام التألق والنجاح والتوفيق في مسيرتكم، وأخيراً أقول: ” ما أضعف الإنسان إذا لم يستطع أن يرفع من قيمة نفسه وما أجهله إذا لم يدرك مواطن القوة في نفسه، فالقوي يعمل والضعيف يأمل وشتان بين من يعمل ومن يأمل”.