احترف مهنة تصميم الأزياء في كبرى عواصم الموضة العالمية بعد أن ورث فنّ الخياطة الراقية عن أسلافه.
أتقن عمله في رسم الخطوط المتجددة للبدلات الرجالية العصرية والكلاسيكية حتى باتت أزياؤه تنطق خصوصية تفرّد وحده في نسج تفاصيلها.
طموحه اللامحدود لإرضاء ذوق الرجل وما يصبو إليه هذا الأخير من الأناقة المتكاملة جعله في حالة من النضج الإبداعي ما وثٌر له انطلاقة تصاعدية من الشهرة والنجاح.
ابتكاراته المميزة حملت في طياتها مقدرة إبداعية عالية فأصبح مقصداً لكبار رجال السياسة والإقتصاد والإعلام والفن.
هو مصمم الأزياء بودي ديب ؛ الفنان والمبدع وصاحب تطلعات سياسية تخطت المألوف.
اليوم هو ثائر على الأداء السياسي التقليدي السائد ولو أنه آتٍ من عالم مختلف لأنه يؤمن بالتغيير والإختلاف.
وفي ظلّ أجواء الإنتخابات الرئاسية يدعو الطقم السياسي من على منبرنا تبنى مفهوم سياسي حضاري جديد بعيد عن الوراثية العائلية. ثورته هذه التي تجمع بين الجديّة والسخرية، بين التمرّد والتهكم، بين نهج واقعي ونفحة انقلابية طالت رئيس الجمهورية اللبنانية القادم ،علّ تغيير البدلة يصيب الشكل والمضمون معاً. لذا اقترح أيضاً تصميماً رمزياً جديداً مغايراً لسابقاتها.
تُرى كيف سيجسّد بودي ديب فكرته الإصلاحية التعبيرية لباساً رسمياً لفخامة الرئيس؟
بداية سنلقي الضوء على انطلاقته والخط الذي اعتمده في عمله.
– متى بدأت رحلتك في عالم تصميم الأزياء؟
ولدتُ في كنف عائلة توارثت فن الخياطة عن أجدادها وما تزال مخيلتي حتى الآن تضج بذكريات الطفولة التي اختذلت بمشغل والدي الذي كنت أتردد إليه باستمرار وأمضي فيه معظم أوقاتي متمعناً بسرّ هذه الصناعة محاولاً فكّ لغزها الجميل. ومع الأيام كبر طموحي وبدأت موهبتي في هذا المضمار تظهر شيئاً فشيئاً فقررت دعمها بالدراسة والإطلاع لذا سافرت إلى ميلانو- إيطاليا للتخصٌص في أرقى معاهد الموضة في تصميم الأزياء وحزت على إجازة من معهد istituto Carlo Secoli؛ واليوم لديّ مشغلي الخاص وبصمتي الخاصة وأعمل جاهداً لتسخير خبرتي الطويلة في خدمة الرجل العصري الذي يبحث عن الفرادة في إطلالته.
– ألم تتريّث في خوض هذا المجال ؟
كلا لم أتريّث، لأنني عايشت أجواء صناعة الألبسة فعرفت خباياها منذ أن كنت طفلاً ومن يصقل موهبته بالعلم والمعرفة لا يهاب خوض غمار أي مهنة كانت. وها أنا أثبت نفسي وأصبحت أتمتع بإسم عريق ينافس كبار المصممين العالميين .
– في ظل منافسة شبه معدومة هل يخفت الإبداع؟
على العكس تماماً؛ فعندما تكون المنافسة شبه معدومة تكثر الطلبات ، عندئذ أضطر إلى خلق أفكار جديدة وابتكارات مختلفة تجنباً للتكرار ما يجعلني دائماً في منافسة ذاتية لتقديم الأفضل للنخبة التي تقصدني.
– إلى أي مدى الـ Haute Couture يأخذ اهتمامات الرجل الشرقي؟
في السابق ومع فورة الـ Prêt a porter نسي الرجل استحقاقه بأن يتأنق حسب ذوقه الخاص وأنه ليس مقيداً بالمقاييس والشكل التي تفبركها المصانع العالمية إنما اليوم مع ازدياد الوعي لديه وتماشياً مع التقدم والتطور في كافة المجالات أدرك أن المظهر الخارجي المتناسق له تأثيراً كبيراً في تحديد الإنطباع الأول لدى الآخر، كما أنه استدرك أن الغرض من التأنق هو إخضاع البدلة لمقاييسه الخاصة ولم يعد يسمح للماركات العالمية التحكم بذوقه.
– بما يختلف الـ Haute couture عن الـ prêt a porter ؟
الـ haute couture يتوجه إلى فئة معينة من الناس باتت معروفة ميسورة وتصاميمها تزخر بالكثير من الفخامة سواء في نوعية القماش أو في التفاصيل الصغيرة وتتبع أسلوبا خاصاً ودقيقاً في التنفيذ وهي مخصصة للمناسبات الهامة.
أما أزياء الـ prêt a porter فهي ألبسة عملية تُسوَّق بكميات محدودة وقد تكون لكبار مصممي الأزياء أنفسهم كون معظمهم باتوا يطلقون مجموعة الhaute couture ومجموعة الـ prêt a porter إلا أنهم قد يعتمدون خطاً عاماً واحداً لكنه معالج بطريقة مختلفة تماماً.
– ما العناصر التي تركز إليها في تصميم البدلات ؟ وما الذي تحاول إبرازه أكثر في القطعة؟
في الواقع، أتّبع فلسفة معينة ألا وهي عدم الإفراط في استعمال القماش لأنني أتجنب خياطة الألبسة الفضفاضة وأحاول قدر المستطاع تحديد جسد الرجل بالقَصٌة المناسبة كي يحب هو تقاسيمه ويرضى عن نفسه من خلال التفصيل المتقن المتوافق مع ما يتمناه. كما أحرص على إخفاء عيوب جسده عبر تقنيات اكتسبتها بالخبرة وعبر دراستي للـ Relooking.
– هل تخضع لذوق الزبون أم تلتزم برأيك؟
أغلبيتهم يأتون إليّ إيماناً منهم بي وبقدرتي على انتقاء المناسب لهم ولصورتهم العامة ويتركون لي الخيار في تحديد الخطوط التي تناسبهم .
– هل يعيق المال أحياناً الإبتكار؟
الفكر هو الذي يمهدّ لجني المال وليس العكس.
– مع مَن تعاملت من المشاهير؟
تعاملت مع الكثير من رجال السياسة والإقتصاد والإعلام والفن.
– بمن تأثرت من المصممين العالميين ؟
Tom Ford
– أنت تقترح تصميماً لبِدلة الرئيس القادم مما استوحيت هذه الفكرة ولماذا أقدمت على هذه الخطوة؟
هذه الخطوة هي مبادرة رمزية مني للمشاركة في مفهوم التغيير الثوري الجديد في الشكل والمضمون، في الذهنية والممارسة. نحن بحاجة إلى رئيس لانمطي يقدّم افكارا نهضوية ثورية ضد الوراثية السياسية المعهودة، يتمكن من بناء دولة حديثة عادلة، منتجة في كيان مستقر يخدم المواطن والمواطنة. لقد أتخمنا وضقنا ذرعاً من سماع المفردات والخطابات الإستفزازية نفسها. المسارح الإستعراضية السياسية أصبحت كثيرة في لبنان والمسرحيون كذلك إلا أنّ الفرد بات وحده الدمية الحصرية بأيدي الحكام. فإن لم نستطع تغيير ذهنية رئيس الجمهورية أقلٌه نكون قد حاولنا تغيير هندامه وإعطاء صورة عصرية لفخامته الذي عليه أن يحاور جيل المستقبل أي جيل الشباب.
– بكلمة واحدة كيف تصف ؟
–ميشال سليمان؟
صبور
–جان قهوجي؟
سياسي
– ميشال عون؟
ثائر
– سليمان فرنجية؟
مخلص
–تمام سلام؟
حنون
– سمير جعجع ؟
ذكي
– وليد جنبلاط؟
حكيم
ما هي الأدوات التي تهديها لكل من :
– ميشال سليمان ؟
المسطرة
– جان قهوجي؟
الكشتبان
– ميشال عون ؟
المقصّ
– سليمان فرنجية؟
طاولة التفصيل
– تمام سلام؟
قماش حريري
– سمير جعجع؟
المازورة
– وليد جنبلاط ؟
الإبرة.
– إلامَ يفتقد الوطن ؟
يفتقد إلى الأخلاق والتربية المدنية.
– من هو السياسي الذي تتمنى أن يرتدي بدلة من تصاميمك؟
رئيس الجمهورية اللبنانية المقبل.
– ومَن مِن الشخصيات العالمية ؟
جيمس بوند.
حوار:ليندا زين الدين