الإخصاب في المختبر أو «التلقيح الصناعي» عبارة عن سلسلة معقدة من الإجراءات المستخدمة للمساعدة في الإخصاب، أو منع المشاكل الوراثية والمساعدة في حدوث الحَمْل.
أثناء عملية الإخصاب في المختبر يتم تجميع (استرداد) البويضات المكتملة من المبايض ويتم تخصيبها بواسطة الحيوانات المنوية، ثم تُنقَل البُوَيضة المخصَّبة (الجنين) أو البويضات (الأجنة) إلى داخل الرحم. وتَستغرق دورة واحدة كاملة من عملية الإخصاب في المختبر ثلاثة أسابيع تقريباً، وفي بعض الأحيان تنقسم هذه الخطوات إلى أجزاء مختلفة، ويمكن أن تَستغرق العملية وقتاً أطول.
لماذا يتم ذلك؟
الإخصاب في المُختبر هو علاج للعُقم أو المُشكلات الوراثية، وإذا تمَّ إجراء عملية الإخصاب في المُختبر لعلاج العُقم فقد يتمكَّن الزوجان من تجربة خيارات علاج أقل توغلاً قبل محاولة الإخصاب في المُختبر، بما في ذلك تناوُل أدوية الخصوبة لزيادة إنتاج البويضات أو التلقيح داخل الرحم، وهو إجراء يتمُّ فيه وضع الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم، بقُرب وقتِ التبويض.
في بعض الأحيان، يتمُّ اقتراح الإخصاب في المُختبر كعلاج أولي للعُقم لدى النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن 40 عاماً. كما يُمكن إجراء عملية الإخصاب في المُختبر إذا كان لديكِ حالات صحية مُعينة. وعلى سبيل المثال، قد يكون الإخصاب في المُختبر خياراً إذا كان لديكِ أنتِ أو زوجك ما يلي:
1 – تلَف قناة فالوب أو انسدادها حيث يجعل من الصَّعب تخصيب البُوَيضة أو أن ينتقل الجنين إلى الرَّحم.
2 – اضطرابات التبويض، فإذا كان التبويض نادرًا أو لا يحدُث فإن عدداً أقلَّ من البويضات يكون مُتاحاً للتخصيب.
3 – انتباذ بطاني رحمي، الذي يحدُث عندما تنغرِس أنسجة الرحم وتنمو خارج الرحم، وغالباً ما يؤثر ذلك في وظيفة المِبيض والرحم وأُنبوبَي فالوب.
4 – الأورام الليفية الرحمية، وهي أورام حميدة في جِدار الرحم، شائعة لدى النساء في سنِّ الثلاثينيَّات والأربعينيات، ويُمكن أن تتداخَل الأورام الليفية مع وضع البُوَيضة المُخصبَّة.
5 – ضعف إنتاج أو وظيفة الحيوانات المنوية، فعندما يكون تركيز الحيوانات المنوية أقلَّ من المُتوسط أو ضعف حركة الحيوانات المنوية (ضعف التنقُّل) أو حجم الحيوانات المنوية وشكلها غير طبيعي فيُمكن أن يجعل ذلك من الصعب على الحيوانات المنوية تخصيب البُوَيضة. وإذا كان المني غير طبيعي فقد يحتاج شريككِ إلى زيارة اختصاصي لتحديد ما إذا كانت هناك مشكلات يمكن علاجها أو مشكلات صحية كامِنة.
6 – العُقم غير المُبرر، ويعني عدم وجود سبب للعُقم على الرغم من إجراء التقييم للأسباب الشائعة.
7 – الاضطراب الوراثي، فإذا كان أحد الزوجين مُعرَّضاً لخطر توريث اضطراب وراثي للطفل، فقد يكونان مرشَّحين لإجراء اختبار وراثي قبل زرع الجنين، وهو إجراء يتضمَّن الإخصاب في المُختبر. وبعد أن يتم جمع البويضات وتخصيبها، يتم فحصها بحثاً عن بعض المشكلات الوراثية، على الرغم من أنه لا يُمكن العثور على جميع المشكلات الوراثية. ويُمكن نقل الأجنة غير المُصابة بمشكلاتٍ مُحدَّدة إلى الرحم.
عوامل الخطورة
تتضمن مخاطر الإخصاب في المُختبر ما يلي:
◄ الولادات المتعددة، حيث يزيد الإخصاب في المختبر مخاطر الولادات المتعددة، وفي حالة نقل أكثر من جنين إلى رحم المرأة تزداد مخاطر المخاض المبكر وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، في الحمل بأكثر من جنين مقارنة بالحمل بجنين واحد.
◄ الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، حيث تشير الأبحاث إلى أن الإخصاب في المختبر يزيد مخاطر ولادة الطفل مبكراً أو انخفاض وزنه عند الولادة زيادة طفيفة.
◄ متلازمة فرط تحفيز المبيض، فاستخدام عقاقير الخصوبة عن طريق الحقن مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) بغرض تنشيط التبويض يمكن أن يسبب متلازمة فرط تحفيز المبيض، الذي ينتفخ فيها المبيضان ويسببان ألماً.
◄ الإجهاض التلقائي، حيث يتساوى معدل الإجهاض التلقائي لدى النساء اللاتي يحملن بأول جنين باستخدام الإخصاب في المختبر مع النساء اللاتي يحملن طبيعيّاً، ويتراوح هذا المعدل من %15 إلى %25، لكنه يزداد بزيادة عُمْر الأم.
◄ الحمل المنتبِذ (الحمل خارج الرحم)، وتتراوح نسبة حدوث الحمل المنتبذ (الحمل خارج الرحم) لدى النساء اللاتي يحملن باستخدام الإخصاب في المختبر من %2 إلى %5، وذلك عند زراعة البُوَيضة المخصبة خارج الرحم، في قناة فالوب عادةً. ولا تستطيع البُوَيضة المخصبة النجاة خارج الرحم، ما يجعل اكتمال الحمل أمراً غير وارد الحدوث.
◄ التشوهات الخلقية، حيث يُعد عمر الأم عامل الخطر الرئيسي في الإصابة بالتشوهات الخلقية، بغض النظر عن طريقة الحمل بالطفل. وهناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان الأطفال المولودون من حمل باستخدام الإخصاب في المختبر معرضين لخطر أكبر للإصابة بالتشوهات الخلقية.
◄ مرض السرطان، فعلى الرغم من إشارة بعض الدراسات المبكرة إلى احتمالية وجود صلة بين استخدام بعض الأدوية لتحفيز نمو البُوَيضة والإصابة بنوع محدد من ورم المبيض، فإن الدراسات الحديثة لا تدعم هذه النتائج، ولا تظهر أي زيادة كبيرة ملحوظة في خطر الإصابة بسرطان الثدي أو بطانة الرحم أو عنق الرحم أو المبيض بعد الإخصاب في المختبر.
كيف يتم الإخصاب؟
يمكن إجراء الإخصاب باستخدام طريقتين شائعتين:
1 – التلقيح التقليدي، حيث تُخلط الحيوانات المنوية السليمة والبويضات الناضجة وتحضينها طوال الليل.
2 – حقْن الحيوانات المنوية داخل البويضة (ICSI) حيث يُحقَن حيوان منوي صحي مباشرةً في كل بويضة ناضجة، ويُستخدم غالباً عندما تُوجَد مشكلة في نوعية أو عدد السائل المنوي أو إذا كانت مُحاولات الإخصاب لاحِقة لدورات فاشِلة من الإخصاب في المُختبر.