وحسب صورة التقطها المصور الإسباني ألفونسو إسكاليرو وتناقلتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل، بدا البيت كنقطة مضيئة وسط مساحة كبيرة متفحمة شديدة القتامة، حيث حرقت الحمم البركانية كل شيء في طريقها.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن المنزل مملوك لزوجين دنماركيين متقاعدين لا يعيشان في الجزيرة.

وقال الزوجان إنهما “يشعران بالارتياح” لأن منزلهما لا يزال موجودا في مكانه، بمنطقة احترق معظم منازلها.

ونقلت صحيفة “إل موندو” الإسبانية عن آدا مونيكيندام، السيدة التي تعهدت بناء المنزل مع زوجها، أنها قالت: “دخلنا جميعا في نوبة بكاء عندما أخبرت أصحاب المنزل المحبوب أنه سليم”.

إلا أن مونيكيندام أوضحت أنه “من المحزن معرفة أن المنزل بمفرده، من دون أن يتمكن أي شخص من الاعتناء به”.

واستمر بركان “كومبري فييخا” في إطلاق الحمم في الهواء حتى الخميس، محدثا انفجارات مدوية، في حين كسا الرماد الأسود المنطقة المحيطة به، وسعت السلطات لتوفير مأوى للآلاف الذين اضطروا للفرار.

وظلت الحمم تتدفق على سفح البركان لليوم الخامس على التوالي لتسقط على منازل ومدارس ومزارع، وإن كان بوتيرة أبطأ من الأيام السابقة.

ويتقدم سيل الحمم الحمراء والسوداء ببطء باتجاه الغرب منذ يوم الأحد، حارقا كل ما يمر به.

ودمرت الحمم أكثر من 200 منزل، ولم يعد بمقدور آلاف السكان العودة لبيوتهم، وقالت الحكومة الإقليمية في جزر الكناري إنها ستشتري مشروعين سكنيين يضمان 73 عقارا لمن أصبحوا بلا مأوى.

وأفادت تقديرات بأن البركان تسبب في خسائر عقارية بقيمة نحو 87 مليون يورو (102 مليون دولار).

وقال مختصون بدراسة البراكين إن الغازات الناتجة عن الانفجار البركاني ليست ضارة بالصحة، لكن سحابة سميكة تمتد الآن لنحو 4.2 كيلومتر في الهواء، تثير مخاوف بخصوص الرؤية بالنسبة لرحلات الطيران.

ولا يزال المطار مفتوحا، لكن السلطات طلبت من الطيارين الابتعاد عن موقع الانفجار البركاني.