ورد الخال .. “سبقتُ الممثلات بنات جيلي بأشواط”

 

 

شخصية تلقائية واضحة، متصالحة مع نفسها الى أقصى الحدود تعيش في تحٌدٍ دائم  مع نفسها التي لا تهدىء ارتداداتها.

بين طبيعة ذاتها الحقيقية وأدوارها التمثيلية مسافات من الإختلاف لم تجتازها المغريات الشائعة في زمن سقطت فيه المصداقية  وسيطرت فيه المصالح الشخصية على المبادىء السامية وبات التزلف سمة من سمات عصرنا.

هي امتداد لعائلة فنية عريقة بأدبها وريشتها. والدها الكاتب يوسف الخال. والدتها الرسامة مهى بيرقدار.

ورد الخال اسم عزز مكانته في عالم التمثيل عبرأداء رفيع المستوى على تجسيد الشخصيات باحتراف وقدرة تعبيرية لافتة.

معها كان اللقاء التالي الذي بدأناه بالسوأل عن مكمن اختلافها .

حاورتها: ليندا زين الدين

–  تحملين هوية مزدوجة لأب طرابلسي ووالدة سورية شامية، أين يكمن تنوعك؟ ولمن أنتِ أقرب في طباعك؟

أنا أقرب الى والدي بطباعي التي تشبه طباعه والتي قلبت الطاولة على كل ما هو تقليدي.فمجلة شعر كانت خير دليل على التحرر من الأنماط العتيقة الرجعية وقد أحدثت ثورة في عالم الكتابة يوم صدورها واعتبرت تحد في تأسيس الحداثة.فأنا أحس بنهضويته تجري في عروقي وفضاؤه الواسع ما زال يسكنني بضجيج صوره وتخيلاته.

– ما رأيك بالدراما اللبنانية والقضايا التي تُطرح اليوم؟

القضايا التي تُطرح اليوم تعكس واقع مجتمعنا ومعاناة العصر الذي نعيشه وهي تختلف كلياً عما كانت عليه في الأزمنة السابقة. ناهيك عن التطورات التقنية الحديثة المسعفة التي أُدخِلت في صلب الميدان التمثيلي من أجل إتمام العمل وإنجاحه.محاولات كثيرة في الدراما اللبنانية أثبتت أنها تستحق التقدير بينما هناك محاولات أُخرى لم تكن على المستوى المطلوب. لذا أعتبر أن الدراما اليوم هي في حالة مخاض تسعى إلى ترسيخ قاعدة ثابتة تطبع هويتها.

– من يصنع برأيك النجم،كفاءته أم العرض المشبوه؟

يحدث أحياناً أن يحتضن مدير أعمال فنان بتركز الأضواء عليه.. وفي النهاية يفشل في مسعاه لأن مشروعه لم  يكن مبنياً على أسس سليمة. في حين أن أشخاصا قد لا يحظون بدعم اعلامي كاف ولم تتوافر لهم الفرص المتاحة لغيرهم فإذا بهم يثبتون جدارتهم وبالتالي يسطع نجمهم دون مساعدة  أحد. 

– ما الدور الذي تتمنين ان تؤدُيه؟

ليس هناك من دور محدد. المهم أن يشكل أي دور قيمة إضافية في سجل أعمالي.

– مَن مِن الممثلات الصاعدات ترين فيهن بعضاً من وردالخال؟

لكل ممثلة ميزتها وتفرٌدها. ليس من المهم أن تقلٌد الفنانه الصاعدة زميلاتها المخضرمات وتستنسخ أسلوبهن وأدائهن…بل عليها أن تجهد وتثابرلإبراز موهبتها وتنميتها لكي تتميزبأسلوبها لاحقاً .لذا لا أجدَ ورد الخال في أحد. 

–  البعض ينعتك بالمتشاوفة. ما ردٌك؟

لست متشاوفة، أنا إنسانة عفوية ومتواضعة، لم تبعدني الأضواء عن مرآة ذاتي.أمارس تواضعي بقناعة نابعة من داخلي في حين أن الآخرين يقتبسون الدور اقتباساً لأنه سهل الأداء.وأصبح الناس

يعرفون طبيعتي جيداً كما أهدافي من خلال أعمالي وإطلالاتي الإعلامية.

– هل أنتِ مِن اللواتي يعترفن بأخطائهن وعيوبهن؟

بالتأكيد أعترف بأخطائي فكلنا نُخطيء وكلنامعرضون للخطأ.

–  ألى أي حدٌ تخافين من التقدم بالسٌن؟

من عمل وجدٌ واقتطف ثمار جهوده لا يخاف من تقدم العمر، لأنه بذلك يكون قد ملأ فراغ حياته وهذا ما أنا عليه. لقد حققت نجاحات باهرة وآمال كثيرة  خلال مسيرتي المهنية وسبقت الممثلات بنات جيلي بأشواط. وما زلت حتى اليوم بأوج عطائي ، فمن الطبيعي أن يتقدم المرء في السن إنما من الضروري أن يتصالح مع نفسه لتقبٌل سنٌة الحياة..

–  ما وجهات الشبه بينك وبين أخيك الممثل يوسف الخال؟

نحن الإثنان لدينا تطلعات وأهداف مشتركة، منها تحقيق النجاح وإنجاز ألأعمال بدقة لامتناهية وبالتمام والكمال وكل منا محب أيضاً للعائلة والطبيعة والموسيقى.

–  هل لديكِ الجرأة أن تسمٌي أسوء ثلاث ممثلات لبنانيات؟

كلا.

–  لماذا تبنين الحواجز مع من حولك ومع الناس؟

بعد أن اختبرت الحياة، تعلمت أن لا أثق بسرعة بالآخرين تجنباً للخيبات. لا شك أن الصداقة المخلصة جميلة، يتشارك بها الأصدقاء بفرح لتنمية الأحلام والتمنيات، لكن للأسف بَطُل مفعول هذا المفهوم في زمننا الرديء. شخصياً، أفضل أن تبقى صداقتي مع الغير سطحية كي لا تعرضني للإهباط والندم.وفي النهاية لا ملجأ للإنسان سوى عائلته التي هي محط ثقته.

–  ما كان أجرأ قرار اتخذته؟

التخلي عن طيبة قلبي ، لقد قررت أيضاً أن اكون هجومية كلما دعت الحاجة. من يزعجني سأزعجه وسأزيحه عن طريقي أما من يحترمني ويقدرني فسأعامله بالمثل .

–  هل تقبلين بأدوار جريئة ؟

نعم أقبل شرط أن ألا تكون مبتذلة.فالجرأة لا تُختذل بمشاهد التعرٌي مثلاً، بل تكمن في طرح قضايا جريئة ضمن إطار موضوعي يُلقي الضوء على السلبيات في المجتمع كالمخدرات والمثلية وغيرها وأن يكون للدور رسالته الجريئة في التحدي ومعالجة الإنحراف.

–  ما جديدك؟

سأبدأ بتصوير مسلسل اسمه “الجوزاء” وهو من اخراج فيليب اسمر كتابة نادين جابر وانتاجon line production 

–  من من الأسماء التالية الأكثر كاريزما؟

بديع أبو شقرا، يورغو شلهوب، زياد برجي، يوسف الخال.

الكاريزما نسبية، لكل من هؤلاء الزملاء خصوصيته وشعبيته، أحترمهم جميعهم، إلا أنني أعتبر أخي يوسف الخال الأكثركاريزما لأنه يتمتع بحضور قوي ووسامة ملفتة أضيفي إلى أنه موهوب ويُدرك تماماً كيف يُعزز المقومات التي يمتلكها.  

–  ورد الخال، من تنافس؟

في الواقع،أُنافس نفسي لأن التمثيل مهنتي ومورد رزقي، هو متعة بالنسبة لي وشغف لذا أتعطش دائماً للعب أدوار جديدة أُضيفها على الدراما اللبنانية بشكل عام لأُثبت من خلالها مقدرتي على تحقيق تفوق آخر له طابع مختلف عن سابقاته يُظهر إمكانياتي التمثيلية بعيداً عن أي تنافس مع الآخرين.ففي حين بعض الزملاء يتصارعون لإلغاء بعضهم البعض، أقف على حياد للتنافس مع نفسي لنزع نجاح جديد.

–  ألوانك المفضل؟

الأسود والأبيض.

–  تحنين الى: الطفولة.

 – تحزنين على: ضعاف النفوس.

– تلجأين إلى: الله.