ذكر تقرير لمجلة “The Economist” البريطانية أن “إسرائيل لطالما افتخرت بمهاراتها في التجسس وتماسكها الوطني. ويرى البعض أن الزيادة الواضحة في أعداد الإسرائيليين الذين هم على استعداد لخيانة بلادهم دليل على خيبة الأمل والتفكك الاجتماعي الذي تعيشه. وهذا ما يثير قلق السلطات الإسرائيلية”.
وتابعت المجلة، “لكن في السنوات الأخيرة، وخاصة منذ عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السلطة في عام 2022، أصبحت القوى الطاردة في المجتمع الإسرائيلي أقوى. فقد تسربت ثقافة الفساد، وأدت محاولات نتنياهو لإضعاف القضاء إلى خلق اضطرابات سياسية. كانت هناك فترة وجيزة من الوحدة الوطنية حيث كانت إسرائيل تترنح من هجمات حماس في 7 تشرين الأول2023، لكن الجدل حول إخفاقات المخابرات، وكذلك حول كيفية تأمين إطلاق سراح الرهائن، لم يؤد إلا إلى تعميق خطوط الصدع في البلاد. وقال يوروم بيري، الأستاذ الفخري للدراسات الإسرائيلية في جامعة ماريلاند، لكاتب المقال إن “المجتمع الإسرائيلي ينزلق إلى حالة خطيرة من الانهيار”. ويعتقد بيري أن محاولات نتنياهو لفرض هيمنته على القضاء والسيطرة على وسائل الإعلام ساهمت في “تدهور المؤسسات التقليدية القديمة” والانحدار العام في احترام القانون.
وقال: “ليس من المستغرب أنه في مثل هذا الواقع الفوضوي، أصبح عدد متزايد من الإسرائيليين مستعدين لكسر المحرمات التي تمنع المرء من خيانة بلده”.”وبحسب المجلة “قد يساعد هذا في تفسير السبب وراء نجاح إيران، على الرغم من تقنيات التجسس البدائية التي تستخدمها، في تحقيق ما فشل فيه أعداء إسرائيل الآخرون. فمنذ ما يقرب من عقدين من الزمان تدور حرب أشباح بين إسرائيل وإيران وحزب الله.فقد اغتال الموساد علماء إيرانيين، وأدخل برمجيات خبيثة في أجهزة الكمبيوتر النووية الإيرانية، وخرب المواقع النووية والصاروخية الإيرانية. وفي شباط 2008، قتل الموساد، في عملية مشتركة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مسؤول حزب الله عماد مغنية في دمشق. ومنذ ذلك الحين، حاولت إيران وحزب الله الرد بمحاولات خطف وقتل دبلوماسيين ومسؤولين إسرائيليين وحتى سياح إسرائيليين”.
وتابعت المجلة، “لقد امتدت عمليات إيران، التي كانت مقتصرة في السابق على عملاء محترفين، لتشمل المواطنين العاديين. ووصف مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي هذه العمليات بأنها “نهج عشوائي”. ويذكرنا هذا بالأساليب التي استخدمها جهاز الاستخبارات الروسي (كي جي بي) ذات يوم: فقد نجح الاتحاد السوفييتي في التسلل إلى أجهزة المخابرات الإسرائيلية الناشئة وغيرها من المؤسسات من خلال اقناع الإسرائيليين المتعاطفين مع الشيوعية. والآن أصبح من المرجح أن يكون المجندون مدفوعين بالجشع أكثر من الإيديولوجية. ومن بين الحيل الإيرانية الشائعة نشر إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي تسأل الناس عما إذا كانوا يريدون كسب بعض المال بسهولة”.
المصدر: خاص لبنان 24