هي من رائدات الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في لبنان والعالم العربي.
هي حالة استثنائية لها خصوصيتها وأدواتها في سبر أغوار اللغة والشعر والأدب والإعلام… ليس لنهمها المعرفي المناقبي التراكمي حدود.
مثيرة بفكرها،لماٌحة بذكاءها، راقية بحضورها، كبيرة باتزانها وصمودها أمام الإندثار الأخلاقي السائد.
عشقتها الأضواء منذ طفولتها فسَطَت هي على شعاعها وبهرتها.
لم يرضها أي نجاح أو بريق…. فأدمنت السعي والتفرٌد.
ريما نجم، مسيرة حياة لا تختصر بسطور، وتجربة مهنية مخمٌرة بأطياب البخور.
هي لحقٌاً سفيرة الأدب …ومعها يزهوالأدب في نِعم الكلمة ونعيمها كما قال فيها الشاعر سعيد عقل.
معها كان لنا وقفة مختلفة لا مثيل لوقفات سواها حيث جلتُ في أزمنتها وبعثرت بعضاً من تفاصيل فصولها الوردية.
حاورتها: ليندا زين الدين
لا أساوم على اسمي
– مسيرتك المهنية زاخرة بالنجاحات والتفوق إن كان على الصعيد الإعلامي أو الأدبي.أكنت تتوقعين لنفسك هذا المسار الموفٌق؟
كنتُ أتوقعه لأنني من الأشخاص الذين يسعون نحو الكمال والمثالية ويعملون وفق منهجية يتحكم بها العقل والمنطق، لذا كل خطواتي منذ بداياتي كانت مدروسة بدقة مطلقة وإلا لما وصلت الى ما صبوت اليه اليوم من أهداف وتمنيات.
– هل صادفتك مغريات مشبوهة ؟
لم أعمل يوماً عكس قناعاتي ولم أنساق وراء أمجاد باطلة، أنا متصالحة جداً مع نفسي،ولا أستطيع ارضاء الآخرين على حساب مكانتي التي صنعتها بأدوات ذهبية،لذا لا أساوم على اسمي. ان لم يناسبني المكان والزمان انسحب مرفوعة الرأس ولا أتطلع إلى الوراء.لأجل ذلك لم أكن يوماً إلا في المكان الذي يشبهني.
العرض الذي أقتنع به ويتماشى ومنطقي أقبله.الإعلام كان بالنسبة لي مورد رزق انما لاحقاً طالتني شهرته ولحقت بي وما زالت لكنني اعتبرها نتيجة عمل تراكمي لا غاية.
– أين أخفقتِ؟
عندما صدٌقت اناساً… وغُدرت، لم أكن يومها أتمتع بالخبرة الكافية للتمييز بين الأقنعة. كنت طيبة وأتعاطى مع الآخرين ببساطة واعتقدت أنهم يبادلوني الطيبة عينها. أحياناً تخوننا الظروف ونخيب نحن…
– ما كان التحدي الأكبر في حياتك؟ولماذا؟
تحديات صعبة وخيبات كثيرة واجهتني في الحياة وأجرعتني كؤوس مرٌة قهراً، منها طلاقي الذي اعتبرته من أكبر انتكاساتي وما برحت انعكاساته تضج الماً في جوارح نفسي وأبعادها، غير أن إرادتي الصلبة ساعدتني على المضي قدماً واحتضان أولادي وأولاد زوجي الحالي وتمكنت من خلق تماسك عائلي أكرمني به الله.
الحرية هي الله
-كيف حافظت على استمراريتك في وسط يضج بعدد لا يستهان به من الإعلاميين والمثقفين؟
حافظت عليها بالإيمان والمثابرة،وتسلحت بالإصرار للدفاع عن آمالي وأحلامي وحصنت نفسي بقيم جوهرية عصٌية على الفناء.
– أحياناً يتقيد المرء بتربية مراحله الأولى المشبعة بالأخلاق والمثاليات، ويتحرر منها لاحقاً بالمراحل الأخرى بفعل التجارب والقناعة الشخصية.كيف وفقت بين هذه المحطات؟
اتبعت سلم الأولويات. تمسكت بتربية مراحلي الأولى المثقلة بالقيم والمبادىء وطورتها لتتكيف مع تجاربي كي لا تغدو قيود تحتكر فكري وبلورتها باستيعاب أبعادها.
والجدير ذكره أنني ربيت أولادي على هذا النظام الذي ينطوي على قدر كبير من الحرية المعتدلة الضامنة لاحترام الذات.
– برأيك ما الفرق بين الإنفتاح والحرية؟
الانفتاح،هو واجب وممارسة ولا يأتي من فراغ بل من التجارب الحياتية والاحتكاك المستمر، بينما الحرية هي الله.
– على وقع التسيٌس والتسييس وانقلاب المقاييس التقليدية للمعادلة المهنية، يبتعد الإعلام اللبناني اليوم عن رسالته الحقيقية. هل برأيك بات إعلامنا مهنة مادية تسويقية بحتة مفرغة من مضامينها الهادفة؟
نحن في مرحلة الاعلام الاعلاني واعلام الدول التي تدس سياساتها في سياقه لتمرير أفكارها للشارع.لذلك ندور في حلقة مفرغة.
أيضاً أصبح على الاعلامي التماشي مع سياسة المؤسسة التي يعمل بها ولو قصراً لتأمين معيشته واستمراريته في ظل واقع مرير لا مفر منه.
– أية صحيفة لا تحترميها؟
الصحيفة المفرغة من مضمون هادف.
– لو لم تملكِ وجهاً جميلاً، هل كنتِ للفت الإنتباه لكفاءتك وسعة ثقافتك؟
غالباً ما كانت دروبي مفترشة بالأشواك، ولم يكن من السهل اثبات الذات واقناع الآخرين بما أنا عليه من مخزون .
رُفضت أحياناً وأحياناً أخرى انرُفضت كتاباتي . بمواقع آمنوا بي وبمواقع أخرى لم يؤمنو، لذلك بحثت بنفسي عن فرصي وكافحت بقوة لأبرهن للجميع أني جديرة بما حققت وأحقق، فأخذت بعين الاعتبار أدنى ملاحظة وجهت لي وتقبلت النقد برحابة صدر وهذا ما صقل موهبتي وجوهر عقلي وقلمي.
وفي نهاية المطاف أثبت أنني صنعت جمال ثقافتي المجبولة بعرق فكري التي تلاقت وجمال مظهري الخارجي وليس العكس.
– بين الكتابة والإعلام والشعر أين تجدين نفسك أكثر؟
في الوقت الحاضر أنا مرتاحة للكتابة ومتفرغة لها.وأتوق لبرنامج تلفزيوني ثقافي توثيقي يُلقي الضوء على رجالات لبنان ومفكريه لتبقى مآثر هذه الرموز إرثاً ثقافياً للأجيال الصاعدة يستقون منها العِبر.
– هل تخافين من معابر الحياة؟ أي العبور من مرحلة إلى أخرى.
كلا، لا أخافها إنما أتوجس مرحلة العجز.
لا سلطة فوق سلطة الكلمة
– دعاءك اليومي؟
يا رب اشملنا برحمتك ولا تتخلى عنا.
وأود القول أنني تربيت في كنف عائلة مؤمنة تقيٌة ثابرت على الصلاة،استمديت منها الإيمان الكبير بالله وأنا على نهج إيمانه بالإنفتاح على الآخر وتقبله سرت.وقد تلاقت قناعاته الروحانية الحرة مع مفهوم الامام المغيب موسى الصدر.وقد كان والدي معلمي، معه عايشت صناعة الكتابة وعرفت حرفتها .
– أين الشعف في حياتك؟
عائلتي وكلمتي هما شغفي.
– ماذا أردت من ارتباطك الأخير بالسيد نبيل كحالة زوجك الحالي؟
الصدفة جمعتنا وتزوجنا وهو اليوم صديق ورفيق دربي.
– لمن تدينين؟
أدين لوالدَي الذين أوجدا مناخ فكري ومنطقي.وبثٌا في روحي فضائل لا أتخلى عنها ما حييت.
– ماذا تعني لكِ :
العائلة؟ الدنيا .
الشهرة؟ نتيجة .
– الكلمة؟ سلطة، ولا سلطة فوق سلطتها.
– ماذا تقولين لمن سبب لكِ اللأذية؟
أشكرهم.
– في أية مواقف تدمعين؟
هناك أربع مواقف أدمع لها.
أدمع لحظة مغادرة العروس منزل والديها.
أدمع على طفولة مشردة.
أدمع على عجز مهمل.
أدمع لحظة التقاء عين الوليد بعين أمه بعد الولادة.
– هل أنتِ:
متواضعة؟ جداً
ثائرة؟ من كبريات الثائرات.
سعيدة؟ السعادة نسبية.
مغبونة؟ كلا.
نبذة عن حياتها:
– جنوبية، من مواليد بيروت.
– دكتوراه في الصحافة الأدبية والإعلام.
– متخصصة في عِلمي النفس والاجتماع.
– باحثة في الفنون والأدب.
– متمرسة بفنٌي الغناء والموسيقى.
– مشاركة في ندوات ومؤتمرات أدبية وإعلامية.
– لها كتابات ومؤلفات، منها:
- فيروز…وعلى الأرض السلام
- الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،باني دولة وسعادة شعب
- منيف موسى..في بعض سيرة ذاتية
- سعيد عقل،محاولة في كونه
بالإضافة إلى العديد من الدراسات والمؤلفات والأبحاث الأكاديمية قيد التحضير.
- من رائدات الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في لبنان والعالم العربي.
- تكتب في مجلات مُحكَمة وثقافية وفنية، وصُحف لبنانية وعربية.
- عُضو لجان تحكيمية ثقافية وفنية.
- عضو لجنة مِئوية سعيد عقل.
– ناشطة في مجالات العدالة الاجتماعية والحرية والسلام وحقوق الإنسان والحضارات والأديان.
– كُرمت في مؤسسات إعلامية وثقافية وأكاديمية في لبنان والعالم العربي.
– مُنحت عدة دروع تكريمية وشهادات تقدير لمجهوداتها.
– مُنصرمة اليوم إلى الأبحاث الأدبية والدراسات الأكاديمية وكتابة النثر والشعر.