لفتت جمعية المبرات الخيرية الى أن التحديات التي تواجهها اليوم “كبيرة وكثيرة، وبالصبر الجميل وثقة الناس الذين ساندوها وكانوا معها في كل الظروف سوف تسعى إلى تجاوز هذه التداعيات، والله هو المستعان على كل ذلك وهو نعم المولى ونعم النصير”.
وأصدرت بيانا حول “التداعيات التي ترتبت على مؤسسات المبرات جراء الأزمة الوبائية والاقتصادية التي عصفت في البلاد”، جاء فيه:
“منذ تأسيسها في العام 1978، لم تشهد المبرات أزمة كالتي تمر بها حاليا، وهي تحاول أن تتجاوز بعض عقباتها بخطوات استثنائية، وتتعاطى بحكمة وشفافية في إدارتها من أجل حفظ مؤسساتها وضمان استمراريتها. وهي رغم الصعوبات ستكمل مسيرتها ببركة دعم مجتمعها وجهود العاملين المخلصين فيها الذين تبادلهم الاخلاص بالإخلاص والوفاء بالوفاء.
الى ذلك، ستبقى المبرات الى جانب الناس في هذه الظروف الصعبة، تحرص على بقاء كل طفل وكل تلميذ في مدارسها، من خلال علاقة إيجابية مع أولياء الأمور، ودرس كل حالة من حالات المتعثرين ماليا من الأهل. وللتذكير فإن أقساط مدارسها تراعي الأوضاع الاقتصادية للأهالي مع الإشارة إلى أن الجمعية تدعم هذه الأقساط، وتتحمل عن الأهالي القسط الرابع مساهمة منها في دعم التعليم وجعله حقا للجميع.
لقد التزمت المبرات دفع رواتب موظفيها كاملة منذ بداية الأزمة الوبائية ولغاية نهاية شهر حزيران 2020، وهي تتابع كيفية تأمين الرواتب لما تبقى من العام 2020، في ظل تدني نسبة الانتاج نتيجة غياب العدد الكبير من الموظفين عن مؤسساتها. علما إن العديد من المؤسسات التربوية في لبنان عمد إلى اقتطاع أجزاء موجعة من رواتب العاملين فها راوحت ما بين 50 في المئة و70 في المئة، فضلا عن أن مؤسسات أخرى أوقفت دفع الرواتب نهائيا”.
أضافت: “إن المبرات متمسكة بكوادرها التعليمية والإدارية في مدارسها، وهي ضنينة بالحفاظ على كل واحد منهم، ولكن في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد يستحيل على أي مدرسة في لبنان الحفاظ على كل كوادرها العاملة فيها مع تراجع أعداد التلامذة بشكل كبير والانخفاضات الحادة والسريعة في إيراداتها. وتتابع المبرات أمور العاملين في مؤسساتها عبر لجان تحديد الملاكات الوظيفية التي تنسق مع إدارة المؤسسات لدرس أوضاع الموظفين فيها وفق معايير واضحة تتوزع بين الكفاءة والأقدمية والحاجة، مع مراعاة المسؤولية القانونية والمسؤولية المادية وتأدية الحقوق كاملة، ومع الإشارة إلى أولوية الإلتحاق هي للذين توقفوا عن العمل، في حال تحسنت الظروف نحو الأفضل في العام الدراسي القادم”.
وإذ أعلنت أنها تقوم “بواجبها الإنساني حيال مجتمعها، وتحرص على تقديم جودة تعليم عالية لأبنائها وفق رسالتها التربوية السامية”، دعت الدولة إلى “تحمل مسؤولياتها في مساندة المؤسسات التربوية والرعائية في ظل الخطر الذي يتهددها بسبب التقاعس عن دفع مستحقات تلامذتها الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تأخرها عن دفع المساهمات المالية للمدارس المجانية منذ خمس سنوات، مع العلم أن المبرات لديها 9 مدارس مجانية يتعلم فيها أكثر من 5400 تلميذ، وعلى الرغم من ذلك يتقاضى المعلمون والموظفون في هذه المدارس رواتبهم دون إنقطاع”.