تجربة الرئيس دياب في رئاسة الحكومة تركت نافذة امل للاجيال القادمة في لبنان

*✍ زينب دقدوق-١٦ عاماً*
سنواتٌ عديدةٌ مرّت على بناء هذا الصّرح الأثريّ القديم، أي السّرايا الحكوميّ. كثرٌ همُ الّذين داسوا بساطه، وكثرٌ همُ الّذين تولوا منصب رئاسة الحكومة فيه، لكن قلّةٌ هم الّذين تولوا هذا المنصب من أجل لبنان،  لبنان فقط! اعتدنا على مرّ السّنين سقمَ لبنان، اعتدنا أن نراه متعباً ومنهكاً، اعتدنا فساد كلّ من تولّى منصباً سياسيًّا معيّناً. لطالما تسلّم كثرٌ مناصباً رفيعةً في الدّولة اللبنانيّة، ليدلوا بتصريحاتٍ بين حينٍ وآخر يحاولون عبرها توهيم اللبنانيين أنّهم بمساعيهم سينهضوا بلبنان نحو الأفضل، لكنّ مساعيهم هذه باءت بالفشل، ليبقى اللبنانيّ ضحيّة فسادهم وإهمالهم! ظنّ الكثيرون أنّ ثورةَ ١٧ تشرين لم تجدِ نفعاً، لكنْ من تعمّق بما ترتّب عليها سيتبيّن له أنّ هذه الثّورة أعطت مفعولاً قويًّا في البداية، لكنّ مصالح سياسيّي لبنان العظماء حالت دونَ أن تستمرّ نتائج هذه الثّورة لتطالَ الفساد المستشري الّذي عبث بمفاصل الدّولة بأكملها! بعدَ أن طالب الشّعب بحكومة إختصاصيين نالوا مرادهم  بتكليف الدّكتور حسّان دياب بتشكيل الحكومة، ليكونَ رئيساً مناضلاً يدخلُ السّراي الحكوميّ غير آبهٍ لمصالحه، متمسّكاً بالأمل الّذي يعوّل عليه لإسعاف لبنان وانتشاله من بؤرةِ الفساد.، وذلك ليقلب المعادلة السياسيّة في لبنان عبر تأكيده للشّعب لللبنانيّ أنّ لبنان لا يزال يحوي الشّرفاء أصحابَ الضّمير الحيّ. محاولات التضليل تكاد لا تنتهي، تضليل الحقيقة، تضليل المساعي الّتي بذلها دولة الرّئيس ساعياً لترميم ما كان قد هدّمه جشع من سبقوه، لكن صدق دولته وشفافيّته حالا دون إخفاء جهوده تحت غطاء البروباغندا الإعلاميّة الّتي تكاد لا تملّ من التّرويج لكلّ ما يعارضه ويعارض سياسته الهادفة. أصبح من الواضح أنّ من عارض دولة الرّئيس حسّان دياب هم أولئك الّذين رهنوا حياتهم في سبيل أحزابهم، أولئك الّذين انقادوا لحكّامهم وكأنّ بصرهم مغشيٌّ لا يرى إهمالهم وسرقتهم لأموال الشّعب وممتلكاته، ولا تقتصر سرقتهم على ما هو ماديّ بل تعدّوا ذلك ليطالوا جلَد المواطن وقوّته. لو تكاتف الشّعب اللبنانيّ بأكمله، ووقف يصارع تلك الأحزاب الّتي لا تكفّ عن تدميره، داعماً تلك الحكومة الّتي سعت وعملت وكافحت من أجله، لكانَت حققت كلّ ما أتت لأجله. لكنّ اللوم لا يقع فقط على تلك الفئة من الشّعب، فالأوهام المنبثقة من مقاعد حكّامهم جعلت منهم أصناماً خرساء صمّاء عاجزةً عن تحديد مواقفها! شهدنا العديد من الإنجازات لحكومة الرّئيس حسّان دياب، بالإضافة إلى العديد من المحاولاتِ الّتي لو أُنهيت لكانت ستساهم بإنعاش لبنان، لكنّ من عارض الرّئيس ووقف ضدّه غيرَ آبهٍ بمصلحة لبنان كان شريكاً أيضاً في جريمةِ إسقاط البلد، ومن أسقط البلد لن يُساهم في إنعاشه! أينَ الشّعب اللبنانيّ وأين ثوراته عندما طالبت حكومة الرّئيس بالقيام بالتّدقيق الجنائيّ الكفيل بكشف الجرائم الماليّة، أين كان عندما تبيّن أنّ فئةً من الحكّام أسقطوا هذا التّدقيق عمداً، وحتّى يومنا هذا لم يباشروا به على الرّغم من أنّ عقدته الأساسيّة(تذرّع رياض سلامة بالسّريّة المصرفيّة كي لا يسلّم المستندات المطلوبة إلى الشّركة الموكّلة بالقيام بالتدقيق) كانت قد حُلّت. هذا مثالٌ بسيطٌ يُمكن ذكره عن محاولات هذه الحكومة النّزيهة، ولو يسعنا ذكر كلّ محاولاتها فنحن سنحتاج حتماً إلى أكثر من مقالةٍ واحدة! تجدر الإشارة أيضاً إلى أمرٍ ببالغ الأهميّة، المتعارف عليه أنّ حكومة تصريف الأعمال يُفسَحُ المجال أمام رئيسها كي يأخذ قسطاً من الرّاحة في بعض الأوقات، لكنّ مصادر مقرّبة من الرّئيس ذكرتْ الجهد الكبير الّذي يبذله الرّئيس خلال هذه الفترة، حتّى وصل به الإنشغال بأمور البلد إلى حدٍّ يمنعه من رؤية أولاده والإجتماع بعائلته. يقال أنّ على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة، ونحن نضيف على ذلك قائلين أنّ على هذه الأرض لبنان الّذي يستحقّ منّا التّضحية في سبيله. لبنان بحاجةٍ إلى كفوفٍ نظيفة، وعقولٍ صاحية، ففساد الحكّام أرهقه وأتعبه. لبنان بحاجةٍ إلى أمثالك دولة الرّئيس حسّان دياب، بحاجةٍ إلى نزاهتك وجهدك، بحاجةٍ إلى ضميرك الصّاحي، لبنان العزيز يفتقد أمثالك، فنعمَ الرّئيس أنت، ونعمَ المساعي مساعيك! دمتَ للوطن الجريح مسعفاً ومنجداً!