افتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن، قسما لمرضى كورونا في مستشفى المحبة في بلدة دير الأحمر، في حضور النائب الدكتور أنطوان حبشي، راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان فخري، رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح، رئيس بلدية عيناتا ميشال رحمة، رئيس بلدية بشوات حميد كيروز، معاون مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” هاني فخر الدين، المدير الإداري لمستشفى المحبة الأب يوحنا مارون، ومدير قسم كورونا الدكتور نديم الليطاني.
حبشي
بعد الجولة الميدانية في أقسام المستشفى والإطلاع على تجهيز قسم كورونا، تحدث النائب حبشي، فقال: “قبل ثلاثة أشهر وجهت لمعاليك دعوة لبيتها في غضون 24 ساعة، فكانت الزيارة الأولى لهذا المركز في أول تشرين الثاني الماضي، ونحن اليوم معك وفي حضور المطران رحمة نفتتح قسم كورونا في مستشفى المحبة في دير الأحمر، الذي سيكون جاهزا اعتبارا من يوم غد لاستقبال المرضى”.
وأضاف: “أستخلص مسألتين من هذا الموضوع، المسألة الأولى: في دولة تتهاوى وفيها الكثير من المشاكل، عندما يدرس المسؤولون ملفاتهم ويتابعونها بشكل دقيق، ويقومون بما يتوجب عليهم تثمر جهودهم، مثلما حصل مع معالي وزير الصحة، فهذه المتابعة أثمرت هذا الإنجاز رغم وضع الدولة”.
وتابع: “الخلاصة الثانية، أن شخصين مسؤولين في الدولة اللبنانية على تباعد سياسي غير عادي أو على نقيض سياسي، يستطيعان العمل لمصلحة المواطن، بفضل الحرفية والتعاون والضمير الحي في التعاطي مع المواطن اللبناني”.
وأشار إلى أن “أهلنا في هذه المنطقة يحلمون منذ عشرات السنين بأن يكون لديهم مستشفى، واليوم تحول هذا الحلم إلى حقيقة وواقع ملموس، للأسف في ظل ظروف صعبة جدا على أهلنا”.
واعتبر أن “الخطوة الأهم هي الإطار القانوني للمستشفى الذي سيكتمل خلال أيام مع تجهيز المختبر وقسم الأشعة، ومع تجهيز الملف بالكامل بالشكل السليم، ستكون مستشفى المحبة مدرجة ضمن سقوف وزارة الصحة للعام 2021”.
وختم حبشي: “أتوجه إلى أهلي في دير الأحمر والمنطقة، لأقول نحن نمر بظرف حرج، ونمضي كل يوم عشرات الساعات بحثا عن سرير في مستشفى لمريض كورونا، فلا الوزارة ولا الدولة مسؤولة لوحدها عن هذا الأمر، إنها مسؤولية كل واحد منا، وجزء من تفشي وباء كورونا غياب الوعي وعدم التزام المواطن بالتدابير والإجراءات الوقائية، والدولة لا تستطيع أن تضع على باب كل مواطن من يراقبه للالتزام، لذا على كل واحد منا الانتباه والوعي ليحافظ على نفسه وعلى المسنين في البيت وعلى أهله وعلى المواطنين في منطقته”.
رحمة
بدوره قال المطران رحمة: “منذ اليوم الأول شعرنا أن عاطفة وقلب ومحبة معالي الوزير الدكتور حمد حسن معنا، وأعطيتنا بسرعة الثقة والموافقة على المشروع”.
ودعا كل من يشعر بعوارض الإصابة الى “أن يضع نفسه تحت رعاية هذا المركز الصحي في قسم كورونا لإجراء فحوص ال PCR التي ستكون متاحة ثلاثة أيام أسبوعيا، وبناء على التشخيص المخبري ومن قبل الأطباء وأصحاب الاختصاص، يتم تحويله إلى الرعاية الأولية أو إلى إحدى المستشفيات إذا كان وضعه يستدعي ذلك”.
وتوجه بالشكر إلى “كل من ساهم في بناء وتجهيز هذا المركز من الأهالي والمغتربين في العالم”.
حسن
وتحدث الوزير حسن، فقال: “برعاية سيادة المطران حنا رحمة وبهذه المؤازرة والمتابعة والحيوية من سعادة النائب الدكتور أنطوان حبشي مع خلية الأزمة وأطباء المركز، أبارك لكم جهودكم المثمرة، لأن العمل والسعي عندما يتوج بإنتاج يكون قمة العطاء والمسؤولية، ونحن لا نستطيع كوزارة صحة عامة إلا أن نلاقي هذه المبادرات، والسعي على المستوى نفسه من المسؤولية”.
واعتبر أن “الإعلان اليوم عن افتتاح قسم كورونا في مستشفى المحبة هو عملانيا إطلاق لمؤسسة استشفائية في منطقة دير الاحمر وشليفا وبشوات واليمونة وسائر أنحاء هذه المنطقة التي هي بأمس الحاجة للرعاية الطبية والصحية، وهكذا تكون الجهود المنيرة التي بذلت حققت حلما استطعنا من خلاله تحويل التحدي الوبائي إلى فرصة”.
وأضاف: “التزامنا تجاهكم وتعهدنا باعتماد هذه المستشفى ضمن الأسقف المالية سننفذه، وسوف نسرع العمل لإنجاز كل الرخص وكل ما هو مطلوب ضمن الأصول، والمسائل البيروقراطية تسقط بموجب التحديات التي نواجهها، ونحن إن شاء الله وقعنا الأوراق كما وعدناكم”.
وأعلن حسن: “نحن مرجعيتنا وخلفيتنا وطنية عنوانها المحبة، ومن غير الممكن أن تعوق عملنا أي اعتبارات سياسية أو مناطقية أو طائفية، ونؤكد مجددا من البقاع ومن منطقة دير الأحمر هنا منبع الأصالة والمحبة والتكافل والتعاطي المسؤول، وعندما قلتم لنا نريد تحويل مرضى إلى بيروت، قلت لكم مرجعيتنا مستشفى بعلبك الحكومي ومستشفيات المنطقة، لانه في ظل الازمة والجائحة تطورت قدراتنا، والمستشفيات الحكومية والخاصة تتكامل لتقديم هذه الخدمة، وما رأيناه هنا من تجهيزات وخطط موضوعة من اللجنة الإدارية والطبية التي تعمل بشكل تقني متخصص سوف تستطيعون تقديم الخدمة اللازمة للمريض وفق الحاجة والتراتبية والأولوية”.
واعتبر أن “الاتحادات البلدية والبلديات والمرجعيات الروحية والسياسية والاختيارية والاجتماعية تقوم بمبادرات مسؤولة، ولكن في النهاية الهدف واحد هو تأمين خدمة الرعاية المنزلية التي تساهم في تخفيف الضغط عن المستشفيات، وبالتالي تخفيف عدد الذين يحتاجون إلى دخول غرف العناية الفائقة في المستشفيات، وهذا يدخل ضمن استراتيجية وزارة الصحة العامة في هذه المرحلة الصعبة من مواجهة الوباء”.
وأردف: “نحن وإياكم في حلبة صراع واحدة لنحمي المواطن في ظل الأزمات والتحديات التي يعيشها، ونحن مستمرون وإياكم بما أمكن لمساعدة هذا المركز وأهل المنطقة”.
ورأى أن “المؤشرات والمعطيات العلمية والميدانية تبشر خيرا بأن تكون النتائج جيدة وواعدة، بأن تخف نسبة التفشي عند انتهاء فترة الإقفال العام، ولكن هذا يبقى رهن تدني نسبة الإيجابية بالفحوص وبعدد الوفيات، ونحن نأمل ونراهن على أن هذا الإقفال يجب أن يؤدي الى النتائج المرجوة، خصوصا مع اقتراب فترة وصول اللقاح، على أمل أن نصل إن شاء الله إلى بر الأمان”.
وقدم المطران رحمة للوزير حسن درع أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المصنوع من صخور البلدة، والذي يحمل شعار “محبة ورحمة”.