تعتبر إيطاليا تاريخ اغتيال زعيم الحزب الديموقراطي المسيحي ورئيس الوزراء السابق، الدو مورو، في التاسع من أيار، يوما لجميع ضحايا الارهاب بكل انتماءاتهم.
ففي 16 آذار 1978، خطف مورو البالغ من العمر 62 عاما، من قبل مجموعة مسلحة اتخذت اسم “الالوية الحمراء اليسارية المتطرفة”، قتلت سائقه وكل أفراد حراسته. ثم عثر على جثته، بعد 55 يوما من اختطافه ووضعه في “سجن الشعب”، في صندوق سيارة تركت في شارع فاني وسط روما على مسافة متساوية من مقري حزبه والحزب الشيوعي. وبقي خطف “مورو” ذكرى تطارد الذاكرة الجماعية الايطالية، وقضية يشوبها الكثير من الغموض بعد 42 عاما على حصولها.
الحادث المؤلم، أثار صدمة كبيرة لدى الرأي العام الايطالي، ودشن مرحلة خطيرة، فقد كان مورو أبرم “تسوية تاريخية” Compromesso storico مع الشيوعيين لتشكيل حكومة ائتلافية من أجل مواجهة وضع اقتصادي صعب ومكافحة الإرهاب الذي انتشر في إيطاليا حينذاك.
وتباينت الاراء حول سبب اختطاف مورو وقتله، فمنهم من يقول أن زعيم الحزب الديموقراطي المسيحي صنع لنفسه عدة خصوم من الذين لا يؤيدون سياسة التسوية التاريخية مع الحزب الشيوعي الايطالي، في بلد ينتمي إلى حلف شمال الأطلسي. فيما رأى العديد من المؤرخين في تلك الفترة، أنه لم تبذل جهود كافية للعثور على مورو وتحريره، وإن الدولة الإيطالية، في ذلك الحين اختارت أن تضحي به.
قتل الزعيم مورو بينما كان العالم في أوج الحرب الباردة، وكان يسعى للتقارب مع الشيوعيين الذين يمثلون 30 في المئة من الناخبين في مشروع تسوية تاريخية.